بعض الأقلام تكتب وفقا لمناهج ما فيها من العاهات التصورية والدمامل النفسية الكامنة في دياجير أعماقها الظلماء المبتئسة الشوهاء , في زمن يريد الشعب أن يقرر مصيره وفقا لمعطيات الحقوق الإنسانية , وضرورات الحكم الوطني الرشيد الذي يحافظ على الوطن والمواطنين.
فالشعب يسعى نحو حاضر أفضل ومستقبل أزهر , ويؤمن بأنه قادر على صناعة ما يطمح إليه من الحقوق والمتطلبات التي تتمتع بها شعوب الدنيا وتتأكد.
وفي هذه اللحظة التأريخية المصيرية المضيئة المتأججة المتوثبة المتطلعة للأحسن , تنطلق أقلام العاهات النفسية والدمامل التحاملية وتكتب بمفردات السوء والبغضاء والأنانية , والموالاة لأساطين الشرور والفساد والحكم بالحرمان من الحاجات , ولا يعنيها من أمر البلاد والعباد سوى ما تغنمه من الإمتيازات والأموال , التي تجنيها من سحق ضميرها وغيرتها الإنسانية , فالكرسي دينها ومذهبها , وعليها أن تكون مؤمنة به ومخلصة لنواياه الآثمة ولخطاياه الجسام , ولا تعنيها الحقيقة الإنسانية وحقوق المواطنين المُصادرة بآليات الفساد والتبعية وتجسيد أطماع الآخرين في البلاد والعباد.
فتتعجب من المقالات المتحاملة على الشعب , المحشوة بالأكاذيب وما يبرر الفتك المروع بالمواطنين , الذين يتظاهرون من أجل مطالب عادلة تأبى أن تلبيها الحكومات المتتابعة , وتحسب أن الوطن غنيمتها والشعب مرهون بقبضتها , المعززة بقدرات الآخرين الذين يتحكمون بها ويؤمِّنون بقاءها إلى حين.
ويبدو أن هناك قوى وجهات تحاول أن تسوّق ما يكتبونه , وتقدمهم على أنهم من رسل الحقيقة ودعاة الأمن والسلام والحرية والديمقراطية , وهم من ألد أعداء الحق والقيم والمبادئ الفاضلة , التي تتمسك بها مجتمعات الدنيا قاطبة.
فلماذا يوجعون العراق بما يكتبون؟
ولماذا يكتبون؟
ما هذا العدوان السافر على المواطنين الأبرياء , والذين يتساقطون في ميادين التظاهرات بالرصاص الغادر العدواني الجبان.
ولماذا يتولى الأغراب النيل من أبناء الشعب والتصدي لتظاهراتهم السلمية الساعية لخير البلاد؟
إن في الأمر ألف سؤال وسؤال , ويبقى النصر للمجتمعات الحرة الأبية , وإن الشعب لمنتصر حتما على أساطين الإثم والعدوان.
وعاش الشعب ويحيا العراق!!