في خِضَمّ هذا الصّفير البالونيّ المُزدحم بالهواء الفاسدالمنتهك الستر في عورة خيبات التردّي وعهر العواصف
نباح الصّحراء الذي يتجنّى على عُذريّة الواحات
عَوِيّ السّراب وشرنقة اليباس والفتح المُستلب
أحابيل الدّجل المشدود بخوذة شرطة السماء
اليعاسيب التي تموت غافية على شهوة اللقاح
خمط الممالح التي تفاخر زلال الغدران
فتترسب ممجوجة يزدريها الغِريَن
هذا الدّوي الذي يضاجع رُكام القنوط في دهاليز جزّ الرؤوس
حيث يتيتّم اليمام وتترمّل الصباحات
تتعبقر رُؤى (كريشام) على مساحات التّغابي حيث الرديء يسود
فتتطيّر ندّاهات اليشامغ التي تستمرئها لُغوب الاجداث
لتأكل شتاءاتُها جدائلَ البساتين
الريح ترهب دمعة جوع (تنتلوس) لتسمن ضفادع النّفايات
ونهيق الحمير يُراوغ احتراق الفراشات ليحتسي غناء البلابل
ومازال (اوديب) يذبح ذكوريّته على صدور النساء
في هذا الخِضَمّ المُجوقَل بشراهة السّحت والسّفاح والتّهميش
وحدك تُقابل الله حاسراً تصلّي جراحات الغربة
ملفوفاً بسقوف مسامير الخذلان ونكول المبايعين غدراً
هنا حيث الله ووجعك ونار (البسوس)
لاصلاة الاّ وحدتك