23 ديسمبر، 2024 9:00 ص

لفيء خلخالك ِ ونة ُ خزيّ تستخّفُّ بعقل يراعي المنشغل بزخرفة ابجدية عرفاني، لكنّ وهلَ عنادك الهامي على صُراخي يُسكتُ شكسي المُتلاحق الثرثرة. كيف أبينُ لك هسيسَ خُطاي المُبتعدَ عن دائرة السمع والنظر. ما بقيَ مني بقية ُعَتام متلاشية تتنكّر لجذر اصولي. كالمطارق تتهافتُ عليّ كلماتُ الجمر والحجر تبصقها شفتاك على ظلّي ينسابُ في أحضان الدرب. قبلاً، كانت ممرّاتُ قلعتنا القاحلة تعجنُ قامتي الناحلة وأنا اُواصلُ ممشاي من مغربها نحو مغربها. غريباً كان مرآيَ، حافياً احتضنتني سطوحُ مبانيها العاطلة. ثمة كانت السماء ُوحدَها رفيقة وحدتي، فأرفعُ رأسي ابتغاء تغوّر معناها المُلغزعلى تمام فهمي. أعرفُ أني في علياء المدينة، لكنّي أفتقرُ الى زخم ونبض أحشائها المحتشدة باللغات المختلفة تتناغمُ وتتفاهم وتزدردُ كلمات المحبة. من هنا تفتّقَ مبتدئي وبشائرُ ثقافتي الأولى. أتذكّرُ خيوط َحبّ وقسوة معلماتي ومُعلميّ. لكنّ عقول أهلي دون الصفر، فتلطّختْ تربيتُهم بسخيمة الغلط. كنتُ اُصْلى بأعذبة سياطهم وعصيّهم. فعافني فراشي وملاذي. كان الطريقُ واسطحُ البيوت موئل راحتي القلقة. تُرى كيف خرجتُ من فوهة البركان وما اصطليتُ بالحريق؟ الزمنُ رميمُ حريق ما زلتُ احملُ اوجاعه وجراحه                                              
………………..                                                     
كم ارتديتُ طيلسان زمهريرك ِ يا حياتي، بيدَ أنه لم يُزلْ غطاء سخونتي. اذاً، ساُسلّمُ جسدي الى التيار ليرميني الى زرقة اليمّ .                                                    
 
 لخصرك الضامر
 
سقتُ راحلتي تهزهزُ ممشاها تُجاه اليقين المُعلّب خلَلَ دنّ خزفي مطمور في قاع الممنوع المنوّع السليقة وسط عراء مُشمس. فمن تحت الأتربة يغمغمُ هديلُ الكلام بين أنساغ الاصغاء الى محكيات ماضوية تنتفخُ بالحكمة. فلديّ أدلة توصلني الى سنا فِراستك تجولُ بين وجوه مَنْ انتشروا على واجهة الرؤية. هو الزمانُ يُلقمنا الحسرات ِ ويُطعمنا أكسير الندم. لكنّ لديّ مرويةٌ أرانيها اياي راهبٌ بوذي كان يتصعلك تحت فيء شرفتك النائية عن شؤوني. ووسط َ كمّ ٍ من التناقضات أغترفتُ شأناً ذا شأو ٍ غير مسبوق اليه . كنتُ أحتضنُ عبق وقفتك وسط المشهد، ربّما في ضاحية حلمية مهمّشة، كان الفناءُ مفروشاً بالطعام ينالهُ كلُّ عابر وراء حاشية التذكّر. فأطعمتُ فقمة بضعَ سمكات ومضتْ تحني رأسَها شاكرة. فهذي البلادُ في الطرف الأقصى من مجرة الحلم آهلة بأهلين كنتُ نسيتهم وواريتُهم خلف عنادي. عادوا رغماً عن ترهل خباياي المهملة جرّاء أطيان السنوات المركونة في دهاليز العمر. لكنّ الغرفَ وباحةَ منزلنا مازالت تصلُّ فيها أنفاسُ الزمن الآفل. هي ذاتُ السخونة والعاطفة والدم الجاري فوق مرايا الصور. جئتُ اطمئنُ على بقايا العشب الريّان تتناسلُ فوق صعيد ما مضى. أنا انتمي الى تلك الذُبالة وهي تنزفُ وتزّفُّ عصير يحمومها.                                                               
في حارتنا القديمة مهرجانٌ وقيامةُ فرح. فالمدى مُكتظ ٌ بقامات أحبتي تقاطروا على صحوي فازدحم بمرآهم وجيبُ خافقي..                                                       
 
 
    زلةُ ُ اليقطين
 
يترهلُ نفَسُ التيار. فقد مرّ التتارُ من هنا، أزهقوا بريقَ النوافذ، مرقوا الى باحاتنا، سرقوا لحم القدور، قطعوا لهاثَ الفرح. كانت عيونُ النعاس ترمقهم، تلعنهم، تشتمهم، فتركوا غرف الحياة منفوخة بالأسى تفغرُ فاها من الجوع. لأيّة مملكة ينتمي أحفادُ هولاكو الآتون من عتام التأريخ ليُلطّخوا سيماء الزمن. نظراتُ ذهول تجهشُ، وأجفانُ الترقّب تتئاءبُ. وأنا فردٌ من هؤلاء تركتني شراستي. تُرى أهو شكٌّ بين الهذار وصدقية الفعل المضفور بالتردد والجبن. توقعتُ ان نمزّقَ المرأى بالأظافر ونروي سخائمنا بالدم نسفحها غصباً وقهراً. فأيُّ معنى للمُعاناة تستسلمُ وتُسلّمُ مقودها للغبار العابرِ والفجاءة تقتحم واجهة الراحة؟ وخللَ رائحة النوم تجثو هدأة ُالليل لصقَ حاشية الحلم فتجمع بقايا الصور الممحوة بنثيث النسيان. سأقبضُ على غبار مروياتي المُبعثرة فوق سفوح المرايا وامعنُ النظر في الا ُلى جاوروني واختلطُ عرقُ معاناتهم بهسيس لهاثي. لم أكُ وحدي أقطع دمدمة التيار، كانوا بمعيتي يقطعون وعر المسالك فمهّدوا لي الدربَ تُجاه البحر، ثمة احتضنني فآواني ودثّرني بزرقته الأبدية.                                  
………………….                                                                            
كنْ عاشقاً لا باشقا يبتلعك السديمُ الغامضُ. ضع رأسك فوق ريش الاُمنية، ولُجْ في واعية المدى تفهمْ سرّ خلوده وكمونه وراء الأقنعة…