18 ديسمبر، 2024 8:40 م

لا تستهينوا بمن خرج …

لا تستهينوا بمن خرج …

الاعتقادات الراسخة هي اعداء الحقيقة وهي اكثر خطرأ من الاكاذيب وما يكون بدعة في عصر ما يصبح مألوفاً في العصر الذي يليه ،واذا ما كان صدام طاغية ودكتاتور بقانون القوة فان الذي اخلفه اكثر طغيانا ودكتاتورية وفساداً وافساد حين شرعن الفساد بقوانين الفوضى .فعلى الوطنية ان لا تعمي عيوننا من رؤية الحقيقة ،فالخطأ خطأ بغض النظر عن من صنعه او فعله ،ولن نحترق من اجل ارآئنا لاننا غير متاكدين منها لكن ربما نحترق من اجل حق امتلاك وتعديل آرائنا ،وعدم الرجوع عن الخطأ هو خطأ اكبر ومن يرى الصواب ولا يفعله فهو جبان.
اذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتقلت فيها فانني سأقوم بنفس الممارسات التي سجنت من أجلها .فالمعارض والمتصدي الحق لنظام صدام كنظام دكتاتوري ثابت الخطى بمعارضته هذا النظام كنظام فوضوي واكثر دكتاتورية وقمعية والتصدي له عبر مافيات الفساد والمليشيات المسلحة .
عندما تصل الامور الى طريق مسدود فلا ضرار ان يكون الموت بديلا .نعم فقد وصل فساد السطلة واستهتارها الى حد لا يوصف وهي تقود بلد الى الدمار ومستقبل حالك الظلام ومع كل هذا تطرح حلول ترقيعية غايتها استمرار الفساد وعسكرة المجتمع .
دستور بلد ما هو المرشد الذي لا يمكن التخلي عنه ابداً مهما كانت الاعذار والتبريرات ، لان الحياد عنه هو الخيانة وخلع وانتزاع لكل المباديء والقيم ،وانتم من انتهك وخرق الدستور بالكثير من المواقع.
لا توجد دولة فاشلة لكن هناك ادارة فاشلة لتلك الدولة ،فادارة العدالة هي امتن اركان بناء وبقاء الدولة ،والقوانين الجيدة تؤدي لخلق قوانين أفضل، والقوانين السيئة تؤدي إلى قوانين أسوأ.
وعندما تصل بك الامور بادارة الدولة الى ان تعتمد نفس اساليب النظام الذي سبقك اعلم انك مثله او اسوء منه .
ان الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء واللامبالاة. واطلاق التهديدات بحق المتظاهرين واعلان التصريحات بردعهم وسحقهم بخرافات المحافظة على النظام الفوضوي لهي اخر ادوات ازهاق الحق ونصرة الباطل .
ان خروج الثوار المتظاهرين هذه الايام اثبتوا انه لا يهمهم متى واين يموتون بعد ان ادركوا ان الطريق مظلم وحالك ولابد من ان يحترق بعضهم لينير الطريق وهم مصمون على النصر او الموت حين لم يكن لديهم ما يحيون من اجله .
البعض حاول بالتشكيك بالمظاهرات ونواياها بكل الطرق والسبل محاولا ارضاء قياداته الا انه فشل فشلاً ذريعاً وهو يرى شباب عراقي ثوري يقف امام الموت بكل بسالة وشجاعة بل ان بعضهم كان يصرخ مطالبا بالموت ممن باع ولاءه الوطني لانظمة اجنبية .
نحن اليوم نؤمن ايمانا قاطعا انه سيخرج من صفوف هذا الشعب ابطال مجهولون يدافعون عن الحرية ويقدسون العزة والكرامة ويقفون بوجه خفافيش الظلام ممن ملأ الدنيا ضجيجا بالدفاع عن الفوضى والفساد باسم المحافظة على النظام .

علي الكافر ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ..)