23 ديسمبر، 2024 9:17 ص

لا تسرقونا بأسم الإصلاح!

لا تسرقونا بأسم الإصلاح!

بسمه تعالى:(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ**أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ).
الدولة العراقية الديمقراطية الحديثة، تأسست وبنيت، وكتب دستورها بدماء العراقيين، فالناس خرجت الى صناديق الاقتراع، وصوتت على الدستور، والعبوات والمفخخات منصوبة في طريقهم لمنعهم!
حكومة العبادي، حظيت بأكبر دعم دولي واقليمي، وشعبي وسياسي، وفوق ذلك كله تأييد مرجعي، لكن الدكتور العبادي، لم يستثمر هذا الدعم والتأييد، لاصابته بداء الضعف والوهن في ادارة الدولة.
من حق كل مواطن عراقي يتسآئل، لماذا لم يستغل العبادي ذلك الدعم في طلب التغيير الوزاري، وبعد عامين ونصف من حكومته، الآن يريد تكنوقراط!؟ ربما في الفترة السابقة، وزرائه كانوا منسجمين وناجحين معه مثل ما يقول هو، وحالياً أصبحوا فاشلين ويجب تغيير هم! أو لعل هناك أمر خفي، وحاجة في نفس العبادي يريد أن يقضيها للشعب العراقي!
ان ما فعله العبادي من جر البلد الى أزمة سياسية، تضاف الى ازمته الاقتصادية والامنية، كان فعل غير محسوب بدقة، ويفتقر للحكمة والحنكة السياسية، وارجح الظن لفعله هذا، هو ايجاد ذريعة مسبقة لفشل قادم اكبر، على المستوى الخدمي والاقتصادي، ليبرئ نفسه منه، ويلقيه على مجلس النواب!.
ما يضحك الثكلى، ويجن العاقل منه!هو مؤازرة بعض النواب وتأييدهم لفعل العبادي، ولا نريد ان نشكك بنواياهم، فهناك قلة قليلة، نواياهم خيرة وصادقة، فلو رجعنا بخطوات قصيرة الى الوراء، ودققنا جيدا بتاريخ اكثر النواب المعتصمين، خاصة في حكومة المالكي، لوجدناهم متهمين بالفساد، والطائفية والحزبية، ومنهم من قاتل قتال الابطال من اجل الولاية الثالثة!.
لو كان فعلاً هؤلاء النواب المعتصمين، يريدون الإصلاح، فليبدأو أولاً بإصلاح أنفسهم، والتخلي عن أمتيازاتهم المالية، وتقليل حماياتهم الشخصية، ونتذكر جيداً، كيف رفضوا تخفيض رواتبهم، سوى عدد قليل جدا من النواب، أبدوا استعدادهم للتنازل عن مرتباتهم.
ان الذين يرفعون شعار الاصلاح، ويطالبون بحكومة عابرة للطائفية والقومية والحزبية، واهمون جدا، فالعراق قدره ان يعيش بمكوناته، والطائفية والفئوية، لا تزول بتغير كابينة وزارية، بل تزول بسياسة حكومة عادلة، ترفق بمواطنيها، وتقدم لهم الخدمات، وتوفر لهم الامان وفرص العمل على حدٍ سواء.
زمن الضحك عالذقون قد ولى، والشعب بعد لا يستغفل، واكثر الناس أصبحت تعي الأمور جيدا، وكثير من السياسيين قد خبرناهم وعرفناهم وجربناهم، فلا يرتجى من المفسد إصلاح، وقديماً في الفلسفة قالوا:”فاقد الشيء لا يعطيه”، وصدق تعالى بقوله:(أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ).
علي السياسيين الماكرين المحتالين، ان يكفو ترديد الشعارات الزائفة المخادعة، فبعد سرقتكم لأموال الشعب، لا تسرقوا جهودنا في بناء الدولة ، وعليكم إصلاح أنفسكم قبل إصلاح غيركم!.