بغضّ النظر كلياً عن المقابلة المتلفزة مع السيد سعد الحريري والتي نقلتها عدد من القنوات الفضائية العربية , وبغضّ النظر ايضاً لما حملته تلك المقابلة من رموز واشارات لسنا بصدد ادخالها في الجانب الإعلامي – التحليلي الآن , فعلى مدى الأيام الماضية عجّت وسائلُ إعلامٍ وضجّت سوشيال ميديا في نقل تحليلاتٍ وتنبؤاتٍ وتوقعات بأحتمال شنّ حربٍ على لبنان .! , والحرب على لبنان تأخذ طابعاً قومياً واقليمياً على الأقل اذا ما شنّتها اسرائيل كما فعلتها سابقاً .
انتشرت مثل تلكم الآراء والتوقعات بشنّ حرب محتملة على لبنان جرّاء التفاعلات السياسية الأولية التي افرزها اطلاق الحوثين لصاروخ ارض – ارض على مطار الرياض الدولي , وسرعان ما بلغت سخونة تلك التفاعلات الى استدعاء السعودية للحريري ومن ثم اعلان استقالته المفاجئة والمباغته , والتي صاحبها خطابه المدوّي بالضد من ايران وتدخلها بشؤون الدول العربية , وما تلا ذلك من حجب اية اخبار وتفاصيل عنه , والتي بانت وكأنها عملية احتجاز وإخفاء واعتقال .!
أمّا ما اُثيرَ وما انفكَّ يثار حول احتمال شن ضربة اسرائيلية على لبنان او على معاقل حزب الله في ” الضاحية ” جنوب بيروت وفي عموم الجنوب اللبناني وخصوصاً المنطقة المحاذية لأسرائيل , او حتى سواها , فهو احتمال بعيدٌ عن المنطق السياسي وغير السياسي ايضاً , لإنّ مثل تلك الضربة الجوية او الهجوم البريّ – الجوي المشترك , فقد يجري تفسيره او تأويله وكأنه جرّاء تنسيقٍ مشترك بين السعودية وتل ابيب , وهذا ما لا ترتضيه المملكة لنفسها أمام الرأي العام العربي والأسلامي ” سواءً كان صحيحاً او غير صحيح ” , أمّا ايضاً في المجال الإقنراضي بأن تقوم مقاتلات القوة الجوية السعودية بقصف لمواقعٍ او قواعدٍ ما لحزب الله ! , فهو أمرٌ مستبعدٌ اكثر من سابقهِ الآخر .! , فالسعودية تتحسّب مسبقاً لردود الفعال ازاء هذا الفعل الأفتراضي ! , كما ليس بوسعها فتح جبهة اخرى بجانب حربها في اليمن , ولها حساباتها جراء ما قد يحدث في المنطقة ” الشرقية ” للملكة . !
الحرب الأفتراضية ” اعلامياً ” سوف لن تقعُ لها واقعة , وأنّ المقابلة التلفزيونية مع سعد الحريري قد اضافت بعضاً من ” الثلج والماء ” على المواقف والتوجهات والرؤى < السيكولوجية و السياسية , والإعلامية > , بالرغم من اسلاكٍ سياسيةٍ شائكة تحيط تلك المقابلة , وتتطلّب التفكيك الإعلامي السريع .!