أضحى موضوع الاستفتاء على استقلال اقليم كوردستان يتصدر أغلب الاخبار في مختلف وسائل الاعلام العراقية ، فإصرار رئيس الاقليم على اجراء الاستفتاء في الخامس والعشرين من ايلول المقبل يعيدنا الى نفس المطالبات التي جرت عام 2009 ، والتي لم تجد النور ، وهذه المرة سوف يكون مصير الاستفتاء المزمع اجراءه شبيه بالذي سبقه وللاسباب التالية :
وجود شبه اجماع دولي واقليمي على رفض الاستفتاء وهو ما اعلنته الولايات المتحدة وتركيا وايران وغيرها من الدول.
الانشقاقات السياسية في الاقليم والتي لاتساعد على إجراء الاستفتاء بتوافق بين أطرافه السياسية المتنوعة وأهمها تدخلات ايران في التاثير على جناح السليمانية التابع للحزب الوطني الكوردستاني بعد زيارة الطالباني لها قبل مدة قصيرة.
صعوبة اجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها مما سيفشل جزء مهم من الاستفتاء يسعى الاقليم لاجراءه كاملا.
عدم الاعتراف الدولي بالاستفتاء سوف ينهيه في مهده بعد أن اعلنت الامم المتحدة تخليها عن دعم الاستفتاء سياسيا وفنيا واداريا.
تخوف الدول المحيطة بالعراق (ايران وتركيا وسوريا) من انتشار عدواه الى اكرادها ومطالبتهم بالانفصال والانضمام الى الإقليم الكردي الجديد.
رغم هذه التحديات يصر رئيس الاقليم على اجراء الاستفتاء في هذا الوقت لاسباب عدة منها ان شرعيته قد انتهت في رئاسة الاقليم منذ اكثر من سنتين ويريد ان يجعل من الاستفتاء بداية لصصفحة جديدة وغاية لتنصيبة مرة اخرى بعد ان وجد أن لا خيار آخر له غير ذلك ، أما من يدعمه ويسانده في ذلك فاقربهم اليه ابن اخته وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري الذي رافقه في جولته الاخيرة الى بروكسل من أجل كسب تأييد الاتحاد الاوربي وهو الفاقد لمنصبه وامتيازاته التي حصل عليها منذ سنة 2003 ، ولو بقيت لما دعم الاستقلال ، ولكنه قد يبحث عن منصب رفيع في الاقليم الجديد.
الواضح ان الاستفتاء او فكرة الاستقلال والانفصال عن المركز سوف لن تنجح ، بل وستعصف بما بقي من الاقليم وستؤدي الى تفتيت وتشرذم الاقليم بدلا من توحيده ، وإن غد لناظره قريب .