18 ديسمبر، 2024 11:09 م

لايبدو هناك من طرف متضايق وقلق الى أبعد حد من تظاهرة أهالي البصرة کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والاحزاب والميليشيات العراقية التي تدور في فلکه وتسبح بحمده ليل نهار، خصوصا وإن هذه التظاهرات الاحتجاجية تتوضح ماهيتها ومعدنها الوطني الاصيل يوما بعد يوم، خصوصا عندما تبين واضحا حالة الانفصام والجفاء بين أهالي البصرة المتظاهرين وبين الاحزاب والميليشيات التي تتفاخر بتبعيتها للنظام الايراني.
هذه الاحزاب والميليشيات، وبعد أن لمست الحس الوطني في تظاهرات أهالي البصرة، فإنها إنقسمت فيما بينها إذ أعلن قسم منها رفضها لها ومن مايبدر عنها من عمليات مهاجمة مقار وأماکن حزبية، في سعى قسم آخر لرکوب موجتها کما تبين ذلك من خلال مواقف مفتعلة من جانب”هادي العامري”، زعيم بدر ورجل النظام الايراني المخلص وجندي قاسم سليماني المطيع، ولکن لايبدو إن أهالي البصرة قد صدقوا به، لأنهم يعلمون جيدا بأن سبب وأساس بلاء الشعب العراقي هو النفوذ الايراني والذي يسعى دائما لجعل الاوضاع والامور تخدم أهدافه ومصالحه.
عندما أقدم المحتجون في البصرة على إضرام النار في مقرات منظمة بدر وحزب الدعوة والعصائب، ومقرات “إذاعة النخيل” ومقر “المجلس الأعلى الإسلامي”، ومقر “قناة العراقية”. وکذلك إحراقهم لمقر القنصلية الإيرانية في البصرة. فإنهم کما يبدو قد وضعوا النقاط على الاحرف وحددوا موقفا سياسيا واضح المعالم فهذه المقرات والاماکن هي لجماعات کم نعرف جميعا تابعة للنظام الايراني للنخاع بالاضافة لإحراق القنصلية التي تمثل مرجعيتهم، وإن مهاجمتها وحرقها يعکس موقفا سياسيا واضحا لکل لبيب برفض الدور الايراني ورفض التبعية والعمالة له وکأن لسان حالهم يقول لا لإيران ولا لأذنابها، خصوصا وإن الشعب العراقي لم يذق طعم الراحة والاطمئنان منذ إستفحال النفوذ الايراني في العراق وبروز تأثيراته السلبيا سياسيا وإقتصاديا وفکريا وإجتماعيا، وإن المتظاهرون عندما يقومون بحرق تلك المقرات فإنهم يرسلون رسائل ذات مغزى لهذه الاحزاب والميليشيات ولحاضنهم وداعمهم أي النظام الايراني.
النظام الايراني وهو يواجه أزمته الخانقة وتستمر الاحتجاجات الشعبية ضده والتي تعکس ليس فقط عدم الثقة به کما عبر عن ذلك روحاني وانما تجسد رفض النظام والسعي من أجل تغييره جذريا وإن تواتر المواقف من داخل قادة ومسٶولين في النظام تدعو لعزل المرشد الاعلى للنظام ومحاسبته وتعاظم دور معاقل الانتفاضة في تأجيج وتعزيز الاحتجاجات ضد النظام تدل على إن هذا النظام لم يعد کما کان يدعي فهو أشبه بالسفينة المليئة بآلاف الثقوب وقد تغرق في أية لحظة.