18 ديسمبر، 2024 8:01 م

لا تفتحوا النار … افتحوا قلوبكم

لا تفتحوا النار … افتحوا قلوبكم

ينتابني الالم حين ارى امرأة كبيرة تعمل في اماكن لا تصلح لعمل النساء

وكذا حين ارى شاباً يعمل في عمل لا يكاد يعود عليه سوى بقوت يومه وكفاف عيشه

البطالة تقتل شباب هذا البلد و تفتك بهم فضلاً عن بطالة مقنعة تستشري و تنتشر في اسواق البلد و شوارعه حيث ينتشر بيع ورق الكلينكس واقداح الماء وجمع عبوات المشروبات الغازية الفارغة وغيرها من الاعمال التي لا يمكن ان توصف بأنها عمل حقيقي يعود على صاحبه بمال يضمن عيشاً ملائماً.

ترى اين تذهب الاموال الطائلة التي تصرف على خدمات لا نرى منها شيء بقدر ما نسمع عنها في الاعلام

ترى كيف يتغول علينا الفساد المهول و تسيطر المافيات والاقطاعيات السياسية.

الا يحق لهؤلاء الشباب ان يكنسوا هؤلاء المتسلطين بغير وجه حق ويرمونهم في المزابل او على الحدود حيث ترحب بهم بلدانهم الثانية التي يعملون لاجلها.

الا يحق لهؤلاء الشباب الذين اقفلت بوجوههم ابواب ألامل ان يتظاهروا.

الا يحق لهؤلاء الشباب الذين لا يجدون فرص عمل الا يحق لهؤلاء الشباب الذين يرون البلد محطماً ممزقاً تحكمه شلة فاسدة تتنعم باموالهم وتستأثر بها ان يؤشروا هذا الفساد.

وليس من حق الحكومة ان تواجههم بالرصاص و الضرب و التنكيل

كان الاحرى بها ان تستمع لصوتهم وتعمل من اجل تدارك ما فات

كان الاحرى بها ان توفد شخصيات من اعلى مستويات الحكومة لتجلس معهم وتفاوضهم وتشعرهم بأنها مصغية لهم

كان الاحرى ان تتخذ خطوات جادة وحقيقية وملموسة مثل ابعاد العمالة الاجنبية الوافدة التي تعمل دون رخص عمل ومنح القروض الميسرة للمشاريع الصغيرة للشباب و دعم الصناعة من خلال القروض وفرض الضرائب على المنتج الخارجي وتسهيل مهمة المستثمرين وايقاف الفساد الذي تمارسه الاقطاعيات السياسية المهيمنة على البلد

ليس حريا بكم ان تفتحوا النار كان الاحرى بكم ان تفتحوا قلوبكم لهؤلاء الشباب

لا يمكن القبول بالمعاملة القبيحة التي عومل بها المتظاهرون كما لا يمكن القبول بالاعتداء على قوات الامن وعبى المباني والممتلكات العامة والخاصة

أمل ان تستجيب الحكومة للمطالب العادلة وتصغي لهؤلاء الشباب بدلاً عن سلوك طريق العنف والتشكيك بنوايا المتظاهرين واتهامهم ، كما أمل ان يرفع هؤلاء الشباب مطالب عادلة وان لا ينساقوا وراء بعض الانتهازيين والمخربين.