23 ديسمبر، 2024 4:22 ص

لا خير يرتجي من معارضتكم!

لا خير يرتجي من معارضتكم!

بدأ لا بد من التوضيح بأن المعارضة السياسية تتخذ أنواع وأشكال متعددة وحسب النظام السياسي الموجود في بلدانها ، فالبلاد التي تنتهج نهجا سياسيا ديمقراطيا صحيحا وصادقا تكون المعارضة داخل قبة البرلمان وتكون أشبه بحكومة الظل تراقب عمل الحكومة وتنتقد وتقّوم أخطائها وتقّيم أعمالها بعيدا عن العداء والحقد والتسقيط السياسي وبلا أية مكر وخداع وتلفيق وكذب وتشويه ، وبالتالي يصب عمل الحكومة والمعارضة في خدمة الوطن والشعب ، وهذا ما نراه ونسمعه في البلدان المتحضرة والمتقدمة والتي تنتهج نهجا ديمقراطيا صادقا وصحيحا حيث أن الحكومة لا تعمل بمنأى عن المعارضة فكلاهما يكمل الآخر ويعمل من أجل خدمة الوطن والشعب رغم الخلافات التي بينهم! 0 أما الأنظمة القمعية والشمولية والدكتاتورية المعروفة بتفردها بالحكم ومصادرتها للرأي الاخر وعدم السماع والسماح لأي صوت سياسي آخر غير صوتها وترفض أية جهة سياسية تشاركها الرأي في الحكم وتنتقد أدائها السياسي والحكومي ، وبالتالي هي لا تسمح لأي أعتراض وأنتقاد يوجه أليها ، فالمعارضة في تلك الأنظمة تكون بالكفاح المسلح وذلك بالتصدي لمؤوسسات الحكومة المدنية والعسكرية بعمليات نوعية بالأغتيال أو التفجير أو الأختطاف وأية وسائل مسلحة أخرى والكثير من هذه المعارضة تؤمن بأن أرهاب الأنظمة والسلطة الدكتاتورية يجب أن يقابل بأرهاب أقوى منه ولا يكون ذلك ألا بالكفاح المسلح ،

كما في صورة المعارضة ضد النظام السابق في العراق وسوريا وليبيا واليمن 0 وهناك معارضة تأخذ شكل المسيرات الأحتجاجية أو الأضراب العام والأعتصامات للمطالبة بحقوقها ولكن بشكل سلمي كما في العراق حاليا والمتمثل بأنتفاظة تشرين ، أو متظاهري تشرين! 0 أن المعارضة الحقيقية والصادقة التي تنبثق من واقع المجتمع ومن نبض الشعب ومن صميم معاناته تجد صداها قويا وعاليا ، لدى عموم المواطنين وتكون الأقرب الى عقله وفكره ومشاعره وأحاسيسه ومعاناته ، وخاصة عندما يكون قادة وزعماء هذه المعارضة متواجدين وسط الجماهير، وهم من يقودون الأحتجاجات والمظاهرات والأعتصامات ويرفعون الشعارات ويحشدون الجماهير ويشجعوهم ويشدون من أزرهم ويكونون في المقدمة دائما! مضحين بانفسهم من أجل فضية الشعب ومطالبه وحقوقه رغم معرفتهم بمصير الموت الذي ينتظرهم!0 أما أن تكون المعارضة في الخارج في أمريكا والسعودية وقطر والأمارات، او حتى في كردستان العراق! وتتكلم بلسان الشعب ومعاناته وهي بعيدة عن المحك وملامسة الواقع التي يعيشه الشعب ويملأ أصحابها الذي يجيدون لغة الكلام المنمق! الفضائيات بأنتقاداتهم وتحليلاتهم السياسية وتوقعاتهم وأرائهم البعيدة عن الواقع فنقول أنه من الصعب الوثوق بهذه المعارضة وبرجالها وكل الذين يقدمون ويعرفون أنفسهم كمعارضين للنظام السياسي الحالي بالعراق ، فمن الصعب تصديق رجالها وسياسيها في كل ما يطرحون ويقولون 0 أن الشيء المهم في قادة المعارضة أو من يدعون هم معارضين ولكي يكسبوا ثقة الشعب والشارع بهم ، لابد أن يكون لديهم تاريخ وطني ونضالي شريف وواضح وغير ملوث بفساد او بالأجرام أو بأي شيء آخر!0فالشعب العراقي لا يرتجي أية أمل أو خير من معارضين يعيشون في أمريكا أو قطرأو السعودية أو الأمارات أو أي مكان خارج العراق متنعمين بالأمان وبرغيد العيش الذي وفرته لهم تلك الدول التي أحتضنتهم وآوتهم ووفرت لهم السكن وأعطتهم الرواتب ومنحتهم وأعطتهم ما يريدون! ، فهم لا يختلفون عمن سبقهم من المعارضين! قبل عقود من الزمن ولربما يكونون أكثر سوء!0 فالمعارضة التي تحتضنها أمريكا وبريطانيا أو فرنسا وباقي دول الجوار لا يمكن الوثوق بها أبدا مهما تكلمت وعلا صوتها لأن الشعب العراقي لديه قناعة ويقين تام بأن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وباقي الدول التي أحتضنت المعارضة سابقا وتحتضن المعارضة الآن عملت وتعمل على تدمير العراق ونهب ثروته وخيراته وأشاعة التخلف والتراجع فيه وفي كل مفاصل الحياة! ، فهذه الدول لا تسمح بوجود معارضة حقيقية وصادقة تعمل من أجل الشعب والوطن! ،

بل أن كل معارض أو من يدعي ذلك هو يعمل بتنفيذ أجندة الدولة التي أحتضنته!0 نعيد القول ونؤكد أن الشعب لا يثق بأية معارضة في الخارج مهما كان أشخاصها ومها كانت لغتهم الوطنية وخاصة الذين يعيشون بأمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب!0 أن تجربة العراقيين مع المعارضة هي تجربة قاسية ومريرة وتركت غصة وشك كبير في قلوب ونفوس العراقيين لكل شيء أسمه معارضة لا يمكن نسيانها وتلافيها ، فغالبية العراقيين يرون المعارضة الحالية أو من يدعونها وتحديدا الذين هم خارج العراق هم نسخ مكربنة لمن سبقهم ممن أدعوا المعارضة وخاصة عندما يكونون في حضن أمريكا وقطر والأمارات و باقي الدول التي تضمر كل الشر للعراق ليس الان ولكن منذ أكثر من 4 أو 5 عقود! 0 فالعراقيين لا يثقون بهذه المعارضة مهما حاولت أن تطهر نفسها وتتمسح وتلبس ثياب أبناء تشرين وتتكلم بلسانهم ، فهم لا يكونوا بنظر العراقيين أكثر من ظاهرة صوتية تروج لنفسها أعلاميا!!0