23 ديسمبر، 2024 12:19 ص

لا ناسف على ازعاجكم … نكتب لإصلاحكم

لا ناسف على ازعاجكم … نكتب لإصلاحكم

قيل ان قريش كانوا يتشددون في دينهم وشجاعتهم فلا يطاقون. حيث كانوا لا يستظلون أيام منى، ولا يدخلون البيوت من أبوابها وهم محرمون، هؤلاء (الحمس) سموا حمساً لأنهم تحمسوا في دينهم، أي تشددوا. ما اشبه حمسهم كحمس سياسيين بلدنا حيث بلغ الحمس لديهم اعلى المستويات، بالذهاب لما تبقى من البلد الى الهاوية دون أي اصلاح. يشغلون الشاشة التلفزيونية وأتمنى لو أنهم لم يتحدثوا وأنني لم أستمع إليهم لغثاثة ما يقولون مما لا يعضده نقل ولا يؤيده عقل، حيث عند التكلم على شاشة التلفاز ينقل رسالة بانه ذاهب بالبلد الى التنافس مع الدول المتقدمة في التطور الا ان هذا التنظير منذ سنوات مستمر ولم نشاهد شيء!. الاصلاح عملية متكاملة صعبة متشعبة، وهذا يعني انها اشق من البناء اصلاً لأنها تتطلب المعالجة والبناء والتنمية والتطوير، لذا فرجال الاصلاح قلائل وتعد بأصابع اليد، وان الامم تتفاخر بمثل هؤلاء الرجالات ويكون اعتزازها اكبر بهؤلاء من الاعتزاز بالقادة العسكريين والسياسيين لأن الشعوب كثيراً ما تنجب القادة، ولكن ولادة المصلحين قليلة ونادرة. عملية الاصلاح تحتاج الى جهود كبيرة تبدأ بتحديد الخلل والإقرار به وطرح الحلول واختيار الافضل من بين هذه الحلول، ولكنها أولاً وأخيرا تعني الارادة القوية والقرارات الصائبة وعدم المبالاة او الاهتمام بإرضاء الاشخاص بل العمل من اجل خدمة الوطن والمواطن. والذي يحدث لدينا الاصرار على اتباع نفس العلاج المتبع منذ سنوات والذي اثبت فشلة بامتياز. يبدو ان الوقوف اليوم لمحاكمة تجربة النظام البرلماني برمتها، وتحميلها مسؤولية كل الخراب الحالي، امر صعب وذلك للدرع الدستوري الذي بمثابة حماية لهم، وفي ضوء حقائق تتعلق بطبيعة التطبيقات العملية لهذا النظام، والضغوط والظروف غير الطبيعية التي رافقت صوغه، وعجز القوى المختلفة عن تطويره وتقويمه وسد نواقصه، وتدعيم آلياته، حيث ان التنقل من ارث حقبة البعث الدكتاتورية و القوانين والاليات والانظمة المكيفة لخدمة نظام رئاسي شمولي يتخذ القرار فيه من شخص واحد، الى نظام برلماني جديد حيث الى يومنا هذا نفتقد آلية التعامل معه، يجبرنا للتحرك بإصلاح ولو جزء بسيط من الخراب.