العراق.. بات نظيرا أرضيا، لجحيم السماء، الذي حذرت منه الديانات السماوية الثلاث، في منطوق كتبها المنزلة.. الإسلام.. بقرآنه الكريم والمسيحية بإنجيلها واليهودية بالتوراة..
“كلما دخلت أمة لعنت أختها”.. هكذا بات العراق.. سلسلة أخطاء، تجرجر شعبا مستلب الإرادة، كعادة الشعوب.. تلهج بأديان ملوكها؛ إذ “لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم.. ولا سراة إذا جهالهم سادوا”.
الآن.. بعد إنتفاء حقبة من الزمن، على آخر صلاحيات نوري المالكي.. رئيسا للوزراء، ثمة إرادات متنفذة، تريد أن تحمله.. وحده.. مغبة ماحصل.. شماعة أو ماشة نار لجمر إنطفأ لهيبه، وما زال يستعر تحت الرماد.
تلك ليست تهمة يوجهونها للمالكي بقصد النيل منه فقط، إنما يريدون.. من طرف خفي.. التواطئ مع أخطاء رئيس الوزراء الراهن حيدر العبادي، بتسويقه على انه المنقذ.. مهدي العصر (!؟) ناسين أنه عمل وزيرا للاتصالات ورئيسا للجنة الاقتصادية النيابية.. أي أنه كان رقيبا على أداء حكومة المالكي، وهو الرجل الثاني في حزب الدعوة، حينها، وناطق رسمي يتحدث عن انجازات وبطولات المالكي، الذي تعرضت للأذى من حاشيته ومتملقيه، بما لم يتعرض له شخص قدم ما قدمت للعراق.
لذلك خلف المالكي، في الحكومة، بالطريقة التي يعرفها الجميع؛ ما جعله يتمنطق بالتحدث عن الفساد والدكتاتورية في حكم المالكي، وهو القائل: “لابديل للمالكي الا المالكي”.
ومن طرائف خلافي مع متملقي المالكي، وهو خلاف إطلع عليه الرأي العام، إمتد سنوات، بعثت الى أحد المقربين من العبادي، صورة ساخرة، أظهرت فيها المالكي وهو يرتدي ثياباً عسكرية تاريخية، كاتبا عليها “مختار الظهر” فشتمني قريب العبادي، وسب عرضي، قائلا لي: “ابو اسراء يشرفك ويشرف الف واحد مثلك”.
واليوم هذا الرجل يتغدى ويتعشى.. يسب المالكي، الرجل قريب العبادي نفسه الذي دافع عن المالكي بشتائم مقذعة، وجهها لي، عندما كان العبادي مع المالكي، يشتم المالكي، فهل صحيح: “لا بديل عن… إلا…” أم هي لعبة: “وياهم.. وياهم، عليهم.. عليهم”.
لذا أتمنى على العراقيين، ألا يصدقوا العبادي، ولاحربه على الفساد، ولا الاصلاح الذي يدعيه، أية إصلاحات عامة وهو ليس عادلا في مواقفه الشخصية؛ إذ حرمني من حقوقي كافة، ومنها راتبي التقاعدي؛ المستحق لي؛ كوني أنا الذي أسست المحكمة الجنائية واعدمت الطاغية المقبور صدام حسين..
وكان يحدثني عن مظلوميتي، وما أن وصل للسلطة، حتى تنكر لكل ما قاله، متنصلا من وعود قطعها، في حين الرجل يمسك من كلامه.
فلا تصدقوا أما الإنتصار على “داعش” تحقق ببطولات اولاد الخايبة من الحشد الشعبي والجيش والشرطة، وفتوى السيد … وما كلام العبادي للشعب العراقي، إلا سراب يحسبه الظمآن ماءً.
وعدني ووعد الكثير من الشرفاء بانصافنا، ولم يفعل، إنما جاء بالبعثيين والفاسدين واقرباء المسؤولين، جعلهم متن الدولة، وبقي الشرفاء هامشا، يتدثرون بتقوى الامام علي.. عليه السلام، في حكمته: “لا رأي لمن لا يطاع” تسحقنا مقولة الحجاج: “من تكلم قتلناه ومن سكت مات كمدا”.