لو فرضنا جدلا، ان الامام علي عليه السلام الذي ينسب اليه القول اعلاه، عاش عن قرب تناقضات ومضاعفات طبقية عراق ما بعد سقوط الصنم ٢٠٠٣ والى اليوم.
وهو المعروف عليه السلام بحرصه الشديد على بيت مال المسلمين.
كيف ستكون ردة فعله يا ترى ؟!!…
حين يرى ذئاب السلطة تفتك ببيت المال وتستاثر به، فيما قوافل الفقراء لا اول لها ولا اخر.
حين يرى الحرمات تنتهك، ودماء الرعية تسال على يد الارهاب، فيما يختبئ حكامها الجبناء خلف جيوش من رجال الحماية، ووسط المدرعات والمصفحات، ويسكنون في قصور الخضراء.
وكيف سينظر الى المتصدين للعملية السياسية، وعلى راسهم اكبر ثلاث كتل تدعي اتباعها لنهجه عليه السلام ؟!!…
وهي حزب الدعوة الاسلامية، المجلس الاعلى الاسلامي، والتيار الصدري. ولعنات الشعب العراقي تطاردهم ليل نهار.
دم يراق، ام ثكلى، صرخة يتيم، ودمعة طفل يتضور جوعا و …
كل ذلك لفسادهم وجشعهم المتجسدين بمشاريعهم وعقاراتهم وارصدتهم و ….
مظلوم لا حول له ولا قوة، يرفع يديه الى السماء بحرقة والم، ولسان حاله يقول :
( حسبي الله ونعم الوكيل منكم، يا من تتاجرون باسم السماء ).
فباي منطق سيتعامل امير المؤمنين عليه السلام مع هؤلاء اللصوص، فاقدي الذمة والضمير يا ترى ؟!!…
لا اظن انه منطق : من اين لك هذا ؟!!… الخجول.
بل منطق اقامة الحد عليهم ؟!!…
فهو الاقرب والانسب، وذلك قياسا بحرصه عليه السلام على نصرة المظلوم ايا كان، من جهة.
وبحجم معاناة الشعب العراقي على يد حكامه هؤلاء، من جهة اخرى.
لكن، ومن الجانب الاخر.
ما هو موقف الامام علي عليه السلام من الشعب العراقي نفسه !!…
هل سيكتفي بمسح دمعة المظلوم واليتيم، واعطاء كل ذي حق حقه ؟!!…
اغلب الظن، انه عليه السلام سيعاتب الشعب العراقي ايضا اشد عتاب !!…
وذلك لسكوته واستسلامه طيلة هذه السنين، بدل الوقوف بوجه الظلم ومقارعته بكل ما اوتي من قوة.
يقول الاديب والشاعر الفرنسي فيكتور هوغو :
( عندما تكون الدكتاتورية واقعا، تصبح الثورة حقا مشروعا ).