23 ديسمبر، 2024 11:40 ص

لا معقولات عراقية

لا معقولات عراقية

كثيرة هي اللامعقولات في بلد الحضارات بلد مكتشف الكتابة وراسم الخريطة بلد مسلة حمورابي واضع القانون الاول لكني اخترت اثنان من تلك اللامعقولات .
اللامعقول الاول ..
استوقفنا شرطي المرور انا وصديقي بعد عودتنا من زيارة احد اصدقائنا وهو في حالة عصبية غريبة ..مع علمي ان السيارة التي نحن نستقلها حديثة الصنع وجميلة وكل وسائل الامان متوفرة اضف الى ذالك هي من صنع دولة عريقة بصناعة السيارات ..ليست مثل السايبا او السيارات الكورية ..التفت الى زميلي لأستفسر منه رأيت ان زميلي قد تمنطق بحزام الامان ايضا الذي خلت عدم لبسه السبب ..
كان الجو باردا طرق الشرطي زجاج السيارة ليطلب بعد ذالك اوراق السيارة ..في داخلي وللحظات استحسنت الامر لأني من فترة طويلة لم اشاهد مرور يستوقف احدهم ..اعطاه صاحبي محفظة متخمة بالأوراق تبين بعد ذالك انها تحمل المستمسكات الاربع (الجنسية وشهادة الجنسية وبطاقة الارزاق وبطاقة السكن ) وفيها ايضا ما لذ وطاب ممن اتخم تلك المحفظة اليدوية من هويات اخرى مثل البطاقة الذكية للراتب بطاقة اخرى للمفوضية وفيها سيم كارت وهوية التقاعد وأوراق السيارة وأوراق كثيرة اخرى ..اعاد الشرطي تلك الحقيبة بما فيها ساورتني نفسي والعياذ بالله للحظة انه يريد ولا
سامح الله رشوة لأن هذا الامر ليس غريبا ..
اجابه صاحبي ماذا تريد منا لماذا اوقفتنا وعملت كل هذا الازدحام في السير …
هنا بانت الحقيقة انه يسأل صاحبي لماذا لا تحمل السيارة لوحات تسجيل(ارقام السيارة) ؟الحق انه على حق والامر ايضا غريب ,,عندها ولأستغرابي الشديد ولبرودة الجو ترجلت من السيارة وتأكدت من الامر الى الامام والى الخلف فلم اجد لوحة للسيارة مع كل هذه الميزات الحديثة ولعلمي ولمرات عديدة اتصل بزميلي يقول لي اتعبتني دائرة المرور مراجعات ومراجعات وقبل ثلاث ايام اتصل بي يزف لي بشرى انه اكمل التسجيل وهو فرح ..المهم عدت الى مكاني ووجهي بوجه صاحبي لماذا لماذا يا أبا ميثم لم تعلق اللوحات في مكانها اليس هذا مخالفة لقواعد المرور يا أبا ميثم ؟
اجابني بحدة غير معهودة وبصوت مرتفع نوعما ..
((شو تسكت انته خلي اتفاهم مع هذا البطران)) (يقصد المرور)..عمي انته اشكد صارلك شرطي مرور ..انت نايم لو جنت بأجازه ,,انت ماتشوف وهكذا كاد ان يخرج المرور من طوره وهدوءه ..ماشفت الورقة مالت الغضب (يقصد السيارة ) ما قريت اشمكتوب بيهه ..
مو هذا رقم السيارة بعد ان قرأ رقما من الورقة هذا رقم سيارتي بعد شتريد ..يالله روح روح كل المديرك يمتة تجي الارقام من المانيا ..عمي ربعك بعدهم ما استوردوا تنكات الارقام من المانيا ما تستحون هي تنكة قابل طيارة بلا طيار ..
رايت شرطي المرور وكأنه فهم كل شيء وابتسم ليسمح لنا بالتحرك ..التفت الى صاحبي لأخفف عنه حدته ..
مابك ابا ميثم ؟ يمعود ارجوك اتركني ابحالي ..دولة اشكبره اشدبرة تعصي عليهه تنكة الرقم ,,اوبعدين امسويين مشروع وطني لترقيم السيارات مستورديه من المانيا ابشرفك هذا حجي ماكو لوحة ارقام ماكو تنكات ..ايكلك ليش تكفر ايكلك ليش تكره العراق ايكلك ليش ما اطك وتموت …
ضحكت طويلا بعد ان صمت صاحبي وأفرغ محتوياته على ام رأسي ..وأدرت بوجهي صوب المناظر الجانبية الجميلة ليوم شتائي لأسحب نفسا طويلا وانفثه بقوة ..
اه أه يا وطن الموت الا الموت فيك ذيصنع بسرعة وما عداه كل شيء عجيب وغريب..

اللامعقول الثاني ..
الحمد لله كثير واشكره بكرة واصيلا اني ليس من مريدي الصيدليات الا ما ندر لأن الله يحبني وعائلتي فأبعدنا عن الامراض ماعدا نزلات البرد واللوزتين فأمر احيانا على الصيدلية القريبة من بيتي الذي ورثته من ابي عن جدي التاجر في التمور العراقية الذي اترحم عليه يوميا ونحن نشتري التمر الاماراتي والسعودي والايراني بعد ان كان جدي لديه خان تمر يضم مئاة الاطنان لا يستطيع بيعها لأن العراق فيه اكثر من 22مليون نخلة ومئات الالف من اطنان التمر وخاصة النوع الزهدي ..
اسف ,, لأن لكل موضوع ممكن ان تؤلف كتب ومجلدات عن ماكنا وما نحن عليه اليوم .. ذهبت اليوم الى الصيدلية لأجلب لطفلي دواء للسعال الذي يعاني منه ..وانا في هذه المؤسسة العطارية التي تضم كل شيء وكأنها ليس صيدلية بل مول وسوق او محل عطارية من الشمبوات والصوابين وعلب المعاجين وفيها الكثير الا الخضر والفواكه وربما يوما سيأتي نجد الفواكه في الصيدليات مثل ابر البنسلين والبراسيتمول والادوية الاخرى والمقويات الجنسية الرخيصة ووصفات الفتاح فال والعرافيين والخبطات النباتية ,,وها انذا اخرج ثانية عن موضوعي اعتذر ثانية ..
هممت ان اسأل صاحب الصيدلية عن مرادي ليسبقني شاب (لاعب ابوجهه طوبة امسويه ايخر دم وشعرة مدري شنو امكنزع امضرب ) ليسأل الصيدلي ويبادر بلا حياء ويأخذ دوري ..عمي ماعندك اعواد تنظيف اسنان امريكية ..
بلا سابق انذار سبقني لساني (المايكعد راحة) بقول لا أعرف كيف خرج من فمي وانا التفت عليه وأقول (عمت عين البانية ) ضحك الحاضرين والصيدلي والشاب ايضا ليرد علي بصوت بناتي حقك متخلف ,,
قلت له عمي صحيح اني متخلف وسكت ..
اجابه الصيدلي لا (عمي بس ايراني وسوري ) ذهب الشاب لأنه يريد عيدان امريكي لعلها لا تجرح لثته (ولثة الخلفوه عرب وين طمبورة وين داعش وين )
سالت الصيدلي وهو ايضا استغرب من سؤالي (اكلك صدك ليش ماعندك اعواد امريكية ) ضحك الجميع سألته عن حاجتي اخذتها وذهبت وانا العن اليوم الذي فيه وصلنا الى هذا الحال .

[email protected]