23 ديسمبر، 2024 6:06 م

لا مجال للقبول بمبادرات تستغفل الشعب وتمدّ طوق النجاة للمجرمين

لا مجال للقبول بمبادرات تستغفل الشعب وتمدّ طوق النجاة للمجرمين

بيان أغرب من الغريب لكتلة متّحدون التي يترأسها رئيس مجلس النوّاب أسامة النجيفي , فبعد هذه التضحيات الجسام التي قدّمها أبناء جيشنا العراقي البطل بطرده الإرهابيين والمجاميع المسلّحة بالكامل من مدينة الرمادي وتحرير أهلها من قبضة هذا الإرهاب الأسود , وفي الوقت الذي يستعد فيه جيشنا البطل لدخول مدينة الفلوجة وتحريرها والقضاء التام على داعش والعصابات المسلّحة المتحالفة معها , تأتي مبادرة رئيس مجلس النوّاب أسامة النجيفي لتذرّ الرماد في العيون , وليظهر بمظهر الحريص على أرواح السكان المدنيين , وكأنّ الحكومة والقوات المسلّحة العراقية غير حريصة ولا آبهة لحياة هؤلاء السكان المدنيين .

وقبل الخوض في تفاصيل هذه المبادرة الخرقاء والمشبوهة , نقول للسيد أسامة النجيفي لو كنت حريصا على السكان المدنيين كما تدّعي , فلماذا لم تبادر بها منذ بداية الأزمة ودخول المسلحين إلى مدينتي الرمادي والفلوجة والسيطرة عليهما من قبل القاعدة وداعش ؟ ولماذا أوعزت لنوّاب كتلتك بالانسحاب من البرلمان وتقديم استقالاتهم الشفوية الكاذبة وإصدار بيان شجب للحكومة لدخول الجيش إلى الرمادي ؟ مع العلم إنّ طلب دخول الجيش إلى الرمادي قد تمّ بطلب من محافظها الذي ينتمي إلى كتلتك , ولماذا تركت هؤلاء السكان المدنيين تحت رحمة الإرهابيين  وذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنت وصاحبك ؟ ما الغاية من ذهابكم والدولة في حالة حرب مع أشرس إرهاب عرفته البشرية ؟ وهل ذهبتم لجلب السلاح للجيش العراقي الذي يقاتل الإرهاب ؟ أم أنّكم ذهبتم للتآمر على هذا الجيش ؟ .

البيان يقول إنّ هذه المبادرة هي خارطة طريق لحل أزمة الأنبار الأمنية , وإنّ من بين أهدافها التمييز بين المواطنين المدنيين الناقمين الذين لديهم مطالب دستورية مشروعة من جهة والمجاميع المسلّحة من جهة أخرى , وباعتبارك رئيسا لمجلس النوّاب العراقي وتفهم بالدستور العراقي , فهل أجاز هذا الدستور يا سيادة رئيس مجلس النوّاب للمواطنين الناقمين أن يرفعوا السلاح بوجه الدولة من أجل مطالب دستورية مشروعة ؟ وما هي هذه المطالب الدستورية المشروعة التي تستوجب رفع السلاح من قبل هؤلاء المواطنين الناقمين ؟ وإذا كانت هذه المطالب دستورية ومشروعة فلماذا لم تتبناها كتلتك التي تتزعمّها في مجلس النوّاب ؟ وهل تستطيع يا سيادة رئيس مجلس النوّاب أن تذكر للعراقيين طلبا دستوريا مشروعا واحدا يختّص بالحكومة ولم تنفذه ؟ وهل هنالك مؤسسة واحدة من مؤسسات الدولة العراقية أقصي فيها المكوّن السنّي ؟ أليست هذه هي المحاصصة التي قبلتم بها ؟ فأين هو إذن هذا الإقصاء والتهميش الذي تردده أنت وصاحبك المطلك ومن ورائكم الخائب علاوي ؟ وهل تعتقد يا سيد أسامة أنّ الشعب العراقي ساذج لهذه الدرجة ليصدّق إنك وطني وغيور وحريص على دماء أبنائه ؟ .

إنّ هذه المبادرة ونقاطها الستة هي محاولة بائسة وخرقاء وقد جائت لمد طوق النجاة لما تبّقى من الإرهابين كي يفلتوا من المصير الذي ينتظرهم , وهذه المحاولات لم تعد تنطلي على الشعب العراقي , فلم نقرأ أو نسمع يوما أنّ دولة يخوض جيشها حربا طاحنة ضد قوى تستهدف إسقاط نظامها السياسي , ورئيس برلمانها يقف بالضد من جيش دولته , والعراقيون جميعا والسنّة قبل الشيعة يعلمون علم اليقين يا سيد أسامة إنك منافق وكذّاب لا يهمه سوى تحقيق مصالحه الشخصية وتحقيق أجندات أسياده الأتراك أولياء نعمته ونعمة أبيه وجدّه , والورقة الخرقاء التي كتبت بها هذا البيان (( نكعها وشرب ميها )) كما يقول المثل الشعبي .