18 ديسمبر، 2024 5:50 م

لا تنفخوا العبادي .. كثيرا

لا تنفخوا العبادي .. كثيرا

لو , عدنا قليلا الى الوراء بضع خطوات , لوجدنا أن الطاغية المستبد يولد من رحم الطبقة الفقيرة ( عمالية كانت أو فلاحية ) .. والتخلف والمرض وإنعدام الديمقراطية ومصطلح ( أني شعليه ) كلها محفزات مشجعة لولادة القائد الضرورة .. والاعلام أداة خطيرة يستخدمها المتألهون لبث الرعب والريبة في صفوف الشعب , من خلال إمتلاكهم لادوات السلطة القمعية والمال .. والشعب في غفلة من الزمن , هو من ينتج الدكتاتور بقوة الخوف الذي يقيم في نفوس الجماهير , وفقدان الارادة والانبطاح المخزي الذي يعشعش في الشعب , يصنع دكتاتورا شرسا يجثم على صدور البشر لسنوات قابلة للتوريث .. والعراقيون , هم الشعب الذي يتلذذ دوما ويعشق حكم المستبد والسفاح بأرادته , لانه يرى في الديمقراطية إنحلالا وضعفا , فيما يعتبر حكم الطغاة , سر وجوده وقوة مثالية لديمومة هذا الشعب ..

الطغاة هم أوهن من خيط العنكبوت , وما يحيط بهم من حراسة مشددة , لهو خير دليل على أنهم جبناء , أذلاء حينما يثور الشعب عليهم , ولا ينتحرون ولا يقاومون , وهم من يجلبون الغزاة الى أوطانهم بحجة أو بغيرها , والشواهد الحية كثيرة في العراق .. والغريب أن كل الطغاة الذين حكموا , قد لبسوا ثوب الديمقراطية والعدالة والمساواة في بداية حياتهم السياسية , وحينما تمكنوا من السيطرة على كل شئ , أظهروا للشعب الوجه الحقيقي البشع الذي يختفون خلفه ..

الطواغيت عموما مصابون بجنون العظمة وشهوة السلطة , ذلك لانهم ينسلخون عن واقعهم السابق الى مجد خرافي خاص , يعتقدون دوما بنظرية المؤامرة وشعورهم الفرضي بالتهديد , لذلك نراهم حذرين ولا يتساهلون في إتخاذ قرارات إنفعالية من دون إستشارة , والتأمر على حكمهم قد تكون الورقة التي يلوحون بها بوجه من يخالفهم في الرأي .. والخوف والتحسب من الطواغيت الذين عاشوا الفقر والحرمان , ووجدوا في السلطة والمال والشهرة , ما يجعلهم يتوهمون في تعويض أنفسهم بأثرائها على حساب أموال الشعب ::

الشعب المتناقض والاعلام الخبيث هما من يحيطان الطاغية بهالات العظمة والريادة والثناء , حتى يتحول يوما بعد يوم الى وحش كاسر , يتوهم ضمنا أنه شخصية فذة , أنزلها الله سبحانه ليصنع ما عجز عنه الشعب , فهو المختار وموحد الجماهير والقائد الضرورة .. ومن أجل ذلك , لا تنفخوا حيدر العبادي كثيرا !!!!