22 نوفمبر، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

لا تضغطوا على القوات المسلحة في نينوى 

لا تضغطوا على القوات المسلحة في نينوى 

تسير المعارك في نينوى وفقاً لما هو مخطط لها وبمرونة التعديل في أي وقت، والتقدم على العدو يعد عنوانا لها، وهو موضع تقدير ورضا لدى العراقيين، وان كان بعضهم يستعجل النهاية، ولكن الانتصارات تتوالى لقواتنا العسكرية الباسلة، ومنى (داعش الارهابي) بانكسارات كبيرة تقلل من قدراته وامكاناته وتضعفه حتى ان المطبوعات الورقية التي كان ينثرها لم يعد لها وجود وفرار عناصره اصبح امراً ظاهراً. 
فقد كان الانتصار الابرز ازاحة سيطرته عن مدينة حمام العليل وبعشيقة وتطهيرهما كلياً من رجسه، الى جانب عشرات القرى، وفي مجرى هذه المعارك ينكشف يومياً بشاعة الجرائم التي ارتكبها بحق الاهالي فقد تم العثور على سجن يضم حوالي 1000 مواطن وعلى مقبرة جماعية ضمت رفات مئة مواطن مقطوعي الرأس في كلية الزراعة وغير ذلك الكثير مما يرويه الهاربون من جحيم دولته اللااسلامية. 
برغم شراسة القتال في ارض المعارك الا ان القناعة تزداد وتلمس ان ايام الدواعش الارهابيين باتت معدودة وتعزز الثقة بالقوات الوطنية من الجيش والشرطة والبيشمركه والحشد.. النصر الذي حققته قوات البيشمركه بتحرير بعشيقة برمزيتها وايكال المهمة اليها لاحكام الطوق على الموصل وردع المتقولين على هذه القوات الى جانب الادعاءات التركية ومحاولاتها التدخل في المعارك لاهدافها المعادية لتطلعات شعبنا. 
وبالتزامن مع الانتصارات العسكرية استمر ارسال رسائل الاطمئنان لاهالي نينوى على مستقبلهم من اعلى المستويات القيادية في البلاد، فمرة اخرى اكد الاجتماع الذي عقد بين الرئيسين حيدر العبادي ومسعود بارزاني في اربيل على ضرورة تخليص المواطنين من ارهاب (داعش) واستعادة الموصل باسرع وقت وعلى التنسيق التام بين البيشمركه والجيش والاهتمام بالنازحين واعادتهم الى مناطقهم المحررة، ويلحظ في هذا الجانب ان الجهات المسؤولة لا تنتظر انتهاء المعارك لكي تنفذ ذلك وانما تتم العملية بعد تطهير كل منطقة بالتوازي مع مكافحة داعش الارهابي. 
ولا تقتصر الاجواء الايجابية على اهالي نينوى بل تشمل كل العراقيين الذين يريدون استئناف التقدم في العملية السياسية وازالة ما يعتريها من نواقص وعثرات ومشكلات تعيق مسيرتها لتكون البداية الجديدة من نينوى . 
ومن المفرح ان هذه الحرب اكثر نظافة من سابقتها مع (داعش الارهابي) فقد اشادت الحكومة المحلية باحترام القطعات المشاركة جميعاً بحقوق الانسان والتقيد باحكامها وتفويت الفرصة على الذين يتقولون على هذه الجهة او تلك وذلك لاكتساب القوات الوطنية الخبرة والكفاءة والارتقاء بالمستوى الثقافي والتوعوي للمحاربين الشجعان لمنع أي تجاوز يخدش الصورة الزاهية للاداء المبهر والانتصار الساحق على الدواعش الارهابيين. 
المعركة في نينوى تختلف عن بقية المعارك الاخرى، ففيها تعقيدات وصعوبات لا يستهان بها ، لذلك علينا ان لا نستعجل النهاية لكي نحقق الانتصار الناجز باقل الكلف البشرية والمادية والمعنوية وهذا ما يساعد على تسهيل اعادة بناء نينوى على مختلف الصعد بما يرضي اهلها ويتوافق مع الطموحات لبناء عراق اتحادي مزدهر.

أحدث المقالات