18 ديسمبر، 2024 8:14 م

لا تقية أمام سفك الدماء و التناحر والتقاتل، بل التقية هي حفظ العباد وحقن الدماء!!

لا تقية أمام سفك الدماء و التناحر والتقاتل، بل التقية هي حفظ العباد وحقن الدماء!!

كانت الزهراء-عليها السلام- من أهل العباءة والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت، وكانت فيمن نزلت فيهم آية التطهير، وافتخر جبرائيل بكونه منهم، وشهد الله لهم بالصدق، ولها أُمومة الأئمّة-عليهم السلام-، وعقب الرسول‏-صلى الله عليه وآله- إلى يوم القيامة، وهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين .وكانت أشبه الناس كلاماً وحديثاً برسول الله‏-صلى الله عليه وآله-

وأن رسول الله -صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم- ما كان يدعُ فرصة أو مناسبة تمرُّ إلّا ونوّه بعظمة الزهراء -عليها‌ السلام- وإظهار فضلها وبيان مكانتها عند الله تعالى ورسوله -صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم- ، وذلك لكي يحثُّ المسلمين على مودّتها والتقدير لها من بعده ؛ لأنّها بقيته الباقية وأُمّ الأئمّة المعصومين وقادة المسلمين المحافظين على رسالة الإسلام وسنّة جدّهم المصطفى- صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم-

لذلك بادر الخليفة الثاني عمر-رض- وسارع إلى المصاهرة وطلب القرب منها والسعي لرضا الزهراء -عليها السلام- وهذا ما أكده سماحة السيد الاستاذ-دام ظله- أثناء تحقيقه في التاريخ وفرز الروايات الصحيحة عن غيرها فكان ذلك في سلسلة تغريدات من على منصة تويتر وحسابه على الفيس إذ قال في النقطة العاشرة بِالمُصَاهَرَة…رِضَا فَاطِمَة وَالرّسول(عَلَيهما الصّلاة وَالتّسليم): ولَا يَخفَى، أنّ مُوَافَقَة الإمَام عَلِيّ(عَلَيه السّلام) وَرِضَاه بِعُمَر(رض)، فِيه رِضَا الله(عَزّ وَجَلّ)، وَرِضَا رَسولِه(عَلَيه وَعَلَى آلِه الصّلَاة وَالتّسلِيم)، وَرِضَا فَاطِمَة الزّهرَاء(عَلَيهَا السّلام)، وَالّتِي فَرِحَت بِزِفَاف ابنَتِها أمّ كُلْثوم. واعتبر البعض أن زواج أم كلثوم من عمر بالتقية!! ولم يعرفوا معنى التقية ((أن التقية كما أدبنا عليها القرآن الكريم وأهل البيت-عليهم السلام- هي النهي عن كل فعل أو قول يؤدي إلى إراقة الدماء أو تشويه المعتقد وهدمه أو إيجاد الفرقة والخلاف بينك وبين أخيك الإنسان بأن تتقي كل ما يؤدي إلى الاختلاف والتنازع بينك وبين من يختلف معك في المعتقد أو الجنس ، والعيش معه بسلام ما دام هو.

إن قضية تزوج الإمام علي -عليه السلام- ابنته أم كلثوم إلى ابن الخطاب-رض- لا تقية فيها ، فنقول لا تقية أمام سفك الدماء و التناحر والتقاتل، بل التقية هي حفظ العباد وحقن الدماء فلا تقية أمام ما نراه اليوم من تكفير و سب وتناحر وتقاتل سببها كذبة كسر الضلع وإسقاط المحسن فأين تقية الإمام علي- عليه السلام- بتزويجه أم كلثوم . فتقية الإمام علي كما يزعمون أنزلت بنا الكره والأحقاد والدماء والنزاعات ، فأي تقية هذه ؟!!

إن الامام-عليه السلام- يُثبت لنا زوج ابنته إلى الخليفة ابن الخطاب-رض- عن علاقة طيبة ومودة حقيقية واقعة وليس كما روج المدلسون ،وأن هذا ثابت في الموروث حيث نجد زَوَاجُ الخَلِيفَة عُمَر-رض- مِن أمّ كُلثوم بِنْت أمِيرِ المُؤمنينَ-عَلَيه السّلام- ثَابِتٌ فِي المَوروثِ الفِقْهي الشِّيعِيّ فَضْلًا عَن السّنّي، وَقَد وَرَدَ فِي أبوَابِ التّزويج وَالعِدّةِ وَالمِيرَاثِ وَالصّلاةِ عَلَى الجَنَائِز، وَغَيرِها.