الكثير من السياسين كانوا لا يصدقون ان السيد السيستاني حريص على استقلال ووحدة العراق وكرامة ابناءه رغم انهم يسمعون التصريحات التي يطلقها زواره من الشخصيات الدبلوماسية العربية والاجنبية بقولهم المختلف لغة المتشابه بالمضمون ( السيد السيستاني يريد وحدة العراق ويحرص على سلامة ابناءه جميعا ) … ان المشككين بولاء السيد للعراق ينطلقون من فرضية مفادها انه ليس عراقيا بل ايرانيا حاملا لجنسيتها وبالتالي يفضل المصالح الايرانية على المصالح العراقية , وكم عانيت من هذه الاشكالية التي يواجهني بها بعض المتحاورين معي حيث لا يقتنعون بقول الحق وبيان الحقيقة لان الله اعمى بصرهم وبصيرتهم … اما انا فكنت اقول لنفسي وللاخرين ان الهوية العراقية ليست هي بطاقة شخصية تصدرها دائرة الاحوال المدنية بل هي عهد وميثاق شرف بين الشخص ووطنه وربه , فالبطاقة الشخصية اشبه برخصة قيادة السيارة , فكم من سائق حاملها لا يمكن الاعتماد عليه في منعطفات الطرق والمواقف الحرجة وكم سائق متمكن وماهر في السياقة لا يحملها ؟ فاذا اردت السفر فاين منهما تختار وتضع ثقتك به ؟ وبعيدا عن هل ان السيد السيستاني ايراني ام عراقي على ضوء بطاقة الاحوال المدنية ولكن السيد عراقي بالولاء للعراق لترابه وماءه وسماءه بالكمال والتمام حيث تجسد دوره الوطني المتميز منذ عام 2003 والى اليوم ولكن هذا الدورتميز بشكل مميز بعد فتوى الجهاد الكفائي التي لاقت من العراقيين استجابه لا توصف بتطوعهم وتزاحمهم على ساحات التدريب لرفد قوات الحشد الشعبي بالمقاتلين الاشداء الذين حولوا هزيمة الجيش العراقي الى نصر وقلبوا موازين القتال من حالة الدفاع الى المبادرة والمباغته والتعرض لفلول العدو الداعشي الذي سحق في قواطع ديالى وجرف النصر بالكاملواليوم ننتضر بشائر الفتح المبين لتطهير كامل اراضي محافظة صلاح الدين.
لقد تمكنت فلول الدواعش التكفيرية من محافظات الموصل والرمادي وتكريت فطلبت الحكومة العراقية من ايران المساعدة بارسال خبراء ستراتيجين في مجال خطط ميدان القتال فواقفت بالحال وايران بموقفها هذا تنطلق من اساسين اولهما الواجب الديني والاخلاقي لمساعدة العراق كدولة جارة مسلمه والاساس الثاني دفع شر عصابات الدواعش التي يمكن ان تهدد امنها القومي فيما اذا وصلت الى حدودها ولم تكن ايران تنطلق بمساعدتها للعراق على اساس طائفي بدليل انها لم تستثني اقليم كردستان من هذه المساعدة بل قدمتها له اولا … ونحن نعيش الانتصارات الباهره على الدواعش في كل قواطع العمليات , سمعنا قبل ايام قليلة تصريح لعلي يونسي مستشار الرئيس الايراني حسن روحاني قال فيه ( إن “إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا )وحيث هذا التصريح غير مقبول من كل العراقيين بل مرفوض من قبل الايرانين انفسهم والذي عبروا به من خلال ا2 نائبا طالبوا بطرد يونسي من منصبه وكان الرد حازما وصارما من السيد السيستاني بقوله لا يمكن ان نغض الطرف عن هويتنا واستقلالنا وكانت خطبة الجمعة المباركة من الصحن الحسيني الشريف والتي تعبر عن رايه بشكل مباشر فقد قال السيد احمد الصافي : ((إننا نعتز بوطننا وبهويتنا وباستقلالنا وسيادتنا، وإذا كُنّا نرحب بأية مساعدة تقدّم لنا اليوم من إخواننا وأصدقائنا في محاربة الإرهابيين ونشكرهم عليها فإن ذلك لا يعني في حال من الأحوال بأنه يمكن أن نغضّ الطرف عن هويتنا واستقلالنا، ولا يمكن أن نكون جزءاً من أية تصورات خاطئة في أذهان بعض مسؤولين هنا أو هناك … إننا نكتب تاريخنا بدماء شهدائنا وجرحانا في المعارك التي نخوضها اليوم ضد الإرهابيين وقد امتزجت دماء مكونات الشعب العراقي بجميع طوائفهم وقومياتهم ))
واخيرا اقول… اعطوني رجلاً سياسياً او قائداً في الدولة العراقية جسد الدور الوطني العراقي كما جسده السيد السيستاني في حب العراق والدفاع عنه والاعتزاز به وبكرامته
…الم يكن دوره الوطني المشرف عبرة للسياسين المنبطحين للاجندة الاقليمية والدولية وان يراجعوا حساباتهم ويوقضوا ضمائرهم النائمة , ولماذا هؤلاء الساسة لا تنتفضون لكرامة العراق عندما تنتهك بل يصمون اذانكم ويسدون عيونكم بل وصل الامرببعضكم يريد تدخل تركي والاخر يتوسل بامريكا لتحتل العراق بريا من جديد وطرف ثالث يطالب بقوات من عربان الخليج العربي … والله ان موقف السيد السيستاني ودفاعه عن كرامة العراق فضحكم ايها السياسيون واثبت انكم ليس بعراقيين الا ببطاقة الاحوال المدنية , اما السيد فهو العراقي حقا وان لم يمتلك هذه البطاقة المزعومة والتي تباع بسوق مريدي بمبلغ لا يزيد عن خمسة اللالف دينار .