26 نوفمبر، 2024 1:02 ص
Search
Close this search box.

لا للمخاوف المريبة

لا للمخاوف المريبة

-1-
ما إن بزغ فجرُ الانتصار العراقي المؤزر في (صلاح الدين) على عصابات ” داعش” الحاقدة، حتى انطلقت أمواج من التساؤلات المكثفة عما سيكون عليه الحال بعد طرد ” داعش ” مهزومة مدحورة ؟!

لقد أثيرت المخاوف انطلاقاً من هواجس طائفية محضة، تخشى التغيير الديموغرافي للمناطق العراقية التي كانت تحتلها عصابات الشر الداعشية،

وتخشى أنْ يتم إبعاد أهالي تلك المناطق وهم من ( مكوّن) معيّن ليحلَّ محلهم أتباعُ (مُكونّ) آخر ..

-2-

ولم يتأخر كثيراً بروز الادلة الباهرة على خَطَل تلك التصورات وخلفياتها التي تغذيها جهات خلف أسوار الوطن وحدوده .

لقد استقبل أهالي “صلاح الدين” قوات الحشد الشعبي بالزغاريد والأهازيج.

ولقد انضم المئات من أهل (العَلم) الى جموع الابطال المتحشدين لتحرير التراب العراقي الطاهر من دنس الداعشيين .

-3-

انّ هناك أرتالاً من ” البباغائيين ” الذين يُردّدون ما يسمعون دون أنْ تكون لهم القدرة على التمييز بين السليم والسقيم، والواقع والخيالي ..!!

-4-

ان وجود ابناء الوسط والجنوب لتطهير ” صلاح الدين ” من رجس الداعشيين، مضحين بأنفسهم ودمائهم، هو الدليل على أنهم بعيدون عن كل الوان التعصب الذميم .

فلماذا هذه الاتهامات الباطلة ؟!

-5-

ان (ابن الجنوب) مثلا لا يروق له على الاطلاق أنْ يترك أرضه، مُتَحَوٍلاً منها الى غيرها، حتى لو قُدّمتْ له أكبرُ الاغراءات …

فالأراضي المحرّرة من اغتصاب (الداعشيين) الأوباش لن تكون الاّ لأهلها ، خالصة لهم يتصرفون فيها دون منازع .

وابن ” صلاح الدين ” أيضا يرفض بالمقابل أنْ تنتزع أرضُه ليهجّر الى محافظة أخرى .. ذلك أنْ العراقيين معروفين بشدّة تعلقهم بمساقط رؤوسهم وبلداتهم …

المثال العملي :

لقد هيّأتُ لأحد العاملين عندي السكن المناسب ودعوتُه – وهو من ابناء محافظة جنوبية – أنْ ينقل عائلته لتكون معه، ورغم ان السكن المهيّأ للعائلة يفضّل ” السكن ” الذي هم فيه، جاء الرفض باتاً ، وفضلوا البقاء في مكانهم، مما احتاج معه صاحبُنا الى اجازة تستغرق أسبوعاً في الأقل كلما أمضى شهراً في العمل في بغداد …

-6-

إنّ الخَلْفْيّة الحقيقية لإثارة المخاوف والشكوك، لا ترتبط بحبٍّ حقيقي (لمكونّ) معيّن، بمقدار ما ترتبط ” بأجندة ” خبيثة، لا تفتر عن محاولات إحداث الشرخ في الجسد العراقي ،وتمزيق النسيج الاجتماعي المتلاحم بين أبنائِهِ ، وتحريك العنعنات الطائفية، والخلافات المذهبية لشقّ الصف العراقي ، وإضعاف العراق في المحصلة النهائية، ومنعه من استرجاع قوته وموقعه المتميّز اقليميا ودوليا ، الأمر الذي يُذْعَرُ منه ويخشاه الكثير من الأعداء والحُسّاد .

-7-

إنّ العوائل العراقية التي اضطرتها عصابات (داعش) الظالمة ، ان تنزح عن ديارها في المنطقة الغربية من العراق ، واختارت النزوح الى كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والديوانية وسواها من مُدن الوسط والجنوب المعروفة بأنها من (مكوّن) آخر ، لم تجد الاّ الإكرام الأخوي، والاحتضان اللائق، بعيداً عن كل الشوائب والحسابات التي ما أنزل الله بها من سلطان.

-8-

انّ سرّ ما عاناه العراق من مشكلات وأزمات، يكمنُ في تجاوز استيعاب مفهوم (المواطنة) واستحقاقاتها ، والتعويل على عناوين الطائفة ، والعشيرة، والمنطقة، والانتماء الحزبي، وسواها من العناوين الفرعية التي تضع الحواجز بَيْنَ المواطن العراقي وبَيْن قضايا الوطن والتحديات الكبرى التي يواجهها، والتي لابُدَّ ان يكون فيها الصف العراقي متلاحما مرصوصا بعيداً عن كل الاهتزازات والثغرات .

-9-

ان تلاحم الأبطال العراقيين – بكل طوائفهم وقومياتهم – في المنازلات الساخنة “للداعشيين” الأوباش ، صنع المعجزات وهو الكفيل بالانجازات الباهرة، ليس على صعيد (التحرير) فحسب بل على صعيد (التغيير) .

[email protected]

أحدث المقالات