7 أبريل، 2024 10:00 م
Search
Close this search box.

لا تستفزوا حكمة الأردن!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تفاجأ المراقبون للشأن الأردني بطبيعة الاحتجاجات غير المسبوقة التي رافقت قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية ، حيث أخذت اطارا غريبا، بعد ان تعود الأردنيون التظاهر السلمي ليشكلوا استثناءا عربيا منذ عقود، ولأن طبيعة الاحتجاجات خرجت عن المألوف فان المراقبين يعتقدون بأن جهة خارجية حشرت”  أنفها  الكبير وعقلها الصغير” في الشأن الداخلي الأردني،  بعد ان تعودت النوم دائما على وقع ” احلام العصافير”.
ولو أن أهلنا في الأردن عرفوا طبيعة التحديات التي أجبرت قيادتهم الرشيدة على مواجهة الحدث بما يستحقه من تضحيات، ورفض بيع سيادة القرار الوطني بكل أرطال دولارات الفتنة، نقول ما كان اشقاؤنا الأردنيون ليقعوا في المحظور ، الذي سيقى عرضيا في كل الحسابات، فهذا الشعب يحب وطنه ويغار على استقراره ووحدته، لكن ماذا عسانا أن نقول لجهات تتفنن في زعزعة استقرار أمن أشقائها قبل غيرهم، للتطغية على وضع مأزوم داخل ظهراني دول أنعم الله عليها بالمال،وأفقدها حسن التفكير، لذلك أخطأت بوصلتها الاتجاهات هذه المرة، لأن الأردن كان ولا يزال مشهودا له في مواقفه العربية وحيادية قراره، لذلك حقق قفزة نوعية في كل الميادين، رغم ضعف الحال، فيما غيره يزحف على بطنه الممتلئة، دون أن يكسب ود الأخرين لأن الشغب السياسي ليس حكمة، مثلما أن اللعب على كل الحبال مضيعة للوقت.
  ونحن هنا لا نقصد جهة عربية أو اقليمية دون غيرهأ فكل من وظف المال لازعاج الأردن سيندم كثيرا، وكل من استفز حكمة القيادة الاردنية سيحصد رمالا متحركة، لأن التجربة أثبتت أن التعدي على فطنة  العقلاء غالي الثمن، وأن من ينسى مواقف الاردن العربية يتعدى حدود الله في خلقه، فقد تحمل الاردن وشعبه ويلات الكثير من القرارات السياسية والعسكرية العربية غير الحكيمة، مثلما دفع أوزار مزاجيات معكرة بالولادة، ومع هذا ظل مقصدا رئيسيا لكل العرب، لأن هذا البلد، خصه الله بأمن واستقرار و نخوة عربية غير مفتعلة، كيف لا وقد تربى على مأثر أحفاد رسول الله ” ص”.
سيتهمنا بعض ” وجهاء الصدفة” باننا نجمل صورة الاردن وشعبه، وسيقول أخرون غير ذلك، لكن هذا لن يغير من قناعتنا والكثير جدا من عقلاء الأمة بصواب القرار الأردني، فاية دولة عربية تصان فيها الحريات مثل الاردن، وما هي التنمية الاقتصادية في دول البترول قياسا بالمتحقق في الاردن، الجواب على ذلك لا يحتاج الى تفسيرات فهو حقيقة لا تقبل القسمة على أي شيء، بدليل أن هذا البلد أصبح قبلة للعرب وغيرهم في كل الاختصاصات، حتى من قبل الأطراف الحاقدة عليه بسبب المسارات الصحيحة التي ينتهجها منذ استقلاله لحد يومنا الحاضر.
وبعد كل هذا نقول لاهلنا الأعزاء في الأردن، لو تبصرتم جيدا بما يجري في باقي الدول الدول العربية، لشكرتم العزيز القدير على حكمة قيادتكم ، التي اجتهدت ونحتت في صخر الحاجة من أجل توفير حياتكم الكريمة، وحافظت على هيبة البيت الداخلي ودرأت عنه رياح الفتنة في أصعب الظروف ، ليبقى الشعب متجانسا ويبقى البيت معمورا، وهي نعمة يحسدكم عليها  كثير من الأشقاء، الذين يدفعون من مزاجهم النفسي يوميا، بسبب سياسات تعودت عدم انصاف المظلوم ، والتخندق خارج ولاءات الوطن والمواطنة، فليس المال ما يصنع السعادة ويعزز احترام حقوق الانسان، بل غيرة القائد على شعبه هي حجر الزاوية في البناء الصحيح.
الأردن بيتنا الكبير، الذي لم يؤصد أبوابه بوجه اشقاءه في أصعب الظروف، فمن واجبنا الدفاع عن هيبته، والعراقيون يشهدون على ذلك مثلما أن السوريين يعترفون بهذا الفضل، الذي تعتبره القيادة الأردنية واجبا وليس منة على أحد من أهلها العرب، ولو علم الأردنيون أنهم محسودين على تجانسهم وأخوتهم حتى من أصحاب المليارات العربية، نقول لو تفحص الأردنيون بهذه الحقيقة لرفعوا الصوت عاليا، وسيفعلون، بوجه كل من يريد تحويلهم الى أرض محروقة لتنفيذ أجندات ملغومة بفهلوة ” التغليس ” على الحقائق والتفنن في زرع سكاكين الغدر، فهل نضحي باسقرار الاردن وسيادة قراره المستقل من أجل سواد عيون قطر أو ايران او الكويت مثلا، الجواب الشعبي الأردني  سيكون ناصعا في رفض ذلك ، لأن العوز المالي أشرف من قبول هيمنة الغريب.
أن من مفارقات ” الزمن الأغبر” أن يوظف المال العربي وغيره لزعزعة استقرارالأردن، وأنه لمن سوء الطالع أن نسلم على بعضنا بيد ونزرع الفتنة بالأخرى، وأن المخطط لا يستهدف الأردن دون غيره، فالمؤامرة أكبر مما يتصوره البعض، لكن تبقى المراهنة كبيرة على عقلانية كل الفعاليات الأردنية، التي تعرف أن صيانة حرمة البلد من الأيمان، وأن التصدي لمحاولات استهداف استقرارهم الداخلي مسؤولية تاريخية ، لأن أبن الدار أعرف بما يناسبه، وأن المطالبة بالحقوق شيء، والقبول بأجندات الغريب شيئا أخر، وأملنا كبير جدا بحكمة الشعب والقيادة الأردنية الراشدة في تجاوز الأزمة، لأن الأوطان المستقرة والقيادة الحكيمة نعمة من الله، أما مخططات الفتنة فهي من عمل الشيطان، والفرق كبير جدا ما بين الخير والشر، ليبقى الأردن بيتا عربيا متميزا في بنائه الصحيح، ويبقى شعبه وقيادة صنوان واحد، والله من وراء القصد.
رئيس تحرير” الفرات اليوم
 [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب