23 ديسمبر، 2024 1:08 ص

لا انت من الخيل ولا من الخيّالة

لا انت من الخيل ولا من الخيّالة

تباينت ردود أفعال الكتل السياسية والأوساط الشعبية حول ورقة الإصلاح التي طرحها السيد مقتدى الصدر يوم أمس والتي في الحقيقة هي ( طوق نجاة ) لما يمر به العراق من تدهور أمني واقتصادي بسبب عدم جدّية اصحاب القرار السياسي في وضع الحلول الناجعة للخلاص من حالة البؤس التي يمر بها عراقنا وشعبنا ، فمنهم من أيّد ورقة الإصلاح من الكتل السياسية  مثل : تحالف ( القوى الوطنية ) ومنهم من رفض هذا المشروع مثل تحالف ( دولة القانون ) ومنهم من اتخذ سياسة الوقوف على التل كما عوّدونا دائماً باتخاذ هذا الموقف “الهزيل ”  في القضايا المصيرية والمنعطفات التي تُشكّل خطراً على مستقبل الوطن والمواطن الذي حققوا به مصالحهم السياسية تحت شعار ( المواطن ينتصر ) .

لقد بح صوت المرجعية الدينية في مطالبة الحكومة العراقية بتصحيح مسار عملها ودعمت مشروع الإصلاح الذي تقدم به رئيس الوزراء حيدر العبادي وقالت له ( اضرب بيد من حديد ) وكنّا نتطلع الى هذا المشروع ونعقد الآمال عليه في ايجاد عراق خال من الأزمات ولكن للأسف لم تكن الحكومة جادة في ما اعلنته ولم تصلح من الأمر شيئاً وبقي الحال نفس الحال رغم استمرار الدعم السياسي والشعبي ورغم استمرار دعم المرجعية للحكومة بقي مشروع الإصلاح شكلياً بدون ملامسة الواقع المتدهور،  ماجعل المرجعية تتخذ موقفاً معاكساً باعطاء ظهرها للحكومة وتعلن موقفها بشكل رسمي بعدم اعطاء رأيها السياسي وهو موقف يترجم  نوعاً من أنواع الإحتجاج على الأداء الحكومي الذي يراوح في مكانه دون أن يتقدم خطوة واحدة في مهمة الإصلاح .

وهنا اطل علينا السيد مقتدى الصدر بمشروعه السماوي لكي يقلل من كاهل المرجعية ويكمل مشوارها بوضع النقاط على الحروف ويغلق الأبواب على الحكومة التي تحاول الهروب من هذه المسؤولية .

المثير للإزعاج:
 أن هناك وجوه تظهر بالإعلام دائماً وتتحدث بإسم المرجعية وهي لا علاقة لها بالمرجعية الدينية ولا تدين لها بالولاء مطلقاً ، وفضلاً عن ذلك كثير من الوجوه لاتحمل صفة دينية أو سياسية وعندما تظهر في الإعلام تتحدث بإسم الحشد الشعبي( وفتوى الجهاد ) التي صدرت من مرجعية السيد السيستاني ضد مسوخ الأرض ( داعش ) و بين تلك الوجوه وجه المدعو ” كريم النوري ” احد جنود منظمة بدر المنضوية مع هيئة الحشد الشعبي ، و الذي نصّب نفسه آمراً وقائداً عسكرياً للحشد الشعبي ولاندري من أين اكتسب هذا الجندي صفة القيادة والامارة لمنظومة الحشد ، هذا اذا صدّقنا بأنه جندي من جنود الحشد وجند المرجعية !؟، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى
الجميع يعلم بأن الحشد يتكون من فصائل وأجنحة متعددة، كل فصيل أوجناح له قيادة معروفة وله واجب معيّن في مواجهة خطر داعش ، فإذا كان كريم النوري قائد عسكري بالفعل فهذه القيادة يفرضها على افراد الفصيل الذي يقوده والبالغ عدده ( ٦٧) جندي وليس من حقه يتحدث بالنيابة عن باقي الفصائل برفضه مشروع السيد مقتدى الصدر المتعلق بالفقرة الأمنية التي اقترح فيها السيد مقتدى الصدر دمج نصف عناصر الحشد الشعبي في الداخلية والدفاع على اعتبار هناك عناصر في الحشد غير منظبطة وهنا يأتي رفض كريم النوري لمشروع الصدر الذي اشار له في الفقرة الأمنية و يؤكد عدم انضباط البعض في الحشد الشعبي ومن بينهم النوري وعناصره لذلك  انبرى ابو حاتم النوري بموقفه الرافض لهذا المشروع بإثبات ولاءه لغير العراق وحتى لغير  المرجعية الدينية التي يتحدث عنها ويتظاهر بالتزام توجيهاتها في كثير من الفضائيات وفي الحقيقة هو لا يتحدث عن مرجعية النجف كما يتبادر الى أذهان الكثير من شيعة العراق ، ولو كان كذلك لسكت ولم يتفوه ببنت شفة لأنه يدرك جيّداً أن جميع بنود ورقة الإصلاح هي مؤيدة من مرجعية النجف ولا اعتراض عليها مادامت تصب في مصلحة العراق والشعب العراقي .

فما اعرف اليوم الحشد الشعبي ياهو اللي يجي وصار عليه ابو زيد الهلالي ، مرة يطلعلك واحد بالإعلام لابس بدلة زرگة ولابس كاسكيتة وطاگلة نظارات شمسية حسبالك واحد ” بوزرچي ” هذا شنو ؟
والله هذا (الناطق الرسمي بإسم الحشد الشعبي ) !
ومرة يطلعلك واحد مثل نوري المالكي تارس المنصة اكياس رمل وعشر خوذ منا وعشرة منا ويمسلت عالحشد الشعبي بخطاباته ، ومرة يجيك واحد لا هو من الخيل ولا هو من الخيالة مثل كريم النوري وينصّب نفسه قائد للحشد الشعبي … وكلهم يحچون بالشجاعة والاستبسال والجهاد والمرجعية والشعارات الحسينية وهيهات منا الذلة ، ولا كأنما الناس تعرفهم من سلموا الموصل بأول هورن من هورنات الدواعش !!!

اختم كلامي باقتباس قول الشاعر ؛
متى يبلغ البنيان يوم تمامه ،،، اذا كان الصدر يبني وكريم النوري وامثاله يهدمون !!؟؟