سعيٌّ محموم لم ينتهي أواره لحد اللحظة يسعى خلالها كلّ طرف خصوصا كتلة (سائرون) التي لا تدري إلى أين و من معها و كذلك دولة القانون و الكرد والوطنية لجمع أكبر عدد ممكن من النواب للفوز بمنصب رئاسة الوزراء, و هؤلاء اللاهثون نسوا أو تناسوا بأنّ هذا الأسلوب هو أسوء و أقبح وأخس وجه للديمقراطية في العالم .. فهذه أمريكا و دول أوربا و فوقها كندا التي تعتبر بآلأضافة إلى كونها دولة ديمقراطية دولة فدرالية بل و دولة كونفدرالية تقريبا لوجود مقاطعة كوبك التي كثيرا ما تتفرّد بقراراتها بعيدة عن الحكومة الفدرالية؛ لكن كل هذه الدول منفردة و مجتمعة لم نشهد فيها حتى مرة واحدة حراك محموم و لا سعي مجرور لتشكيل الكتلة الأكبر أو التوافق للفوز في المناصب خصوصا الحكومية, بل كل حزب يرشح ممثليها نهارا جهاراً والجميع ينتظر النتائج معاً!
أن الديمقراطية الغربية أتاحت للمشاركين في الأنتخابات لبيان كل حزب و شخصية حجمه الواقعي وسط الجماهير ليكون مؤهلاً ومقبولا لدى الأكثريّة بجانب الأقلية التي عليها أن تقبل بآلحكم وبقائها كمعارضة برلمانية لتقويم المسيرة وآلأستعداد للأنتخابات المقبلة.
في العراق المغضوب عليه من الأرض والسماء و بعد ما رفض أكثرية الشعب مشاركته في الانتخابات قد كشف زيف الأحزاب و عدم وجود قاعدة جماهيرية لها بل ولا حتى النسبة المعقولة لتأهيل أية جهة أو حزب لقيادة الحكومة حيث كانت نسبة المشاركة أقل من الربع من المجموع الكلي, بمعنى أنّ كلّ جهة لم تحصل سوى على تأييد نسبة 1أو 2 أو 3 أو 4 أو 5 بآلمئة في أفضل الأحوال من ربع المشاركين في الانتخابات وهذا مؤشر كبير و خطير لو تسلم أي منهم قيادة البلد و هو بهذا الحجم, لهذا نراها اليوم تحاول التلاعب و اللف على أصل الأنتخابات و الديمقراطية وإلهاء الناس من خلال تشكيل الكتلة الأكبر بوسائل غير قانونية كإعطاء الوعود بآلمناصب أو الأغراآت المالية أو دفع الرشوة العلنية و ما إلى ذلك من أساليب تخالف قوانين السماء قبل الأرض.
من جهة أخرى نرى أن الفائز الأول هو قائمة “سائرون” وبدل أن تُعلن تشكيل الحكومة على أساس الكفاءة و الامانة لوحدها و هي قادرة على ذلك بعيدا عن المحاصصة و التوافق المقيت و التآمر الخبيث و كما كان الحال؛ نراها تسابقت لأتخاذ قرار سيكون بآلتأكيد لغير صالحها في دعوتها لتشكيل الكتلة الأكبر مع الكتل الأخرى التى لم تفز لفسادها العظيم.
و هؤلاء جميعا لو أرادوا حقا أن يكونوا ممثلين عن الشعب سواءا الفائزين أو الخاسرين؛ كان عليهم أن يجلسوا جلسة واحدة بعد إعلان نتائج الأنتخابات مباشرة للبدء بآلتصويت على المرشحين الذين سيرشحون أنفسهم لقيادة الحكومة بحسب قناعتهم و فهمهم و بذلك يكونوا على الأقل قد طبقوا شيئا من الديمقارطية بغض النظر عن نسبة المشاركين التي وحدها كشفت رفض الشعب لجميع الأحزاب الكبيرة و الصغيرة معاً.
لهذا و بما أن الجميع و للأسف لهثوا و يلهثون مستميتين للحكم بكل الأساليب و الطرق أوضحها بيع الوطن ودحض الشرع للفوز بآلمنصب الأول (رئاسة الوزراء) لذلك لا قيمة ولا فائدة للحكومة القادمة حتى لو تشكلت لانها تكرار للحكومة السابقة وترسيخ للفساد وخسارة العراق والعراقيين لزمن آخر ورصيد آخر أكبر و فرصة أثمن ما لم يُنتخب المفكر أو الفيلسوف, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
حكمة كونية: [لا تُسعد الأنسانيّة ما لم تتبنّى فلسفة الفلسفة الكونيّة العزيزيّة].