18 ديسمبر، 2024 11:03 م

لا نزال تحت تهديد الزوال !

لا نزال تحت تهديد الزوال !

الكل ينتقد الوضع المتردي بالعراق ابتداءا من سقوط النظام حتى الان ، حتى من في السلطة ينتقد الوضع و كأنه صنيعة الشعب لا صنيعتهم و مضى الحال على هذا الحال . لكن كان من الممكن ان يتغير وضع العراق نحو الافضل ، عندما حظيت قائمة العراقية على 91 مقعد نيابي في انتخابات 2010 و كان من حقها في ذلك الوقت ان تقوم بتشكيل الحكومة ، لو حدث ذلك لكان قد احدث تغيرا نوعيا في المشهد السياسي العراقي .

على الاقل في جنبة طبيعة التحالفات و التآلفات ، بذلك كان من الممكن حينها كسر مفهوم الطائفية و التخندق المذهبي و القومي و لو ضئيلا . و لما شهدنا حينها التدهور الذي عشناه و عايشناه ، عندما ابت الكتل الشيعية الا ان تحتفظ بحقها المشروع حسب زعمها ، اللا مشروع بطبيعة الحال فكان الالتفاف على القوانين و برعاية المحكمة الاتحادية .

نعم هنيئا لسياسيي الشيعة حصولهم على منصب رئاسة الوزراء حينها لكن ما الثمن ؟! الثمن غالي على من يحب وطنه و شعبه ، لكنه رخيص عند من يهمه مصلحة اهله و حزبه ، نعم فمن اشترى رئاسة الوزراء كان عليه بيع العراق ثمن المنصب .

رغم كل ذلك قد جاءتنا فرصة اخرى وقتها لو تحققت لكان حالنا الان افضل بكثير ، فبعد سنتين تقريبا من التصويت على التشكيلة الوزارية هناك من استشعر الخطر المحدق بالعراق فتصدى للمسؤولية و انبرى لها . حاول كثيرا و كثيرا جدا ، تغيير من تصدى لرئاسة الوزراء لان الامر اصبح لا يحتمل و لا يطاق و معالم الخراب قد بدت ظاهرة ، حاول الاصلاح مذ ذلك الحين لكن اللعبة كانت اكبر و الخونة كانوا اكثر .

فما طاوعه فيما اراد اي احد و كثر المتخاذلون و الشذاذ ، ما كان هم الجميع سوى كسب المغانم و لو على حساب الشعب ، هكذا حدث ما كان يخشاه و يحذر منه في حينها . فلو تتبعنا و تابعنا الاحداث بعد ذلك ، لرأينا ان كل المؤشرات تدل على ان العراق يمضي في طريق اللا دولة و هكذا حتى صحونا في احد الايام على داعش ، يصول و يجول باراضي العراق دونما رادع ، كله بتدبير و تخطيط مسبق مدبر و على اعلى المستويات .

نتمنى ان لا تعاد الكرّة في الانتخابات القادمة خشية الوقوع في مهالك اخرى لن نجد فيها بد حينها من التشتت و الضياع دونما للعراق من عودة ، المخططات و المؤمرات لن تنتهي و العبرة لمن يستطيع الاستفادة من التجربة .