8 أبريل، 2024 2:44 م
Search
Close this search box.

لا تفرط بكلمة (عيب)

Facebook
Twitter
LinkedIn

وضع الموروثات والمعتقدات والعادات على طاولة التشريح للتدقيق والتحميص ومعرفة المعمرمن المخرب بما يخدم حاضر متطور وتامين مستقبل جيد، واحدة من أهم سبل تقدم افكار الامم.

وعمليات التدقيق في مانقوله او نفكر به، سواء ماجاء من امتصاصنا للتقاليد والعادات المتوارثة او المستوردة من الغرب لسيت لها متسع من الاهتمام في المجتمعات العربي ولا تخضع لاختيار دقيق.

ومن ضمن المفردات التي تدخل بنطاق التربية وتوارثناها جيل بعد جيل وعتدنا على استخدامها لكبح وتعديل سلوك الاولاد منذ الصغر حتى الكبر هي كلمة (عيب) التي يفرط بترديدها على مسمع اولاده الكثير من الأهل لضعف ادراكهم وفهمهم وفقر في التعبير وقصر النظر لما تسببه هذه الكلمة وتاثيرها على بناء شخصية أبنائهم.

(لا تفعل كذا عيب، لا تقوم بكذا عيب، كيف فعلت ذلك وهو عيب)؟. أي انتبه من الناس في سلوكك هذا حتى لا يرونك وينتقدونك، وحين يكبر الأولاد أغلبهم يحاذرون كثيرا من الناس اما في الخفاء فهم يفعلون امور لا تخطر على بالي اباءهم فيصابون بالصدمة منذهلين حين معرفتهم.

لماذا لا نركز على العيب من النفس اولا وبذلك نزرع به احترامه وحبه لنفسه ومشاعره وافكاره وجسده، ثم العيب من الله ونقربه الله ليس بالتخويف بل بالحب والحياء ، فالذي لا يحب نفسه ويحترمها لا يحب احد حتى خالقه.

يقول المثل الانكليزي ( مانفع الانسان ان كسب الناس وخسر نفسه). وهنا الاصح وضع ماذا سيقول الناس عنك وكيف سينتقدونك في اخر القائمة.

الافراط في كلمة (عيب) تجعل خوفه من الناس يتعدى خوفه من خالقه، وهي واحدة من الاسباب التي جعلت المجتمع العربي و العراقي يعاني من الازدواجية في أفكاره وتتضح جلية في افعاله.

يصلي بخشوع امام الناس، وأذ خلا وحده صلى مستعجلا لقضاء امور الدنيا.

ينتقد السراق بمليء فمه واذ سنحت له الفرصة فعلها من فوره دون تردد، وبأستطاعته عن يعبر بكلمات كثيرة ومؤثرة عن التسامح ومساعدة الاخرين والايثار وغيرها وهو يفتقدها لانه غير مقتنع بأهميتها في حياته، ودواليك.

كيف تكون غير نافعة ونحن تربينا على هذه الكلمة؟!. أنا اقول لاتفرط في هذه الكلمة واستبدلوها بكلمة خطأ وفسروا لهم لماذا خطأ دون التضخيم بأخطاءهم ولا تغلو في التأنيب لأنها تفقد الثقة بالنفس وتجعلهم يؤمنون انهم اشخاص سيئين، فالكلمات المتسربلة من افواه الاباء سواء كانت وهم ام حقيقة ، خطأ ام صح، في الغد سيؤمن الابناء بها.

وأخير طبقوا قول سيد الأوصياء:(لا تربوا أولادكم كما رباكم أباؤكم فإنهم خُلقوا لـ زمان غير زمانكم)

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب