23 ديسمبر، 2024 7:07 ص

لا تقرأ القرأن الا بتدبر

لا تقرأ القرأن الا بتدبر

اعتدنا ان نقرا القران الكريم في الايام الاعتيادية وفي ايام رمضان بالخصوص ولكن قراءة ميتة لا تعني أكثر من كلمات يرددها اللسان بدون حضور القلب , مثلما يقرا اي كتاب اخر…القصور ليس عند الناس وحدهم بل حتى في مناهج الحوزة العلمية لخلوها من دروس القران او ان الدرس خياري هذا ما شخصته سابقا وطرحته على سماحة السيد السيستاني شخصيا … انني ارى من أعظم واجباتنا نحو كتاب الله العظيم هو التدبر والتأمل والمدارسة لا القراءة والحفظ , والتدبر الذي اعنيه هوالوقوف عند الآيات الكريمة والتأمل في معانيها والتعمّق فيها بقلب حاضر , واولها  يجب أن يتدبر قارئ القران تسمية السور المباركة وأسباب نزولها بعد ذلك يتدبر الآيات المتشابهة بالرجوع إلى أقوال العلماء في التأويل وأئمة آهل البيت (ع)…ان التدبر في القرآن الكريم هو الطريق لفهم افكاره واهدافه وتطبيقاته في الدنيا فعندما يتلى القرآن بتدبر فان القلوب ترتجف والجلود تقشعر لعظم وقع الآية في النفوس ولطالما كان التدبر لحظاتٌ في القرآن الكريم منعطفا لتغيير في حياة الحكام والسلاطين الطغاة والظلمة , لان قراءة القران الكريم بتدبر تشعرك كان الله سبحانه يكلمك وانت تسمعه, فمن قرأ القرآن بتدبر وتأمل حصل له اليقين التام وزاد عنده الإيمان قال تعالى: ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) التوبة : 124
فائدة اخرى لتدبر قراءة القران – هو ربط القرآن بواقعك الذي تعيش من خلال المواعظ التي يذكرها والقصص التي يحكيها وكيف أن الله أهلك أممًا كثيرة لما كذبوا وأعرضوا ؟! وأن هذا المصير ينتظر كل من أعرض عن الله وذكره
وقراءة القرآن بتدبر من نتائجها حصول الرهبة والخوف ، ثم الرجاء والطمأنينة قال تعالى: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر:23
ان مظهر لتدبر قراءة القران يجسده الأمام علي (ع) قال : “إذا أردتُ أن يكلمني الله قرأت القرآن وإذا أردت أن أكلم الله قمت إلى الصلاة.
يتساءل البعض لماذا التدبر في القرآن؟! السنا نقرأ القرآن، ونستمع له افلا يكفينا هذا؟ والجواب كلا لان الله امرنا بالتدبر قال تعالى ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ) ص:29 (َ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ) النساء : 82 ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) محمد :24
ويبقى التدبر في القران الكريم ليس صعباً وليس خاصا بفئة معينة من رجال الدين.
هناك تدبر اخر للقران الكريم في اناقته وترتيب كلماته كما وصفه الامام علي (ع) ( ظاهره انيق وباطنه عميق) فتدبرت الاناقة في ظاهره باعداد 64 مربعا ووضعت كلمات السور القصار (الحمد – الاخلاص- النصر) فظهر لي شكل هندسي في غاية الروعة والجمالية والسورة تقرا من اليمين الى اليسار على شك حرفL نزولا والكلمات المتشابهة تكون على هيئة قوس …ان الجمالية والشكل الهندسي التي ظهرت به كل سورة من هذه السور اعطت بنفس الوقت الاعجاز في رسم القران وترتيب كلماته .