23 ديسمبر، 2024 2:05 م

لا … للمشروع العربي في العراق !

لا … للمشروع العربي في العراق !

هناك من يتبنى المشروع العربي في العراق وهو بالتأكيد رد فعل غير مدروس على المشروع الايراني في العراق والذي يحاول البعض وللاسف الشديد جعله امر واقع في العراق وهذا ما هو ضد رغبات الشعب العراقي وطموحه في دولة لها خصوصيتها وصفتها التي تختص بالعراق نتيجة للتنوع الاثني والديني والمذهبي. 

رب سائل يسأل اذا كان في العراق كل هذه المشاريع وكل هذه التوجهات وكل هذه الاطماع لدى دول سمحت لنفسها بالتدخل في شؤون دولة عربية مسلمة وجارة تمر بمرحلة صعبة وبمنعطف تاريخي خطير فاين هي اللمسة العراقية في هذا السياق واين مشاريع الساسة العراقيين الوطنية والمصبوغة بالصبغة العراقية الخالصة والبعيدة عن تأثيرات العرب والعجم، نعم نحن عرب ولكن العروبة انتماء وليس مشروع لانشاء دولة تضم العديد من القوميات الاخرى وعلينا تقع مسؤولية اشراكهم في مشروع الدولة التي نتطلع اليها جميعنا دولة المواطنة التي تضم العربي والكردي والتركماني والشبك والاقليات جميعا. 

قد يكون البعض من اصحاب الوعي القاصر قد آمن بالتدخل الايراني في شؤون العراق من باب العقيدة والولاء المذهبي ولكن هذا الامر هو نسبي وغير صادر عن مرجعية النجف الاشرف والتي نأت بنفسها في اكثر من موقف وحادثة وترفض التدخل الايراني في شؤون العراق وتعي خطورة هكذا رؤية في بلد متنوع القوميات مثل العراق وحتما سيصحوا اتباع ايران في العراق يوما ما وقد وجدوا انفسهم بلا ظهير ولا داعم لانه لا يمكن لشيعة العراق ان يقبلوا بتاتا ان يكونوا مطية لاحد فهم اهل العراق ووطنيتهم سابقة متجددة ولا نزايد عليهم في هذا الامر ابدا.

لذلك لا نريد اصلاح الخطأ بالخطأ ولا نريد او نقبل ان نكون مطية للاخرين عبر مشاريع غير صحيحة البتة بل علينا تقع مسؤولية تنمية الشعور الوطني وعلينا تقع مسؤولية الايمان بقدراتنا وعلينا تقع مسؤولية البداية من جديد وطي صفحة الماضي بكل آلامه ومتاعبه واحزانه فلا فائدة من الخوض في الماضي سوى اضاعة المزيد من الوقت وشحن النفوس بالمزيد من الكراهية والحقد الاعمى والذي سوف لا يجلب لنا الا المزيد من التباعد والتقاطع والاختلاف.

الدولة المدنية ودولة المواطنة هي الحل وعلينا الدعوة اليها والقبول بها وبأسسها ومبادئها لانها السبيل الوحيد لحفظ دمائنا واموالنا واعراضنا والتمتع بخيراتنا ونفطنا وبها سيسود الامن والعدالة والحب والوئام بين القوميات والطوائف وبين ابناء الشعب العراقي فهي الحل الوحيد لنا ولنا بالدول التي تشبه اوضاعها اوضاعنا اسوة حسنة وسوف نذهب ونعود في النهاية الى هذا الخيار فعلينا القبول به ولنتنازل عن رغباتنا وطموحاتنا الشخصية والحزبية في سبيل قيام هذا الامر ان كنا فعلا جادين في الحفاظ على عراقنا الحبيب دولة وشعبا.