لقد أعلن حسن العذراي عن وعود الكتلة الصدرية في حال تسلمها منصب رئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة أوكما عبر عن ذلك الفرعون الأعظم مقتدى الصدر بعبارة ( هرم السلطة ) ولخصها العذراي بثلاثة عشر بندا . ولو نظرنا نظرة تمعن الى هذه الوعود والى حقيقة التيار الصدري وتاريخهم المليء بالجرائم لوجدنا أن الموضوع لا يخرج عن دائرة النفاق السياسي وليس أكثر من ذلك . ولكي يكون هذا المقال منصفا لنتناول بعض البنود المهمة ونضعها في الميزان من أجل أن نرى حجم النفاق فيها . فمن بين تلك الوعود تحسين دخل المواطن ، ولا أدري كيف يتم هذا الأمر والكتلة الصدرية هي التي دفعت البنك المركزي العراقي لرفع سعر الدولار مقابل الدينار ممّا أدى الى ارتفاع جميع اسعار ( المواد الغذائية والاستهلاكية والأدوية ) التي تمس دخل المواطن العراقي ، فأيّ نفاق هذا الذي يتحدثون عنه ؟ وورد أيضا من تلك الوعود الكاذبة تطوير الاستثمار الخارجي وتسهيل عمله داخل العراق . فاذا كانت هذه الكتلة المنافقة مؤمنة بضرورة الاستثمار الخارجي لماذا وقفت ضده وقوفا شديدا حينما رفعه السيد نوري المالكي الى البرلمان العراقي ؟ ولماذا قام أعضاء البرلمان الصدريون بالنعيق والزعيق واحداث الهرج والمرج داخل قبة البرلمان من أجل عدم تمرير ذلك المشروع الوطني ؟
ومن تلك الوعود المضحكة بناء ثلاثة آلاف مدرسة وثلاثة ألاف وحدة سكنية خلال ثلاث سنوات ، والعراقييون يعلمون جيدا أن هذه المشاريع في حال تنفيذها ( من باب الافتراض ) ستكون بدون أدنى شك غنائم لأنصار التيار الصدري من المتملقين والمنافقين . حيث أن التجارب السابقة تشير الى هذا الأمر بوضوح ،
وكيف أنيطت الكثير من المشاريع المهمة لشركات فاشلة ولأشخاص لا يملكون الخبرة ولا النزاهة لكونهم محسوبين على مقتدى الصدر وكتلته ذات الصيت السيء بغض النظر عن نجاح تلك المشاريع . أما حصر السلاح المنفلت بيد الدولة فهذه مهزلة أخرى من المهازل الكثيرة لأن التيار الصدري أول حركة ميليشياوية حملت السلاح المنفلت وقامت بترويع المواطنين وشهد حي الجهاد وشهدت الأعظمية في بغداد أبشع الجرائم الوحشية التي ارتكبها عتاة المجرمين باسم التيار الصدري . وما يزال أولئك المجرمون يحملون السلاح المنفلت هنا وهناك ، والويل كل الويل لمن يقف ضدهم حتى بالرأي أو الكلمة الشريفة . ولا أعتقد أن دماء الأبرياء ( خلف السدة ) قد أكل الدهر عليها وشرب ونسى العراقييون ما حل بهم من ويلات على أيدي عصابات ما يسمى ب ( جيش المهدي ) . وفيما يخص مكافحة الفساد خلال ستة أشهر ، فهذه مهزلة أخرى لا يمكن أن يصدقها العراقيون لأنهم يعرفون تماما أن الكتلة الصدرية أصل الفساد وأن رموز الفساد من هذه الكتلة الضالة الغارقة في بحر من الفساد . وبالنسبة الى تفعيل الضمان الصحي ( كما يدعون ) فهل سيكون حاكم الزاملي مسؤولا عن هذا الضمان خصوصا أنه يملك خبرة طويلة في وزارة الصحة …
يشهد الله أن هذه الوعود باطلة وكاذبة والهدف منها كسب أكبر عدد من أصوات الناس البسطاء ، ولا توجد لدى الكتلة الصدرية نوايا صادقة للاصلاح ، لأن أساس تكوينها ونشوئها مبني على أسس الخراب والدمار ، ولا يوجد أي فكر منطقي معقول لديهم يتحكم بمعادلات الدولة الصحيحة .