هذا هو السيد المرشح يقف أمام الكاميرا، بابتسامته العريضة، مستندا على منصته المرصعة، لكي يعدُ الجماهير بأكاذيب جديدة، ويطلق شعاراته الرنانة، حتى يفرغ من كلامه. تقشعرَ الجلد وانهارت الدموع، وذهب قطيع البؤساء، حاملين هدايا المرشح، وسندويج اللحم والكوكاكولا.
هذه هي فلسفة الانتخابات في العراق، بأسم الضحايا والأرامل، ودموع الأيتام، ننطلق في حملتنا الانتخابية، وسط حشود الأغبياء، لترسم لنا ولاية جديدة من التخلف، والرجعية، وديكتاتورية على نمط ديمقراطي . دائما نبحث عن بطل وهمي، يقود فشلنا من حين إلى حين، لنعلق عليه اعذرانا الواهية.
المضحك دائما في هذا الموقف، هو انتخاب نفس الوجه، التي تصدت الى الانتخابات، ووصلت الى المسؤولية، ونحن نقر بفشلها، وعدم أحقيتها، ونعلم أنها لا تستطيع إدارة دكان!، ومع ذلك نقتنع في شعاراتهم بكل مره التي تنادي بالتغيير .
تغيير من؟ إذا كنت قد شغلت المنصب عدة سنوات، وألان تعيد نفسك للترشح، فلماذا نغير؟ تكتب على لافتات الدعاية، “انتخبوا الأصلح” و “انتخبوا من اجل التغيير”! وأنت تعييد نفس حلفائك، بقائمة واحدة لا تتجدد، لماذا انتخب للتغيير؟ وشخصك لا يتغير!.
مشكلتي إنا كناخب، أنني ضعيف أمام إرادتي، لو كنت قويا، لما جعلتك تترنح على كرسي الدولة، النفاق مع ذاتي، هو نتيجة تخلفي وإغراق بلادي بالأزمات، إنا لا أصلح للتصويت أبدا مادمت لا أبصر الحقيقة.
من الآن لا انتخب حتى انتخب نفسي من إنا ؟، و انتخب في ذاتي شخصيتي القوية، للتغيير، ومن ثم انتخب مرشحي الجديد، اجلس مع نفسي، واستدعي ضميري لمرة، وانشر الحقائق أمامي، وابعد الغشاوة عني، واذهب إلى الصندوق، كعرس الشهيد يوم المنون، وأتذكر دائما ابتسامة مرشحي السابق، وسوف اعلم كم كنت ضحية.