عادت الكتل التقليدية المهيمنة على المسرح السياسي من جديد لذات المرض الخبيت ، إلا وهو الإصرار على الاستحقاق الانتخابي ، الاستحقاق الانتخابي المزعوم ، هو استحقاق لم يكن يقف ورائه الا 19% من مجموع الناخبين العراقيين لعزوف الناس عن الانتخابات في عام 2018 ، كما انها كانت بنتائجها انتخابات مزورة بسبب تزوير النتائج من قبل المفوضية التابعة للكتل وبحسب اعتراف عضو المفوضية السييد كاكائي بالتلاعب في كل مراحل الانتخابات ، مما دفع بالبرلمان السابق إلى حل المفوضية ، وإعادها البرلمان المزور الحالي ، وكان من مظاهر التزوير والتلاعب ، حرق صناديق الاقتراع التي كانت متواجدة في مخازن الرصافة التابعة لوزارة التجارة لابعاد اشكال التزوير عن أعين القضاء والمواطن.
ان الاستحقاق الانتخابي يقوم على شروط ثلاثة ، هي.
أولا .. انتخابات حرة نزيهة .
ثانيا…هيئة مستقلة محايدة تعد وتشرف على الانتخابات .
ثالثا …مشاركة واسعة للناخبين وفق المعايير الدولية .
ان الكتل السياسية لا تستحق من الناحية القانونية استحقاقا انتخابيا لان نسبة المشاركة لا تجيز الاعتراف بالنتائج وكان من المفروض اعادة الانتخابات ، والدليل هو التمرد الشعبي الحاصل الذي تقف خلفه قطاعات واسعة من الشعب ، او بتعبير علم السياسة تظاهرات غير المشاركين في الانتخابات الأخيرة او المعارضة الحقيقية ، أمام كل هذه الحقائق تدرك الكتل انها لم تعد بقادرة على التحشبد الجماهيري وخاصة الشيعية التي تمرد علها الشيعة ، لذا تراها تعمل بكل قواها على منع الانتخابات المبكرة ، لانها ستطيح باغلبها او ستلحق بها نقصا في عدد المقاعد .
ان العراق عند مفرق طريقين ، أما ان نتنصر أغلبية الشعب او أن يذهب إلى متاهات لا تعرف نتائجها ، والمراقب المنصف يجد أن الشعب له كل الاستحقاق لا الاستحقاق الانتخابي…