22 ديسمبر، 2024 7:49 م

نشرت وسائل الاعلام وثيقة اسمتها”وثيقة التسوية التاريخية، التي تبناها التحالف الوطني، رغم اصرار بعض وسائل الاعلام على انها تسوية المجلس الاعلى حصرا، بطريقة لانعرف ان كانت غايتها الترويج للمجلس الاعلى اوضده، ربما يكون المجلس الاعلى هو من كتب موادها، ثم اقترحها للتحالف الوطني، الذي ناقشها وتبناها بهيئاته الثلاث، السيد نوري المالكي رئيس التحالف الوطني اعلن مانصه ” ان التسوية التأريخية التي تقدم بها التحالف الوطني تضمنت مبادىء وضوابط حددت المستهدفين من التسوية والمستثنين منها ، فلا تسوية مع من تسبب بازمة الاعتصامات  وجاء بالارهاب ، و لا تسوية مع من يرفضهم مكونهم ، و لا تسوية مع من تلطخت ايديهم بالدماء وعقولهم بالفتنة الطائفية وافكار التقسيم ، ولا تسوية مع مطلوب للقضاء بتهمة الارهاب٠، لتأكيد ان التحالف الوطني بكل مكوناته هو صاحب مشروع التسوية.
 تضمن مشروع التسوية فقرات محددة، تضع النقاط على الحروف، ووضع حد للتمتع بالامتيازات بالاستناد الى الدستور الذي انبثق من النظام السياسي الجديد في البلد نهارا، ورفع شعار المعارضة ومهاجمة الدستور والنظام السياسي وربما دعم الارهاب ليلا، اضافة لمعرفة المرجعيات الحقيقة لكل مكون للتخلص من الادعياء ممن يقبض بعضهم ليطالب الاخر، دون ان يؤثر ايا منهم بالشارع ويحدد مساراته ومواقفه، كذلك ادخال الامم المتحدة كطرف في هذه التسوية لتكون ضامن لاي اتفاق بين المكونات، ووضع الامم المتحدة امام الامر الواقع لتكون مواقفها واضحة ومحددة من بعض المكونات التي تساهم في عرقلة استقرار البلد والنظام السياسي فيه، بدعم خارجي ومساندة او سكوت للامم المتحدة.
 التسوية سماها التحالف الوطني” بالتاريخية” ليؤكد انها الفرصة الاخيرة لكل مكون في اظهار حسن نواياها قولا وفعلا، وبخلافه يصبح التحالف الوطني في حل امام الشعب العراقي بكل مكوناته وامام الامم المتحدة، وتصبح كل الاساليب التي يستخدمها في تثبيت النظام السياسي والقانون مشروعة، بعد ان يرفع غطاء التحايل والتلاعب وتغيير الحقائق،
 يتضح مما سبق؛ ان هذه الخطوة خطوة مهمة جدا، لم نسمع او نقرأ لمعارضيها بديل، او حل آخر يضع حد لحالة الا سلم والا حرب التي يغيشها البلد، ويدفع ثمنها من ارواح مواطنية واموالهم، ووحدة وطنهم، وتتعطل مسيرة بناء الدولة وتقديم الخدمات، بعض المعارضين يحاول استخدام اسلوب الاستغفال والدس والكذب، ضد التسوية من خلال زج اسماء لشخصيات متهمة بالارهاب، ومطلوبة للقضاء، ورغم ان هذه الاساليب تعبر عن تدني اخلاقي وخلل وطني وانساني لدى من يستخدمها، لكن لو افترضنا حقيقة ماتدعيه وتروج له، وأن الشخصيات المقصودة تحظى بمقبولية في شارعها، وقادرة على ضبط هذا الشارع وتمثيله، وبالتالي تحقق هدف التسوية، يصبح مبدا “عفا الله عما سلف”، خيار مثالي اخلاقيا وشرعيا، وله مصاديق عديدة في الماضي والحاضر، رسول الله “صلى الله عليه واله” عقد معاهدة”صلح الحديبية” مع كفار قريش، وبني ضمرة وبني اشجع وكل هؤلاء كفار بالتنزيل، كذلك صلح الامام الحسن مع معاوية، واليوم تحالف حزب الله مع ميشال عون، هذه المصاديق تؤكد ان الاستقرار وحفظ الدماء ووحدة الوطن، هدف يستحق طي صفحات الماضي وتناسي الجراحات مهما كانت مؤلمة، واتخاذ قول امير المؤمنين”عليه السلام””لاسالمن ماسلمت امور المسلمين” نهجا…