23 ديسمبر، 2024 4:05 ص

لا لن تتأجل الانتخابات

لا لن تتأجل الانتخابات

على قاعدة :
” اذا متُ ظمآنا فلا نَزَل القَطْرُ “
تنفرج بعض الشفاه عن احتمال تأجيل الانتخابات النيابية التي أعلن رسمياً أنها ستجري في الثلاثين من نيسان القادم .
وقد يحلو لمن أيقن بان نصيبه في الانتخابات لن يكون الاّ الفشل بامتياز ، ان يشيع هذه المقولة ، لكي يبقى لفترة أطول عضواً في مجلس النواب ، يتقاضى رواتبه الضخمة ، ومخصصاته الفخمة ، ويتمتع بكل الامتيازات العالية التي هيأها له المنصب .
ان تأجيل الانتخابات هو مجرد حلم للفاشلين وليس أمراً مقبولاً على الاطلاق ، لا على المستوى المحليّ ولا على المستويين الاقليمي والدولي .
ان ” التغيير ” أصبح ضرورة لاغنى عنها ، بعد ان شهد العراق خلال السنوات الماضية ما شهد من تدهورٍ أمني، واضطراب سياسيّ، واختلالٍ في بُنيَتهِ ، وفسادٍ استشرى حتى نخر العظام …
اننا سمعنا الكثيرين من رموز البلاد، وهم يركزون على وجوب الالتزام بالموعد المحدد لاجراء هذه الانتخابات، وللمرجعية الدينية العليا متمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني موقف واضح في هذا المضمار .
انها مع اجراء الانتخابات في موعدها دون تأجيل .
وانها مع المشاركة الجادة الفاعلة لعموم المواطنين العراقيين –رجالا ونساء- ممن يحق لهم التصويت .
وانها مع اختيار الأكفأ والأصلح والأنزه والأخلص من المرشحين .
ان الرهان على تأجيل الانتخابات رهان خاسر لا محالة .
وهناك محاولة خبيثة لخلط الأوراق، واتهام جهة سياسية نافذة بعينها ، في افتعال الأحداث التي تقود في نهاية المطاف الى تأجيل الانتخابات .
ولسنا مع هذه النزعه التشكيكية التي لا تحسب الا حسابات الاثارة والتحريض .
اننا لا ننفي شدّة الحرص عند الأطراف السياسية المتصارعة جميعاً في ان يكون لها القدح المعلّى في الانتخابات القادمة .
وليس هذا من باب الاتهام ، بل هو سياق طبيعي لكل المتصدين للشأن العام.
ولكن هذا شيء وافتعال الحوادث التي تؤدي الى تأجيل الانتخابات شيء آخر .
وباختصار شديد :
ان تأجيل الانتخابات سيفتح الباب واسعاً أمام احتمالات عديدة، أيسرها اشتعال فتيل الاحتراب الطائفي بين العراقيين، وانهيار آخر بصيص للأمل في ان تكون الانتخابات القادمة فاتحة عهد جديد، ينعم في ظلاله العراقيون بظروف أفضل من ظروف المعاناة الرهيبة، التي أصبحت خبزهم اليومي خلال السنوات الأخيرة .
ان تأجيل الانتخابات يحقّق أحلام أعداء العراق ، ويوصلهم الى أهدافهم المنكرة في تمزيق البلد ، وتقطيع أوصاله، ووأد وحدته الوطنيّة ونسيجه الاجتماعي المتلاحم .
[email protected]