تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة في شوارع لندن لأربعة شباب عرب، بعمر مبكر… لا نستطيع أن نقول “بعمر الزهور” لأنهم مثل طابوقة إحترقت في البوجة، يسميها العراقيون “مصخرجة” لكن نستطيع أن نقول: أربعة شباب بعمر الخروع، تزينت كراسي الحكم بهم عقب التخرج في الكليات، وهم تباعا: عيدي أمين.. رئيس أوغندة، وعبد ربه منصور.. رئيس اليمن، ومعمر القذافي.. رئيس ليبيا، وسيدي الطايع.. رئيس موريتانيا.
عيدي أمين: ولد سنة 1925 تخرج في الكلية العسكرية البريطانية، وإنتظم في الجيش البريطاني المحتل لبلده، وحكم أوغندة سنة 1971 وأطيح به سنة 1979 حكم بالعنف المفرط والإغتيالات السائبة طوال اليوم الاوغندي الفظيع، فضلا عن نصف مليون إعدموا.. قضائيا.. في محاكمات صورية.
أما عبد ربه منصور، فتولد 1945 ومتخرج في الكلية العسكرية البريطانية، شغل مناصب قيادية مهمة في الجيش اليمني الى أن رأس الدولة في 2012 وما زال…
ومعمر القذافي، ولد سنة 1942 ومر بلندن من خلال دورة عسكرية دامت تسعة أشهر بعد تخرجه في الاكاديمية الليبية العسكرية، ليتولى السلطة في بلاده العام 1969 وقتل في 2011.
بقي سيدي الطايع: تولد 1941 تخرج في الكلية العسكرية الفرنسية.. ليس بعيدا عن بريطانيا، وحكم موريتانيا سنة 1984 لغاية 2005 لاجئا في قطر يحلم بالعودة.
هؤلاء الاربعة قادوا إنقلابات سهلة، إنهارت أمامها سلطات قوية.. الأضعف إكتسح الأقوى؛ فتداعى أمامه؛ لكون المخططات العالمية بحاجة لهم، في إزاحة منظومة إستنفدت مهمتها، وإنبجست مهام أخرى أنيطت بالمجموعة الجديدة، التي نعيش ربيعا عربيا أسقطها هي الأخرى، بينما شهدت فترة منتصف القرن العشرين، موجة إنقلابات الضباط الاحرار.
وهكذا كل نصف قرن “يتفرمت” العالم، بإسقاط عروش وإقامة بدائل، حسب الطلب العالمي الـ “Imperialism – السيطرة على أقاليم كبيرة” فلا صدفة في السياسة.. كل حدث يقع الآن تجد التخطيط له تم منذ خمسين عاما على الأقل.. الإمبريالية العالمية لا تترك الأحداث تتداعى بتلقائية، إنما مفلترة بحسابات دقيقة، وأي متغير يفاجيء الحسابات المسبقة، يضعون له علاجا يحتويه ويحيله لصالحهم..
المخططات الامبريالية تدير الشعوب شاءت أم أبت؛ لأن لا أحد يصل الى السلطة في بلده صدفة أو بجهده الشخصي وإلتفاف الجماهير حوله؛ وهذا تدعمه شهادة خالد بن جمال عبد الناصر، بإنتظام صدام حسين، في الـ “CIA”.
أثناء نجومية الضباط الاحرار، كانت رموز الربيع العربي تعد.. سواء شخصيات بعينها او بالمواصفات التي نعاصرها حاليا.
هؤلاء الاربعة هم المجموعة الافريقة، والى جوارهم المجموعة الآسيوية بقيادة جمال عبد الناصر، متضمنة شكري القوتلي و وأمين الحافظ وحافظ الاسد، يتدافعون على حكم سوريا، ورفعت الحاج سري وعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف.. عراقيا، ومثلهم بالنسبة للقارات الأخرى، حيثما وجد سبب لبريطانيا وأمريكا وإسرائيل، إحتوت الدولة والنطاق الدولي المحيط بها برمته؛ كي تصل الى الجزئية التي تريدها، مثل نفط العراق والخليج وموز كولومبيا وأمريكا اللاتينية وبوابات الهند المشرعة على يأجوج الصين ومأجوجها، التي تكرست بنماذج نسيها من عاشها في صراعات ضياء الحق وإعدامه ذا الفقار علي بوتو، في فيلم إستعراضي يشبه نهائيات كأس العام.. يا للسخرية.. حيث ما حط طير السعد وجدت أمريكا رأسا تتوجه (ملكا جمهوريا!) على بلده يضمن لها حقوق إسرائيل، وبينهما بريطانيا التي لن تغيب الشمس عنها.. لا سابقا ولا حاليا ولا لاحقا.
ليست هذه الدول الافريقة الاربع وحدها مهمة للإرادات العالمية، إنما العالم قاطبة مهم ولكل لحية مقص…