23 ديسمبر، 2024 11:00 ص

لا للاقليم السني الان !!

لا للاقليم السني الان !!

 ليس تناقضا و لا تغير رأي لان الفرصة قد ولت وغير ملائمة الان  لكن بالامس كنت اقف مع فسح المجال لسعاة الاقليم لاعلان مشروعهم الخيالي لا باعتباره ضرورة مرحلية ولا تأييدا للانفصال كما يحب البعض ان يسميه , ورغم اني بدأـ بكتابة هذا المقال شهر -12 – من العام الماضي  الا انه اخذ طريقه للنشر الان !و تأكيدا للفكرة التي تقول ان الخدعة بدأت منذ اعلان بايدن لمشروع الاقاليم في العراق ولاثبات  عدم وجود أي نية لتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم وادراكا مني من ان طرح مشروع الاقاليم ما هو الا تكريسا لقتل سنة العراق وجميع القوى الوطنية التي تقف ضد الاحتلال ومشروعه باعتبارهم يقفون في خندق واحد أو سيتقاتلون تأييدا و ضدا لهذا المشروع الخيالي , وتكريسا لاحلال المد الصفوي في العراق تطبيقا لقول بوش المأثور بعد تفكك الاتحاد السوفياتي من ان الاسلام هو عدو امريكا القادم عليها ان تتفرغ له وتنتصر عليه ..لذلك وكأنها ربطت ايران كالكلب (المجلوب) بسلسلة  عقوبات الامم المتحدة بما يخص مشروعها النووي وتفلت السلسلة فتعطيها حرية القتل في العراق حين تريد مساعدتها في تنفيذ خطة قتل جديدة وهكذا هي الامور في العراق منذ الاحتلال من خطة قتل الى اخرى.
المسألة كما اراها بهذه البساطة لو كان تقسيم العراق هو هدف الاحتلال في( المرحلة السابقة أي منذ الاحتلال ليومنا هذا) لكان بكل بساطة مثلما اعلن المجرم برايمر حل الجيش لاصدر بيانا اخرا يقسم العراق الى ثلاث اجزاء جغرافية ولم يكن ما يمنع فعملاء السنة موجودون لاستلام مناصبهم مع عملاء الشيعة والاكراد  لكن كان المخطط ان يبقي السنة  مهمشين وان تتحول الاكثرية الى اقلية لاكمال طبخة التهميش وربما كانت حدة القتل لم تصل لهذا الطابع الذي مر على العراق ولكن الغرض والخطة هي كما اعتقد انني قد وصفتها عاليه . ليس من مصلحة اسرائيل اللقيطة ولا الامبريالية الامريكية انشاء اقليم سني قومي وطني وتقدمي  لو انشأ لاستقطب الاردن وسوريا ولاصبح بقاء الاسد مستحيلا ولاصبحت حدود هذا الاقليم المزعوم هي فلسطين !.
من هنا يأخذنا التصور الى سؤال وهو هل فعلا اننا انتصرنا على امريكا نصر نهائي ام انها خرجت هاربة من العراق بارادتها ؟!! من غير المعقول انني هنا احاول النيل أو التقليل من الجهاد والمقاومة في العراق فهم سبب رئيسي وجوهري جعل الامريكان يختارون  جر مرارة الهزيمة بذاك الوقت والاسباب لانهم كانوا متهيئين اضطراريا  للانسحاب لما الت اليه خسائرهم الاقتصادية و العسكرية  ومن خلال تغيير في فصول ادارة الصراع في العراق  . ثم ها هي القوات الامريكية بدأـت تعود مرة اخرى للعراق لتنفيذ مخطط جديد او المرحلة القادمة الجديدة ( لايجاد منطقة قتل ) بعدما تحسن الاقتصاد لديهم وعودة قريبة للجمهوريين للسلطة. اذن كما ارى فان من يحرك  خيوط الاحداث بما فيها من قتال هم الامريكان وهم من يحدد مكان الحرب و الالتقاء وتحريك جبهات القتال ..وكما ارى أيضا فان المقاومة المسلحة في العراق او الجهاد سميها ما تشاء فكلها صحيحة فانها تنطلق وتقاوم من غير ارادة  تحدد الاتجاهات التي ترسمها امريكا و تحدد مكانها للاسف !..
الخروج من الصندوق .
لذلك و تعجيلا لتحرير عراقنا أرى ضرورة ان نفكر على الاقل بمستوى ادارة امريكا للحرب في العراق والمنطقة لا ان نقاوم بخطط مضادة فقط بل أن تكون لنا خطط مستقبلية كبيرة وبعيدة المدى  وحتى يتحقق ذلك اجد انه ان الاوان لاعطاء علماء الاجتماع والفلسفة وعلم النفس والمفكرين مكانهم الصحيح في رسم الخطط الجهادية وتحديد نوعية وأماكن المواجهة ومستلزمات مساعدة الخطط العسكرية بالتزامن مع قادتنا العسكريين الافذاذ ووضع الخطط لتهيئة النفوس  وبشرط ان يخرج هؤلاء العلماء من الصندوق الذي يعيق عملهم أي ان يأخذوا حرية التعبير ورؤية الواقع بعيدا عن احكام المباديء ويرفع عنهم الخوف من ان يتهموا بالخيانة , التهاون , العمالة, نتيجة افكارهم حتى وان كانت مخطئة مادامت نيتهم خلاص العراق وما دمنا قد اخترنا الموثوقين من هؤلاء العلماء ليضعو نظرياتهم ومشاريعهم المستقبلية ليست المضادة لمشاريع وخطط العدو فقط وانما تتعداها الى ما ابعد من ذلك كما ان قيادة المقاومة هي التي ستحدد الخطة التي تقتنع بها  والتي ربما تنقل الحرب الى اماكن اخرى غير التي يختارها العدوا او يتواجد بها( وهذا ما اراه اصوب ) وذلك لمشاغلته وتشتيت خططه والضغط عليه .
ومن هذه الافكار التي تشمل الفقرة الاولى لمقالي هذا هو خطورة اشهار الاقليم السني في هذه المرحلة بالذات ( مع تأكيدي على قناعتي للان بعدم الجدية في السماح لانشاء الاقليم ),فتوافد قوات امريكية قد يكون غرضها هو هذا الاعلان ولو بصورة غير مباشرة كأن يقوم بخدعة اخرى وهي تأسيس جيش او حرس وطني يتبع اقليم السنة ( رغم انه سيلقى معارضة شديدة من ايران واتباعها ) ويعطى صلاحيات حماية هذا الاقليم والغرض كما كررناه عاليه وهو استمرار قتل السنة والقوى التقدمية وتناحرها مع بعض او بحجة مقاومة ارهاب داعش وشمول كل القوى الوطنية والدينية معها لاعادة فكرة صحوات جديدة تحت مسمى جديد بعدما فشلت الصحوات في هذه الفترة وبعدما فشل الجيش الصفوي وعملائه في اعادة السيطرة على المدن التي فقدوها و في اكثر من اختبار ومنازلة . اذن هنا تكمن خطورة ما قد يعلن عن انشاء اقليم سني او الترتيب له لينتهي بعد تحقيق الاغراض الشريرة او يبقى منشغلا بنفسه . لان الغرض سيكون تفعيل قتال بين قوات داعش ومعها بقية الفصائل المسلحة وبين ما قد يجري من تكوين حرس وطني غالبيته من السنة .. اذن وفق هذا التكتيك الجديد فان امريكا ستسعى الى ستراتيجية تعمد على بقاء قواتها ومن تورط معها في العراق لمدد طويلة اخرى ربما تتعدى السنتين لا سيما وانها قد ضغطت على الممول المادي الرئيسي دول الخليج العربي بان خفضت اسعار البترول حتى يوقع الجميع على تمويل خطة قتل جديدة في العراق وسوريا او عدم اعاقة مسعى امريكا والفرس ويبدوا نتيجة متابعة الاحداث فان الجميع بصم بالعشرة لان مواردهم اصبحت شحيحة فلا تأثير لديهم ولو كان الامر عكس ما اقول لكان درع الجزيرة قد تدخل منذ الايام الاولى لاحتلال الحوثيين لصنعاء . ولعبة الكلب والسلسلة تجري في العراق حسب  المنهج يختلف الطريق حسب حزبي امريكا  لكن الهدف واحد.