بيان أغرب من الغريب لكتلة متّحدون التي يترأسها رئيس مجلس النوّاب أسامة النجيفي , فبعد هذه التضحيات الجسام التي قدّمها أبناء جيشنا العراقي البطل بطرده الإرهابيين والمجاميع المسلّحة بالكامل من مدينة الرمادي وتحرير أهلها من قبضة هذا الإرهاب الأسود , وفي الوقت الذي يستعد فيه جيشنا البطل لدخول مدينة الفلوجة وتحريرها والقضاء التام على داعش والعصابات المسلّحة المتحالفة معها , تأتي مبادرة رئيس مجلس النوّاب أسامة النجيفي لتذرّ الرماد في العيون , وليظهر بمظهر الحريص على أرواح السكان المدنيين , وكأنّ الحكومة والقوات المسلّحة العراقية غير حريصة ولا آبهة لحياة هؤلاء السكان المدنيين .
وقبل الخوض في تفاصيل هذه المبادرة الخرقاء والمشبوهة , نقول للسيد أسامة النجيفي لو كنت حريصا على السكان المدنيين كما تدّعي , فلماذا لم تبادر بها منذ بداية الأزمة ودخول المسلحين إلى مدينتي الرمادي والفلوجة والسيطرة عليهما من قبل القاعدة وداعش ؟ ولماذا أوعزت لنوّاب كتلتك بالانسحاب من البرلمان وتقديم استقالاتهم الشفوية الكاذبة وإصدار بيان شجب للحكومة لدخول الجيش إلى الرمادي ؟ مع العلم إنّ طلب دخول الجيش إلى الرمادي قد تمّ بطلب من محافظها الذي ينتمي إلى كتلتك , ولماذا تركت هؤلاء السكان المدنيين تحت رحمة الإرهابيين وذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنت وصاحبك ؟ ما الغاية من ذهابكم والدولة في حالة حرب مع أشرس إرهاب عرفته البشرية ؟ وهل ذهبتم لجلب السلاح للجيش العراقي الذي يقاتل الإرهاب ؟ أم أنّكم ذهبتم للتآمر على هذا الجيش ؟ .
البيان يقول إنّ هذه المبادرة هي خارطة طريق لحل أزمة الأنبار الأمنية , وإنّ من بين أهدافها التمييز بين المواطنين المدنيين الناقمين الذين لديهم مطالب دستورية مشروعة من جهة والمجاميع المسلّحة من جهة أخرى , وباعتبارك رئيسا لمجلس النوّاب العراقي وتفهم بالدستور العراقي , فهل أجاز هذا الدستور يا سيادة رئيس مجلس النوّاب للمواطنين الناقمين أن يرفعوا السلاح بوجه الدولة من أجل مطالب دستورية مشروعة ؟ وما هي هذه المطالب الدستورية المشروعة التي تستوجب رفع السلاح من قبل هؤلاء المواطنين الناقمين ؟ وإذا كانت هذه المطالب دستورية ومشروعة فلماذا لم تتبناها كتلتك التي تتزعمّها في مجلس النوّاب ؟ وهل تستطيع يا سيادة رئيس مجلس النوّاب أن تذكر للعراقيين طلبا دستوريا مشروعا واحدا يختّص بالحكومة ولم تنفذه ؟ وهل هنالك مؤسسة واحدة من مؤسسات الدولة العراقية أقصي فيها المكوّن السنّي ؟ أليست هذه هي المحاصصة التي قبلتم بها ؟ فأين هو إذن هذا الإقصاء والتهميش الذي تردده أنت وصاحبك المطلك ومن ورائكم الخائب علاوي ؟ وهل تعتقد يا سيد أسامة أنّ الشعب العراقي ساذج لهذه الدرجة ليصدّق إنك وطني وغيور وحريص على دماء أبنائه ؟ .
إنّ هذه المبادرة ونقاطها الستة هي محاولة بائسة وخرقاء وقد جائت لمد طوق النجاة لما تبّقى من الإرهابين كي يفلتوا من المصير الذي ينتظرهم , وهذه المحاولات لم تعد تنطلي على الشعب العراقي , فلم نقرأ أو نسمع يوما أنّ دولة يخوض جيشها حربا طاحنة ضد قوى تستهدف إسقاط نظامها السياسي , ورئيس برلمانها يقف بالضد من جيش دولته , والعراقيون جميعا والسنّة قبل الشيعة يعلمون علم اليقين يا سيد أسامة إنك منافق وكذّاب لا يهمه سوى تحقيق مصالحه الشخصية وتحقيق أجندات أسياده الأتراك أولياء نعمته ونعمة أبيه وجدّه , والورقة الخرقاء التي كتبت بها هذا البيان (( نكعها وشرب ميها )) كما يقول المثل الشعبي .