23 ديسمبر، 2024 12:11 م

لا أوباما ولا مالكي ولا مبادرات , “البيان” “بيّن” صريح

لا أوباما ولا مالكي ولا مبادرات , “البيان” “بيّن” صريح

هل ذكر الاعلام العالمي أو المحلّي يوماً شيء اسمه “ثوّار عشائر” أو سمح لإعلامهم ذكر ذلك بحريّة ؟ فأين حرّيّة التعبير وأين الديمقراطيّة في الرأي؟ رأي غيرك خطأ وإجرامي ورأيي هو الصح مادامت السلطة بيدي ؟ .. بطانة حكومة فرضت فرضاً بقوّة خارجيّة ليس لها قابليّة التعايش المتّزن تحت الأضواء إلاّ عبر علاقات الشكوك الملازمة لموروث بُني على شكوك في أصل صحّته , ركيك الأبعاد فقير المعرفة يديره عقل جمعي خاضع بالمطلق لعوالم غيبيّة لا تمتلك أدنى قدرة من اقتحام لشكوك ملازمة لمظلوميّة تفتقر الاقناع في عصر رافض للفكرة من أساسها لا نتوءها المفرز عنها فقط , جميع الظواهر السلبيّة الاجتماعيّة الحاليّة تعبّر عن نفسها بعدّة أساليب تصل ذروتها نتيجة ارتطامها بهذا النمط المتّكئ على كدم من المكاسب ما تستدعي لأن تنفجر عناصر تلك الظواهر بسلسة انفجارات آخرها انصهار عناصر الرفض بتجمّع انفجاري واحد .. قتال وقصف عشوائي وأسلحة بأنواعها تستنزف من أموال العراقيين تحترق كهباء منثور , ثمّ لا تلقي أيّ صداً إعلاميّاً لها ؟ فكما جرى التعتيم على صناعة فقرة 38 لتقاعد لصوص والناس نيام مطمئنّون تقاعدهم بأيدي أئمّة أطهار , كذلك يجري التعتيم على محرقة الآليّات والطائرات بقرار سياسي أرعن رفض حتّى إلغاء أحكام الإعدام ! وعلى عينك يا تاجر الأمم المتّحدة يرفض مصرّاً إصرار رئيس حكومة دولة عضو في النادي النووي وكافتريا أسلحة الدمار الشامل ! , لكنّنا بالطبع ونحن هنا نسجّل إجحافاً إعلاميّاً يدّعي أصحابه عكسه لا نستطيع الاعتماد على طرف اعلامي واحد لذا استوجب علينا أن نسقط تصوّراً معيّناً مستشفّ من عدّة مصادر على ما يجري : إذ ؛ فبينما عشائر الأنبار المتمرّدة تكاد وبحسب المعطيات على الأرض , تقترب من بغداد , ولن يهدأ لها بال على ما يبدو حتّى تدخل المنطقة الخضراء بحسب ما أعلنه البيان الأوّل لهم , مقدّمته : “أيّها العراقيّين , لقد حانت ساعة الخلاص” ! ولا ننسى فالعراقيين جميعهم تغلي الدماء في عروقهم “حادّين سنونهم” وأظافرهم  يريدون تمزيق أجساد سكنة المنطقة الخضراء وتقطيعهم إرباً إربا “بحسب ما نسرد من تصوّرات وليست مؤكّدات” وسيكون يوماً ولا يوم سايغون العظيم ! , وللعلم ,فإن هؤلاء”الثوّار” متيقّنون بقوّة أنّ أميركا لا ولن تعيد جيوشها إلى العراق ثانيةً لأنّها تعلم إنّ قرّرت ذلك فذلك يعني ستعيد مآسي جيشها وسمعتها الرثّة من جديد وانهيارها المالي النهائي ! لذلك وجدت في المالكي ضالّتها , بضنّها , فمن يتأمّل قليلاً الساحة القتاليّة في الانبار الآن ويقارنها بنفس ساحة الصراع الأنباري الأميركي بعد الاحتلال سيجد وكأنّ الجيش الأميركي لا زال للآن يُقاتل في الأنبار؟ لا يوجد جنود مكلّفون لدى الاميركيين , والآن هنا أيضاً لا يوجد ! فقط متطوّعون .. آليات كانت تحترق ؛ الآن أيضاً .. تلك همرات وبرامز و “المشتمل” وآباتشي , هنا أيضاً .. السيّد بوش يجتمع مع شيوخ ؛ السيّد مالكي أيضاً .. ذاك يعلن في كلّ مناسبة “انتصرت” في الانبار فيظهر العكس ؛ هذا أيضاً .. ذاك يقول قاعدة وضباط سابقين هذا يقول داعش وضباط سابقين “أضاف إليهم ضبّاط من خارج العراق لأجل مكيجة المشهد وفق تطوّراته!” .. جنود ذاك فرّوا عبر تركيا أو لجأوا للعشائر , جنود جيشنا الان أيضاً .. ذاك هبط عند حدود عراق ـ أردن وقال : أنا الآن بوش أحييكم من فندق صلاح الدين مقابل سينما النصر وسط الرمادي أحتفل مع جنودنا بعيد الشكر ؛ أيضاً هذا صاحبنا انطلق من الاردن وحطّ مسافة 150 كم عن الرمادي ويقول أنا في سينما أبو فليس وسط الرمادي أتناول كباب الفلّوجة وأشاهد فلم فتنة وحسن بمناسبة كسر ضلع تيمورلنك .. ذاك حمل ثأراً يريد النيل من الأنبار وينتقم منهم بعد فضيحة هزيمة جيوشه فيها وفضائح الكيمياوي والفسفور “وبورنو” أبو غريب ؛ وهذا يريد الانتقام بالنيابة ليحظى بولاية إن لم تكن أبديّة فثالثة .. بدأ بوش حربه على الفلّوجة بحجّة ثأره من “أربع مقاولين أميركان حرقهم أبناء الفلّوجة” , وهذا ادّعى بخمسة جنود تمّ قتلهم ..

وهنا يحقّ لنا أن نسأل “رغم إنّنا لا زلنا نتصوّر وليس ما نذكره شرط تكون حقائق” : أين “العربيّة” والسعوديّة خادمة الحرمين الّتي طالما أعلن جلالة ملكها أمام السلفي دك تشيني شكوكه بعروبة المالكي! أين قطر أين “جزيرتها” من “ثوّار” الأنبار؟ أم فقط هي دول مخصّصة للاغتيالات وإسقاط دول عربيّة بواسطة أموالها المكدّسة ؟.. عدسات فضائيّات لا تقرأ لا تكتب صمّاء عمياء بكماء عن الّذي يحدث في الأنبار , ثمّ يُقال لك أنّ الخليج غير متحالف مع إيران منذ ما قبل الخميني وما بعده ؟ رغم ما يُفتضح باستمرار هذا الحلف عبر مؤشّرات عديدة تؤكّد ذلك , أمير قطر مثلاً وهو العدناني القحطاني المؤمن السلفي يقول “الخليج الفارسي” ! , و”التنسيق السرّي” بينهم وبين إيران أثناء حرب الثمان كان ضدّ النظام العراقي السابق ويسري من تحته ورأس ذلك النظام كان لا يعلم فقط نعلم بثروات العراق توزع للأخوة العرب!! وعلى عكس ما ظننّا وظنّ الجميع أنّ الخليج ضدّ إيران ومع صدّام ! كلّ ذلك انكشف تماماً موجود ومسجّل على اليوتيوب أدركه ذلك النظام وبحقائق استخباراتيّة ملموسة لكن بعد خراب البصرة , يعني “بعد وكت” ! , دعونا من هذه المواضيع  طالما لا زلنا نتصوّر , كلّ الّذي يجري من سفك دماء على أرض الأنبار لا يُشار إليه إعلاميّاً إلاّ من باب ( على الحكومة إشراك السًنّة ) ! أيّ في حكومة تُحفة مقاليدها وأغلال أعضائها وخصيانهم و” .. !!” بأيدي أميركيّة أمينة ! هكذا فقط الإعلام إن تحدّث عن العراق اليوم ومنذ الاحتلال رغم عشرات الألوف من التفجيرات الدمويّة بما لا تُحصى ومن السرقات التريليونيّة والخطف والاغتيال سيكون هذا حديثه يرافقه أسف وامتعاض ودعوات “للمشاركة” و “تقارير إخباريّة” لقنوات ادّعت “الرأسماليّة الثوريّة” في الآونة الأخيرة ! وفقط يستوجب تسليح الحكومة لأجله ! , لكنّ ابن لادن والظواهري الخ ومن مجرمين دين سرعان ما تظهر “فعّاليّاتهم القتاليّة” ويشعل لهم الغرب وأميركا جميع الألوان من البرتقالي إلى الأحمر ما أن “يَگُحّ” بن لادن أو يضرط أبو حفصة أو يظهر تنظيم “إسلامي” تتلقّف الخبر فوراً فضائيّاتهم ا تمتلأ تحذيرات للمواطنين وللمجتمع الدولي المسكين يرافقها تحذيرات متواصلة لسفاراتهم محذّرين السفر لتلك المناطق “الخطرة!” مع دعم إعلامي ولا حديث إلاّ حديث الظواهري عن مبايعة نصرة وتكفير عبلة و .. الخ , وما أن يظهر تنظيم اسلامي مسلّح حتّى تمتلأ بأخباره نفس الفضائيّات, يعني حجج لتسويق هذا التنظيم عبر التحذير منه ! ووضعه على القائمة السوداء إن تطلّب الأمر , “داعش” لماذا انشغل بها الاعلام بدل أن يتجاهلها كما يتجاهل حرب الأنبار” ؟ , فالتجاهل كما هو معلوم في الحروب النفسيّة أحد أهم أسباب إفشال الخصم وهم ما يعملون عليه لوأد مطالب الأنبار رغماً عن أنف الأمم المتّحدة لتبقى المسكينة داعش بنت البلّورة المسحورة تُعرض في سوق المزاد الفضائي يوميّاً تستعرض حليّها وخصرها النحيل , رغم أنّ ما أعلنته هذه المنظّمة كان إسقاط فرض منها بعد تهجير مئات الألوف من الأنباريين اخترق الستار الحديدي للإعلام الأميركي الأهوج المضروب حول مجريات الأنبار , وأوباما يعلم جيّداً أنّ خطر الأنبار على وجوده في العراق عبر هذه الحفنة من عبدة المناصب والدولارات أكثر ممّا يجري في سوريّا , وإن عُرض بعض ما يجري في الأنبار فأشبه بعرض عن عالم الحيوان أو دعايات الجبس “المقرمش” ! .. السيّد المالكي على ما يبدو حفظ جيّداً درس ابن مرجانة أين يضغط ومتى ! .. إنّه المال الّذي أداخ به عشائر الكوفة ما أن فتح ابن مرجانة صناديق الذهب أمام كبار رؤوس عشائرها ! .. وما علاقة تلك بهذه ؟ .. الهيجان ضدّ البرلمان لأجل ماذا ؟ أليس لبّ موضوعه المال ! وكيف , أنّك ما أن تشعر بوجود مال في موضوع ما خُصّ به طرف على حساب طرف آخر فسينسى الجميع حتّى مأساة الحسين لأجل المال ! .. هاكم .. فبدل الخروج للتظاهر على الأقلّ احتجاجاً على قصف المالكي اليومي لمدن الأنبار وسفك دماء العوائل فيها وبدل أن يتأمّلوا في انتفاضة أهلها قد تكون خلاصاً للجميع وللتخلّص من دوّامة :” قائمة أحرار مكوّن متحدون رفض استقال كتلة علاّوي كتلة البخّة الذهبيّة الخ وكأنّهم في مهرجان عرس وابتسامات وعدسات وبدلات لامعة وأموال متدفّقة” وبدل ترجمة نخوتهم على الأرض لأهل الأنبار اتّجهت تلك النخوة إلى التظاهر ضدّ سرقات هؤلاء “المتبرلمين” على الشعب ! .. لقد ألغا المالكي عبر وسيطه اللّا إيراني من مناهج كتب التاريخ حرب العراق وإيران وحرب الاحتلال والغزو الخ ! والوسط والجنوب نائمون .. أتريدون دماء أبنائكم وتضحياتهم لأجل الوطن تذهب ادراج الرياح دون تدوين كما تُبدّد ثرواتكم آليّات وطائرات قرقوزيّة وحرائق وفساد وتكديس عقارات وتلال جزر وفنادق خارج العراق وحروب على الشعب لا تنتهي ! ..