23 ديسمبر، 2024 3:40 ص

لا تكوني مثل زينب

لا تكوني مثل زينب

غلباً ما يتخذ الأنسان قدوة، يقتدي به بحياته، أو في جانب معين، وربما تتعدد القدوة داخل الأنسان، وهذا لا يضر، ما دام تاثير ألقدوة، يدفع بالأنسان للأمام، ويرتفع به الى درجات عالية، وخير ما تقتدي به الانثى في المجتمع الشيعي، بالسيدة زينب، بنت علي ابن ابي طالب، وابنة فاطمة بنت محمد (عليهم السلام)، هذا الجبل الشامخ، ولكن ماذا تاخذ الفتاة من هذه السيدة العظيمة؟، في ظل مجتمع شيعي الاغلب منه، يحد ويقلل من قيمة المرأة، وكان المجتمع الذكوري يقول ( يا فتاة خذي من زينب حجابها فقط)، فنحن نريد ان تكوني عفيفة مثلها فقط، خذي حجابها وغطي نفسكِ ايتها العورة.
ايها الاب العزيز، ما هي ردة فعلك ان وقفت امامك ابنتك، وطالبت بحقها بكل قوة واصرار؟، هل ستضربها بيدك ام سوف تستعين بألة؟، وهل ستقول لها ( يا قليلة الادب)؟، حسناً ربما البعض سوف يفعل ذلك، فنحن لا نريد ان تكون الفتاة قوية ومتعلمة مثل السيدة زينب (عليها السلام)، تلك التي كانت لها مجالس في تفسير القران الكريم للنساء في الكوفة، والصاحبة الخطب البلاغية في الكوفة والشام، التي اسكتت وألجمت افواه الحاضرين، وكانت اللسان الناطق لثورة اخيها الحسين (عليه السلام)، وهي من ورثت وتعلمت هذا من ابيها وجدها وامها، فهم بيت النبوة، فعليك ان تعلم ايها الاب، ان كنت تحرم ابنتك حريتها، وتعاملها كجارية، فأنت لست حسينياً، ولا علوياً، ولا حتى مسلم، فهذا التصرف خاطئ، فأن كنت تعمل بـ( الرجال قوامون على النساء)، فعليك ان تعمل بـ(خير الرجال من أُمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ، ويحنّون عليهم ، ولا يظلمونهم) فهذا قول نبيك نبي( الرحمة) محمد( صل الله عليه واله)، وعليك تطبيق قول امير(المؤمنين) إمامك علي ابن ابي طالب( عليه السلام) حين قال (إنَّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها على كلِّ حال ، وأحسن الصحبة لها ، فيصفو عيشك)، فالانثى ليست جسد فقط، تعرفها وقت الشهوة والطعام فهذه صفات الدابة، الانثى وطن هكذا علمنا الاسلام الحنيف.
ربما يقول البعض، ان السيدة زينب عالمة غير مُعلمة، وهي ولدت في بيت العلم والحلم والفصاحة والبلاغة، فمن الطبيعي ان تكون هكذا، وهذه مصيبة اكبر من وجة نظري، فالعلم للجميع يا عزيزي، فقال علي ( عليه) : ( اقل الناس قيمة اقلهم علما )، والانثى ليست اقل قيمة من الرجل، فحن في المجتمع، نحتاج الانثى، فهي المعلمة والطبيبة، والمضحك في الامر، ان بعض الرجال، يُجلسون بناتهم في البيت ويمنعوهم من اكمال الدراسة، وفي ايام المرض يطلبون ان تكشف طبيبة على نسائهم، ويريدون من يُدرس بناتهم انثى في الدارس، ربما بعض الذكور يخافون من الانثى المتعلمة خوفا ان تقول (لا) يوماً ما، وهنا يجب ان أُذكر البعض ان فضة خادمة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت عالمة، واخذت علمها من سيدتها الجليلة، التي اصبح كلامها ايات من كتاب الله (عز وجل)، في قصتها مع عبد الله ابن مبارك.
ايها الفتاة الزينبية، كوني مثل مولاتكِ زينب عفيفة وقوية ومتعلمة، تسلحي بالعلم والعفة، واجعلي هذه القدوة امامك في كل شيء، وان واجهتي الظلم يوماً، لا تترددي في طلب حقكِ، ولا تكوني منكسرة دائماً، تذكري ان قدوتكِ، سموها (ام المصائب)، لانها شهدت مصيبة جدها وامها وابيها واخوانها واولادها، وكانت قوية شامخة، لم يدخل الخوف في قلبها، مادامت تعرف ان من كان مع الله كان الله معه، كوني مثل امها فاطمة الزهراء( عليها السلام)، ابنة وزوجة مطيعة لابيها وزوجها.