19 ديسمبر، 2024 12:49 ص

لا تسرقوا تضحيات الجيش

لا تسرقوا تضحيات الجيش

شريط طويل من الأحداث والبطولات، في ذكرى تأسيس الجيش العراقي،  توسم في اول كتيبة له بأسم الإمام موسى الكاظم، على مرّ تاريخه مضرب للبطولة وتجاوز المحن، ذاد بشرف عن تاريخ العراق الحضاري وحافظ على هيبة الدولة، ممثلاً للتماسك الإجتماعي الوطني.
منذ تأسيسه في  6 كانون الثاني عام 1921م،  تميّز عن جيوش العرب، مستقلاً لا يوالي الاّ الوطن رغم الضغوط الكبيرة.
   الجيش العراقي دفع الضرر الكبير عن الشعب  وتحمل سياسات الحكام، ومن التأسيس ثم الأربعينيات الى الستينيات شارك العرب حروبهم المصيرية، وما أن تسلم نظام البعث القمعي؛ حتى زج به في حروب عبثية مع دول الجوار والعالم، وإستخدمهم أداة لقمع الشعب، والدفاع عن كرسيه  الواقف على الجماجم.
العالم ينظر هيبة العراق من  جيشه، اليوم إستقطب الرأي العام الشعبي الوطني تحت رايته، وهو ينظر الى معارك الشرف التي يسطرها بمجد ضد الإرهاب ومطاردة المجاميع المجرمة المنحرفة، كشف القناع عن الوجوه السوداء والأفكار المنحطة المدعومة من مؤوسسات عربية وأقليمية ودولية، التي اتخذت من افكار التضليل وغسل الأدمغة وحشو السموم، تتخذ الشعوب دروع بشرية وحجاب عن مصالح دول أخرى.
 هجمة شرسة يتعرض العراق شعباً وجيشاً،  تتظافر اموال البترول مع قنوات فضائية ومؤامرات دولية، تخلط الأوراق لتمزيق النسيج المجتمعي.
  المرجعية بالأمس دعت الى عدم استغلال قضية محاربة الإرهاب بشكل طائفي من كلا الطرفين، وأشارت الى انتخابات المرحلة القادمة هي الفيصل، ومن يختار هو المواطن بعيد عن ضغوط يفتعلها هذا او ذاك، واليوم تستقبل النازحين في مدينة الزائرين، من مدينة الأنبار والمدن المجاورة، تضرب مثلاً لوطنيتها وأبويتها لوحدة العراق، وهؤولاء شيوخ الأنبار يقاتلون مع أبناء قواتهم المسلحة؛ ليجتمع الرأي العام تجاه نبذ العنف والتطرف.
مايحدث في الرمادي قسم المجتمع الى عدة فئات: من هو مع الجيش ضد القاعدة، وأخر مع الحكومة  ضد القاعدة، ثالث مع القاعدة ضد الجيش، ومن مع الحكومة  لغرض المكسب السياسي الإنتخابي، والأخير ضد القاعدة وليس مع الحكومة.
مخالب المصالح السوداء من إرهاب الى مطامع سياسية، إستخدمت الإعلام وسيلة للتعبير عن  اهدافها، بعضها واضح العداء للشعب،  والأخر مبطن يظهر الدعم للقوات المسلحة لكسب أهداف  تغطي على أخطاء وفشل ذريع، ينحرف بالخطاب الإعلامي  ومواقع الظل، الى لغة التسقيط وتوظيف العمليات العسكرية والتضحيات  لتسجيل لبطولات بمسميات شخصية.
الفعاليات العسكرية أشعلت ثورة الرأي العام الشعبي الوطني نحو التماسك ومصلحة الوطن، حدد موقف موحد رافض للإرهاب داعم لجيش العراق.
لا تختلف القنوات المأجورة تأثيراً على الرأي العام من تك القوى التي تضع في حساباتها المكاسب الذاتية، على حساب تضحيات القوات المسلحة ووحدة العراق، من إدعاءات تتهم الجيش بالطائفية او تلك التي تريد حساب المنجزات لها. الفكر الدكتاتوري حاول تعميم تسمية ( جيش صدام) لقمع الشعب، واليوم هنالك أصوات من الطرفين تريد تسمية  ( جيش المالكي) احدهما من الحكومة وأخر ضدها لتمرير مشروعها، لكن صدام إنتهى وأول اطلاقة على صنمه كانت من الجيش البطل،  والمالكي ما عليه سوى إنتظار صندوق الإقتراع، وفي كل الأحوال يبقى شعب العراق موحداً والجيش جيشه.