23 ديسمبر، 2024 6:07 ص

لا أمريكا ولا اوربا واغلب دول العالم يهمها مصالحها وفائدة ابنائها وموقفها مع الاجماع الدولي ومخافة من الضرر ؟؟؟

لا أمريكا ولا اوربا واغلب دول العالم يهمها مصالحها وفائدة ابنائها وموقفها مع الاجماع الدولي ومخافة من الضرر ؟؟؟

أن أمريكا بنظامها الحالي لا يمكن أن تكون حكماً و لا يمكن أن تفكر بمصلحة الشعب العراقي، بل أنها حتى لا تفكر بمصلحة شعبها، أن ما تفكر به وما يهمها بالدرجة الأولى مصالحها ومصالحها فقط ومصالح الشركات العملاقة الكبرى والتي لا تفكر إلا بالربح والتي تلتقي مع المصالح الاستراتيجية للمؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة والدول الرأسمالية الأخرى.,.,., لنعود إلى بريمر الذي وضع الحجر الأساس لنظام المحاصصة الطائفية العفن في العراق، وأشاع الفساد الإداري، وذلك عندما شكل أول حكومة بعد سقوط الدكتاتورية، ولا زالت هذهِ البصمات نافذة المفعول، بل سببت المآسي والكوارث لشعبنا، فبعدها تشكلت القوائم السياسية للانتخابات على نفس الأسس المذهبية والطائفية، والنتائج أفرزت تناحرات حادة وكانت الحكومة التي تشكلت تعبيراً عن تلك الروح المتخلفة التي زرعت التناحر والتفرقة وأبعدت الروح الوطنية التي نحتاجها اليوم لبناءِ عراقٍ جديد، وهكذا كان حال الانتخابات الثانية فدخلت القوائم بنفس الروحية التي وضع أسسها المعتوه بريمر وهذهِ السياسة اليوم هي التي أخرت تشكيل الحكومة لفترةٍ طويلة، أن هذهِ السياسة وأعني بها الأصطفافات المذهبية والطائفية والتي زرعها نظام صدام المقبور وكان سبباً في خلق حالة من التفرقة بين أبناء الشعب الواحد وجعل شعبنا يدور بفلكها، قد أعاد بريمر بوضع حجر الأساس لها، والأنكى من ذلك أن القوى السياسية العراقية وقياداتها، وبدلا من أن تحارب ذلك وتنعش الروح الوطنية وتضع أسساً لعراق جديد على المبادئ والروح الوطنية، لجأت هي الأخرى للنهج ذاته وبهذا أختطت خطى صدام وبريمر، أن أكبر خطر يهدد العراق هو مرض الطائفية والتعصب المذهبي أو القومي وكذلك الفساد الذي أخذ يعشعش في الدولة الجديدة، فالعالم تخطى حتى الحدود بين الدول والتي كانت متناحرة وخاضت حروبا مدمرة لقرونٍ عديدة ونحن الآن نفكر بصيغة القرون الوسطى، فأي منطق هذا الذي يجري..؟

وكيف سنبني عراقاً جديداً…؟أن بريمر وأسياده يريدون أن يجعلوا العراق وربما العالم بأكمله عبارة عن فروع تابعة لهم، (كفروع محلات ماكدونالد)، ويعطون أدارتها لعملاء تابعين لهم يحاسبونهم يومياً عن الأرباح والخسائر، وهكذا لربما يحلمون بفرع في كردستان وفرع في الرمادي وآخر في البصرة وفرع في بغداد وهكذا. و نجد اليوم التدخلات الأمريكية والبريطانية والسفير الأمريكي بالصغيرة والكبيرة، وكان جاك سترو وزير الخارجية البريطاني محقاً بتصريحه، ((أن الدول التي حررت العراق (أميركا وبريطانيا) والتي خسرت أكثر من ألفي جندي وجاء منها 140 ألفاً للمساعدة في حفظ السلام، فضلاً عن الأموال الطائلة التي أنفقتها لها الحق في أن تكون لها كلمة)) . و يا ليتهم يرضون بكلمة فقط واليوم تتناحر القوائم الطائفية على المناصب المهمة، لا يهمها ما يعانيه شعبنا من ويلات والموت المجاني يتربص للجميع في كل مكان والحكومة عاجزة عن فعل شئ ورئيسها متمسك بالكرسي ولا أدري من أجل ماذا؟؟؟هل حقق لشعبنا الأمن…؟هل حاكم أعوان صدام والإرهابيين وأعداء الشعب…؟هل وفر الخدمات المعاشية الضرورية لشعبنا….؟فإذا كان الجواب بلا فمن أجل ماذا يريد البقاء…؟

أيها الساسة، الذين نجسكم بريمر وجعلكم طوائف وحصصاً لتتناحروا، تاركين شعبنا يموت على أيدي الإرهابيين والأمريكان وبقايا النظام المقبور، إذا لم تستدركوا أمركم وتلتفتوا إلى شعبكم وتسمعوا صوته وأرادته والذي أعطاكم أصواته مجازفاً بحياته، ستجدون أنفسكم تسبحون ليس فقط ببول بريمر بل في غائطه أيضاً، حينها لن ينفعكم أحد ولن يقف معكم أحد! غذوا الروح الوطنية وشكلوا حكومة وحدة وطنية حقيقية، وأبنوا عراقاً جديدا ديمقراطياً وأسسوا جيشاً قوياً وأجهزةً وطنية حقة لتقولوا للاحتلال وداعاً، واتركوا نهج المحاصصة الطائفية واللهاث على المناصب واختاروا من الكوادر العراقية التي تملأ الأرض والمعروفة بكفاءتها و وطنيتها ونزاهتها، بدون أن تقولوا هذا فلان من هذا المذهب أو هذهِ الطائفة، وليكن الخلاف على فلان أكثر كفاءة وأكثر نزاهة، حينها ستنظفون أنفسكم مما لحق بها من أدران.واذا (أداة شرط غير جازمة!؟ )مدحكم بريمر فأعلموا أنكم على خطأ…!

. لماذا يصمت العالم عما يجري في العراق؟ ومن المؤكد انكم تقصدون دول العالم وهي دول اوروبا ذات الثقل الاكبر في الامم المتحده او ما تسمى الدول الحكيمة؟؟؟( والنعم والثلاث تنعام- كلمن ملتهي ابجرح افاده ومشاكله ولا أهتمام لهم لغير ذلك ) إنهم صامتون لانهم يعرفون ما يجري في العراق منذ ٢٠٠٣ ولحد هذه اللحظة ويعرفون ما سيجري لاحقا. باختصار العالم او الدول الحكيمة لا يهمها الشعب العراقي بل يهمها فقط مصالحها. لكن ما هي مصلحة العالم في دوله عراقية كارتونية خربانة وشعب تعبان مع ان العراق دوله غنيه ولديه شعب طموح وعظيم؟ان اوربا او العالم كما ذكرنا يريدون عراق ضعيف خاضع وتحت وصاية او رعاية ايران او تابع لايران . وهنا اود الاشاره ان اوروبا وايران عقدوا صفقه بينهم او شراكه استراتيجيه تقضى بسيطرة ايران على العراق والاستحواذ على ثرواته ونفطه وقتل ابناءه المعارضين لايران وتدخل ايران في العراق.
اما لماذا هذه الصفقة ولماذا مع ايران؟ هذا السؤال وجهوه الى مجلس الشيوخ الاوربي او العالمي الذي يعتبر ايران ونظامها فرصه تاريخيه لن تتكرر. وايران لديها اهداف في المنطقة واوروبا والعالم لديهم نفس الاهداف لذلك نجد هذا الصمت. ونصيحتي للشباب العراقي المتظاهر انكم يا شباب إذا اردتم تحقيق مطالبكم والتي هي ابسط حق من حقوق الانسان فعليكم اقناع اوروبا اولا بالضغط على ايران لكي يعود العراق وطن حر وتعود لكم السيادة والقرار. لكن هذا للأسف لن يتحقق لان ايران واوروبا لن يتخلوا ابدا عن مصالحهم في الابقاء على عراق ضعيف يخضع لايران وللفاسدين.

لم يعد للعراقيين زعماء وقادة يمكنهم تطوير ايّ حقل وميدان يتولّون مسؤوليته .. ان كان للعراق ” دولة ” اليوم ، والدولة – كما تُعرّف – مجموعة مؤسسّات فاعلة ، يديرها اناس من المؤهّلين والنزهاء من الوطنيين الحقيقيين ليؤدوا الامانة نحو مجتمعهم ، ويخدموه خدمة عامة بإخلاص ليل نهار .. لما غدت “الدولة ” فاشلة ، ولما امست مهزلة ، ولما تراجعت الى الوراء .. ولما فشلت العمليّة السياسيّة التي ساهمت بها جوقة من الفاشلين الذين عدّوا انفسهم من السياسيين ( العتاة الدهاة ) ، وقد بوركت عمليتهم ضمن صفقة اميركية – ايرانية مفضوحة .. ان ما نسمعه كلّ يوم منذ ثماني سنوات من اخبار داعرة ، وفضائح مستهترة عن احداث يقوم بها مسؤولون ، ومراهقون من ابنائهم ، او اقرانهم من الطائفيين ، ناهيكم عن البدائيين والقتلة والمعتوهين والخونة والمنحرفين ، وغدوا يوما بعد آخر من اسوأ الحاقدين والمسيئين والمرضى النفسيين,سنين مضت ولم يزل الجهلاء يصفون ما يجري في العراق ، عمليّة ديمقراطيّة ،وحياة دستوريّة ، و شرعيّة سياسيّة ، او هناك ” دولة قانون ” حقيقيّة ! او هناك مجلس نوّاب حقيقي يؤدّي وظيفته كسلطة تشريعيّة تمثّل الشعب افضل تمثيل .. او هناك حكومة تعمل بكلّ نشاط وامانة وذكاء كسلطة تنفيذيّة في البلاد .. او هناك رئاسة عليا للعراق والرئيس العراقي لا يُعرف مصيره حتّى الان! فكيف بقي النظام السياسي يتمتّع بشرعيّة دستوريّة بلا رئيس ؟ ثم اين مبدأ الحصانة عندما يحاكم مسؤول كبير ويصدر الحكم بحقّه غيابيا وهو على دست الحكم ؟ وكيف ينكّل بنوّاب برلمانيين من قبل الحكومة ، وتهان كرامتهم ، وهم ممثلون عن شعب انتخبهم ؟ وكيف يُقصى البعض من العراقيين عن الترشيح للانتخابات القادمة ؟ ولكن يؤتى بأناس كانوا متهمّين بأشنع التهم لتشركهم في عمليتّها السياسيّة الكسيحة ؟سنين مضت ونحن نشهد رئيس حكومة يعدّ نفسه الرئيس التنفيذي الاول في البلاد ، وهو لا يعترف ابدا بكلّ ما تحفل به البلاد من مشاكل ، ولا بما ارتكبه هو وبعض وزرائه ومستشاريه من الاخطاء الجسام ؟ بل يختلق المشكلات ، ويلقي بالاتهامات على سياسيين معارضين ليلاحقهم وينكّل بهم سياسيّا واعلاميّا .. في حين يسكت سكوتا تاما على ما يقترفه مسؤولون ووزراء آخرون من جرائم وانحرافات واختلاسات وضلوعهم في النهب المنظمّ وصنعهم الخراب ، بل ويصمت ازاء ما يفعله اولاد المسؤولين الطائشين من استهتار وفضائح ، ويخرج على الناس ليتباهى بمغامرات ولده ؟سنين ورئيس حكومة لم يتعلّم شيئا من معاناة العراقيين ، ولا يعرف كيف يحكم ، او يدير اصغر الازمات ، ولا كيف يتخّذ القرارات ، وهو يشهد عقد الصفقات ؟.. ولا يرضخ لإرادة نوّاب او يستمع لمعارضين ، فيقف امامهم في المجلس ويجيب على تساؤلاتهم ، او يقف في ميادين المعتصمين ليسمع مطالبهم ؟ كان نوري باشا السعيد – رحمه الله – يحضر قبل النواب جلسات البرلمان ، ليجيب علي اسئلة معارضيه ويطلب نشر ما يقوله ويقولونه على الناس .. يبدو ان رئيس الوزراء اليوم لا يقوى على الاجابة على شؤون انهيار مؤسسّات الدولة .. ولما كان قد اتّخذ هذا الموقف ازاء برلمان ساهم حزبه وكلّ المتحالفين معه على انقسامه طائفيّا وعرقيّا ولا يمثّل ارادة وطنيّة للعراقيين جميعا ، فان الجميع بات لا يقيم وزنا للبرلمان الذي غدت له تقاليد مشوّهة ومؤسسّة هزيلة ، استندت الى عمليّة سياسيّة فاشلة والى دستور اضرّت بنوده بالعراق والعراقيين معا.
تتمثّل أوجه الضعف في دولة فاشلة كالعراق اساسا بوصول من ليس مؤهلا للحكم والسلطة والمسؤولية لاحتكار اغلب المناصب والمواقع المهمة في الدولة . لقد تطّور هذا الانحراف على ايديهم ، في حين ان المناصب ومكاتب صنع المشروعات والقرارات ينبغي ان يشغلها من يتمرّس في ادارة البلاد ، ومن له معرفة بالمؤسسة ، وخبرة طويلة في الوظيفة ، او كما يسمّى بتدرّج ( السلم الوظيفي ) ، سواء كان وزيرا ، او مديرا ، او رئيسا ، او مستشارا ، او قائد ميدان ، او حاملا للأركان .. لقد انهار هذا ” المبدأ ” ، وكنت اتمنى ان تحتفظ مؤسسات الدولة برجال اكفاء ، وخصوصا من وكلاء وزراء ومدراء اقوياء وموظفين نزهاء.. لقد انتهت التقاليد والاعراف ، فانتهت الدولة بنهاية مؤسساتها بأشكالها ومضامينها ، وان الضعف الحاسم الذي نشهده اليوم على مدى ثمان سنوات يمثّل في المقام الأول : الافتقار إلى الشرعيّة ، والشرعيّة ليست هي العدالة ، او ما يفرزه صندوق انتخابي ، وان المناصب المهمة في المؤسسات ينبغي ان تتّم على اساس المنافسة بين المؤهّلين ، والإدراك الجمعي للناس في المفاضلة والمقايسة بين هذا وذاك على اساس الانتماء والاخلاق والعراقة والكفاءة والثقافة المدنية العليا,المشكلة ليست يا اهل العراق بالحرص على عمليّة سياسيّة سيئة، والاستمرار فيها ، وكأنها ستأتي بالملائكة لحكم العراق .. وهنا اخاطب المرجعيّة الدينية التي تبقى في عزلة عما يجري في البلاد ، وفجأة تحرّض الناس على ابقاء العمليّة السياسيّة ، وكأنّها هي المنقذ للبلاد والعباد ! انها ويا للأسف الشديد ستبقى القديم على قدمه ، او ستأتي بأسماء اخرى لا تكون افضل ممّا هي عليه اليوم . وعليه ، فالمطلوب هو التغيير الجذري بتبديل العمليّة السياسيّة بالكامل والغاء الدستور والدخول في مرحلة وطنيّة انتقاليّة ومدنية جديدة بعيدا عن كلّ الوجوه الحالية واجراء محاكمات لكلّ المقصرّين في السياسة والحكم والادارة والوزارة والبرلمان ، في محاكمات عادلة لبدء مرحلة جديدة كما جرى في بلدان اخرى

لم يكن يوما أحد ضدّ الاحزاب الوطنية التي عملت على انقاذ العراق من التبعيّة والتخلّف وآمنت باستقلاله وأمنه وتقدّمه .. ولكنني ضدّ الاحزاب العقائدية والفاشيّة والطائفيّة التي قصمت ظهر العراق ، وفكّكت نسيجه الاجتماعي ، وجعلته يتهشّم ويعيش هذه الفوضى وهذا الانقسام البائس . ان تقلّد المناصب وحمل الدرجات هي لمن له مؤهّلات وكفاءات ، وتتحلّى بها شخصيّات نظيفة لها اخلاقياتها ووطنيتّها . ان السلطة ليست مجرد مقاعد في كابريهات يجلس عليها بعض الطائفيين التافهين الذين وجدوا انفسهم فجأة تحت الاضواء ، وهم بلا معرفة ، ولا خبرة ، ولا سير ناصعة ، ولا حسن سلوك ، وقد كُشف عن ارتباطاتهم المشبوهة ونزعاتهم السلطوية او الطائفية ان من ابرز العوامل التي ضيّعت العراق واهله تتمثّل بأولئك الذين جاءوا الى سدّة الحكم والادارة والسلطة في غفلة من الزمن ، فادخلوا تاريخ العراق الى كهوف مظلمة ومارسوا كلّ السيئات والموبقات ، واحالوا العراق الى خراب يباب وبدّلوا صور العراق الحضارية المتمدنة . ويدرك كلّ العالم بأنّ العراق لم يزل ينجب المبدعين والرائعين من علماء وشعراء وفنانين ومطربين ومثقفين ورياضيين .. فهل عقم العراق عن انجاب الساسة والقادة والمدراء والوزراء والقضاة والبرلمانيين ؟دعونا نسأل : بأيّ حقّ يتقلّد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ” وزير ” بلا شهادة عليا ( ويقال بلا شهادة دنيا ) ، بل انه حاصل على شهادة معهد معلمين . وعليه ، فليس له أي باع في الحياة الوظيفية ولا الاكاديمية ؟ سؤال مشروع ، ليس لأن الرجل لا يمتلك شهادة عليا مرموقة فقط ، بل لأن لا خبرة وظيفية او اكاديميّة تؤهلّه لقيادة هذا الميدان وضرورات انقاذه الحقيقية اليوم .. وبأيّ حق يتقلّد وزارة النقل ” وزير ” كان سابقا مجرّد نائب عريف ومارس دوره (…. ) المعروف بعيدا عن العراق ووزارة النقل . فكيف يتقلّد حقيبتها ؟ وما كفاءته ؟ ان ما قام به ابنه قبل ايام يعدّ فضيحة اساءت للعراق والعراقيين امام العالم بشكل مستهتر ؟لو ادرك هؤلاء حجم الاساءة لقدّموا استقالاتهم من مناصبهم ، فأين الاعتراف بتقصيراتهم واين مساءلاتهم ؟ ومتى سيشهد العالم محاكمتهم ؟ وهل نسأل عن مؤهّلات وزير الثقافة اليوم ؟ ما شأنه والثقافة ؟ حدثتني احدى النائبات العراقيات ان نائبا من حزب رئيس الحكومة اقترح اسم مثقف عراقي واكاديمي كبير مستقل ليكون وزيرا للثقافة كي ينهض بالثقافة العراقية ويرعى كل المثقفين العراقيين ، فما كان من ( دولة الرئيس ) الا ان امتعض ونظر الى تابعه شزرا .. فقلت لها مستطردا : ومن قال بأن ( فلانا) سيقبل العمل مع هذه الجوقة الطارئة ؟ ثقافتنا العراقية ليست تافهة ليمثلها وزير يحمل حقيبة فارغة ؟ لو سمح لي حجم المقال لسألت كل وزير عراقي اليوم عن سيرته وكفاءته ومؤهلاته .. ونسأله عن اسآءته وقرف صفقاته ! ابعد هذا وذاك من فصول المهزلة ، هل ثمة شرفاء من العراقيين يتهمونني بالإساءة الى الواقع (الجميل) الذي يعيشه كل العراقيين اليوم ؟

وتتصاعد وتيرة التظاهرات الشعبية العارمة التي شكلت روح وضمير الشعب العراقي وأتحدت جميع مكوناته وأصبحت أداة قوية راسخة ضد الظلم والتعسف الإجتماعي رافضة للعملية السياسية التي أصبحت تشكل ثقلا وكاهلا يرهق حياة وإستقرار المواطن العراقي ،وأدركت هذه الجموع البشرية الصادقة في عطائها وتضحياتها وإستمرار كفاحها عمق جذورها وإنتماءها الحقيقي لتربة وأرض العراق معبرة عن صيحة الحق التي أصبحت سمة واضحة في حياة العراقيين وكلمة تطلقها الحناجر الثائرة الرافضة للوضع السائد في بغداد وباقي المحافظات والمدن العراقية وأطلقت العنان لصيحاتها الجهادية في وجه الظالمين والمتجبرين من أدواتالعملية السياسية والعاشقين لها وفضحت توجهاتهم وإرتباطاتهم وألقت الأضواء على مكنوناتهم وتدافعهم لتحقيق مصالحهم الذاتية ومنافعهم المالية بعيدا عن حقوق وأمال الشعب العراقي بل أعطت الصورة الحقيقية التي طالما تخفت وراءها قيادات الأحزاب والحركات والكتل السياسية التي سعت طيلة (17) سنة من بداية الغزو والإحتلال الأمريكي للعراق على خداع وتضليل أبناء العراق الذين أدركوا حقيقة هؤلاء السياسيون التابعون لمشاريع دولية وإقليمية تسعى لتحقيق مصالحها على الأرض العراقية .

جاءت صيحات المتظاهرين والمنتفضين من الشباب الواعي المدرك المتلاحم مع كافة فئات الشعب المكافح الرافض للذل والخنوع والعبودية وسعى بمواجهة حقيقية ميدانية تصدت لها صدور وأجسام المتظاهرين الأشاوس الذين شكلوا مشاعل للحرية ووقودا لنيل الكرامة وإسترداد عزة وعنفوان العراق عندما تحدوا بكل عزيمة وإصرار العنف والتعسف الممنهج والرد القاسي الغاشم من قبل القوات الحكومية التي ساهمت في التصدي للجموع الحاشدة من المواطنين الشجعان الذين خرجوا مطالبين بحقوقهم والحفاظ على ثروات بلدهم والمناداة بالإستقلال السياسي الذي أصبح بيد الإحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني داعين للإنعتاق من الظلم والتعسف والاضطهاد اليومي رافضين الوجود المليشياوي للجماعات المسلحة الولائية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس الداعمين للمشروع السياسي الإيراني في العراق, جاءت الصيحات التي نادت بخروج هذه المليشيات ورفض التدخلات الإيرانية في القرار السياسي والأمني والإقتصادي ودعوة المتظاهرين لرفض هذه التبعية المذلة التي ساهمت حكومة بغداد في إتساعها وزيادة مساحة نفوذها بسبب تبعية هذه الحكومة والأحزاب السياسية الموالية للنظام الإيراني ،كما عبرت هذه التظاهرات عن حقيقة وانتماء الشعب العراقي وروحه الوضاءة المحبة للحرية وبروح عفوية وباتحاد وتلاحم شعبي أدى الى إحداث إختلال التوازنات السياسية والأمنية للحكومة وأفزعتها القدرة القيادية التي تمكنت من تحشيد هذه المجاميع الشعبية في ساحات وميادين العاصمة الحبيبة بغداد وباقي مراكز المدن والأقضية في محافظات الفرات الأوسط والجنوب العراقي الباسل وكانت مفاجأة أقضت مضاجع الدوائر السياسية والأمنية بل أوجعت جميع الكتل والأحزاب التي نظرت الى هذه التظاهرات بعين صغيرة فإذا بها تهابها وتخشاها بل تذهب الى معاداتها وتوجيه سهام الغدر لها وتوسيع دائرة القمع الممنهج ضد القائمين عليها والمشاركين فيها .

تميزت الإنتفاضة الشعبية التي إنطلقت في ميادين وساحات وأزقة ومحلات مدينة بغداد والمدن العراقية الأخرى بعدة صفات أهمها أنها جاءت من رحم الشعب العراقي ومعبرة عن حقيقة الغضب العراقي من العملية السياسية والمواقف اليومية لحكومة بغداد وعدم قدرتها على التعامل مع الأزمات التي يعيشها ويكابدها المجتمع العراقي في كافة الميادين ومنها موضوعة الفساد السياسي والإقتصادي الذي أصبح السمة الأساسية التي تتصف بها حكومة عادل عبد المهدي بل هي إمتداد واضح لجميع حكومات الإحتلال الأمريكي بعد التاسع من نيسان 2003 ، أي أنها تشكل إمتدادا واضحا لمشروع كبير يستهدف أمن وسلامة ومستقبل العراق بالعمل على إستنزاف ثرواته وضياع مستقبل شعبه وسرقة أمواله وجعل العراق ضعيفا بين الأمم والشعوب

ولكن هناك أمرا أكثر أهمية ووضوح هو خروج العديد من أبناء الشعب العراقي وبهذا الغضب العارم الذي أفصحت عنه الجموع الشعبية وعبر تنسيق شبابي على مواقع التواصل الإجتماعي للتعبير عن إحتجاجها على الفساد الحكومي والمطالبة بتنحية عادل عبد المهدي وجميع واجهات النظام السياسي الحاكم في بغداد الذي جعل القرار السياسي مرتهنا بأوامر النظام الإيراني وأدواته ووكلائه في العراق ،ولهذا فهي نادت بصورة صريحة وواقعية بإسقاط النظام السياسي والأحزاب والكتل السياسية الداعمة له وإعتبار هذا الهدف من أهم الركائز الأساسية التي خرج من أجلها المنتفضون ،فكان الرد من قبل القوات الأمنية مزيدا من العنف وإستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في إشتباكات متواصلة أوقعت العشرات من الشهداء والمئات من المصابين ومزيدا من المعتقلين بسبب المطالبة بحقوقهم ومناداتهم بإيجاد الحلول لأسباب البطالة والفساد وسوء إدارة شؤون البلد وضعف الخدمات العامة وعدم توفير فرص للعمل وتحسن الخدمات والتدهور الواضح في قطاعات التعليم والصحة والأمن والإعمار والبناء وتحسين البنية التحتية للبلاد…إتسمت هذه التظاهرات بشموليتها العفوية التي حاكت الضمير العراقي والوجدان الإنساني الذي إلتحم في وقت واحد وبصوت هادر انطلق من جميع المدن والمحافظات الجنوبية والوسطى ليعانق صدى صيحات الحق التي انطلقت من حناجر الشباب الثائر في بغداد وميادينها ،وفضحت هذه الإحتجاجات الأساليب المتبعة من قبل الأجهزة الأمنية في مواجهتها للجموع الغاضبة عندما أمعنت في توجيه أدواتها وأساليبها في التعنيف والإرهاب واستخدام جميع الوسائل القمعية في محاولة لوأد هذه التظاهرات وإيقاف الحشود الجماهيرية ومنعها من التواصل في انتفاضتها

رسالة امريكي صفعة للوجوه الكالحة من الحكومة العراقية والمسؤولين والاحزاب***أطلق الناشط الأمريكي، جون فيلسون، الأربعاء، تحدي “علبة الصودا العراقية” لنصرة المتظاهرين، داعيا منظمة العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش” للمشاركة في التحدي وقال فيلسون في منشور له اليوم (27 تشرين الثاني 2019)، إن “قنابل الغاز المسيل لدموع هي الطريقة المفضلة الجديدة لقتل المدنيين في العراق”، مضيفا “تخيل أن تضربك رصاصة بحجم علبة الصودا وتابع “إذا أحببت أن ترى قوة الإرادة البشرية بوجة اللاعدالة أنظر إلى الشباب العراقي الذي خرج للتظاهر بصورة سلمية منذ بداية تشرين مطالبين بالحقوق والعدالة وفي المقابل يواجههم النظام بالقتل بابشع الطرق وتحدي “علبة الصودة العراقية” أو “#IraqiSodaChallenge” هو وضع علبة صودة بحجم القنابل المسيلة للدموع قرب الراس والتقاط صورة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لتوضيح الفكرة عن حجم القنابل التي يتعرض لها المتظاهرين في العراق والتي غالبا ما تصيب اجسادهم وكان فيلسون قد ظهر في مقطع فيديو وهو يتجول في شوارع هوليوود حاملا العلم العراقي، لتعريف الناس على التظاهرات التي تجري في العراق وما يقابلها من أعمال عنف أدت لسقوط العديد من الضحايا بين صفوف المتظاهرين وأشارت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش في وقت سابق، إلى أن قنابل الغاز المستخدمة في العراق مميتة، وهي عسكرية، ويراد منها القتل وليس تفريق التجمعات وتواصل الحكومة استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، متجاهلة التحذيرات الدولية من تبعات ذلك على حقوق الشعب***زار نائب وزير الدفاع الامريكي للسياسة جون رود بغداد وأربيل يومي الــ 24 و 25 تشرين الثاني لبحث التعاون الأمني الأمريكي في المنطقة ودور الولايات المتحدة في التحالف الدولي لهزيمة داعش والتقى نائب الوزير رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ووزير الدفاع نجاح الشمري في بغداد، كما التقى في أربيل رئيس وزراء حكومة اقليم كوردستان مسرور البارزاني ونائب رئيس الوزراء قوباد الطالباني وبحسب بيان للسفارة الامريكية في بغداد، سلط نائب وزير الدفاع الضوء على الجهود المستمرة والرامية الى تعزيز الشراكات والتعاون في مجال الدفاع بين الولايات المتحدة والعراق وأهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق فضلا عن التعاون الثنائي المستمر دعمًا لعراقٍ موحدٍ وديمقراطي مزدهر وشجب نائب وزير الدفاع قتل واختطاف المتظاهرين والتهديدات التي تطال حرية التعبير ودوامة العنف الدائر، في الوقت الذي شدد فيه على دعم الولايات المتحدة للشعب العراقي الذي يكافح حتى ينعم بلده برفاهٍ لايشوبه فسادٌ وتدخلٌ أجنبي خبيث.

تطورُ الأحداث وتفاعلُها منذ يوم 25 تشرين اول 2019 وما تلاها لا يترك مجالاً للشكّ بشهادة الجميع على ثورة شعبية عارمة وانتفاضة وطنية عفوية من كافة قطاعات الشعب هذه المرة. فقد برز في ساحات الاحتجاج مؤخرًا، فئات من شباب عاطل باحث عن حقوق مشروعة ومن نخب اقتصادية وقانونية وأكاديمية ومن عامة الناس من كلا الجنسين ممّن ذاقوا الأمرّين وضاقوا ذرعًا على أيدي طبقة سياسية فاسدة لا تمتّ في أغلب شخوصها للوطن وأرضه ومصالحه أرادت إزاحته عن محيطه العربي الطبيعي وتعددية مكوناته التي تشكل فسيفساءَه الغني بتاريخه وحضارته.اليوم، تخرج نخب اقتصادية وطلابية وأخرى متوقعة غيرُها مشاركة وداعمةً للحراك الشعبي الذي يطالب بتنحي أحزاب السلطة وأركان الفساد ممّن ارتضوا أن يمسخوا ضمائرهم ويلوثوا أياديهم بالمال الحرام واستغلال البسطاء بحجة حماية الدين والدفاع عن المذهب والطائفة أو بحجة المظلومية السياسية والمذهبية التي أضحت شمّاعة للكثيرين ممّن تمتعوا بدعم فاسدي السلطة بامتيازات ومرتبات لا حدود لها. كلّ الذين ارتضوا ركوب مراكب الفساد وخيانة الوطن والشعب ومَن وقف في صفوفهم ممّن ادّعوا على طول مسيرة السنين السبع عشرة التي انقضت من عمر العراق والعراقيين، ومنهم المصرّون لغاية الساعة على سياسة التطبيل بقطع الوعود والتسويف والضحك على ذقون البسطاء الذين خسروا أغلى ما عندهم، مازالوا يحاولون بكلّ الطرق والوسائل قمع الانتفاضة الشعبية الصاعدة المتواصلة ووأد أحلام الشعب الثائر وحرمانه من حلمٍ ببسمة قادمة على شفاه الأبرياء وعباد الله البسطاء كي تشفي جراح الأمس المظلم بكل جرمه وكلّ فساده وكلّ سطوته.لقد صحا الشعب من جديد لاستعادة حقوقه وكرامته وفرحته وليعيد للوطن حضارته وقيمه وعروبته وللطفل والفتوة والشيب والشباب بسمتَهم المفقودة منذ عقود. ثورة شعبية عارمة بكلّ المقاييس تكفي لأخذ الدروس والعبر والاستجابة لجميع المطالب ولتحقيق أملها بضرورة رحيل أحزاب السلطة ومَن خاب ظنُّ الشعب بهم بعد الوقوع في فخّ إعادة انتخاب ذات الشلّة من زعامات الأحزاب وأزلامهم وأتباعهم من الذين تغوّلوا وتنمروا واستخفوا بالشعب وبحقوقه وبثروات بلاده بلا وازع ولا ضمير ولا حدود. ولا أعتقد بعودة الأوضاع بعدُ إلى حالة التهدئة والركون للوعود الرنانة ولأبواق الإصلاحات الترميمية التي لن تجدي نفعًا بعد اتساع مساحات الاحتجاج ورفع سقف المطالب التي لن تتنازل بأقلّ من استقالة الحكومة الهزيلة، التي عُرفت بحكومة بيع المناصب وتعزيز المحاصصة وتوزيع الإقطاعيات الربحية والنفعية على فصائل مسلحة وميليشياوية تمرّست واستأسدت وتغلغلت في عمق الدولة بدعم واضح من جهة مهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد.من هنا، فقد أيقن الجميع وفي مقدمتهم النخب الواعية منذ سنوات بأنّ الخلل يكمن في النظام السياسي القائم على المحاصصة وتقاسم السلطة والثروة والمناصب بين أحزابٍ جلّ همّها وكلّ غايتها السطو على مقدرات البلاد بحجة الدستور القاصر وغير الوطني الذي يعلم الجميع تضمينه فخاخًا قاتلة وقنابل موقوتة قابلة الانفجار في أية لحظة أرادها المحتل الأمريكي أن تكون أدوات قاتلة لعدم استقرار العراق والمنطقة بمكر الحاكم بريمر سيّء الصيت وأدوات الأحزاب والكتل التي راهنت على هذا الدستور لتحقيق مكاسبها والإبقاء على مغانمها ما شاء القدر. إنها أزمة نظام سياسيّ فاسد لم يعد للشعب قدرة على تحمّل المزيد من مفاسده وآن الأوان كي يقدّم أركان العملية السياسية اعتذارهم جماعيًا من الشعب ولخيانتهم لأمانة الوطن عبر احتقار شعب بكامله والاستخفاف بعقله بحجة حماية الدين والطائفة والقومية والمذهب. والأجدر بهؤلاء الركون لتلبية المطالب والتنحي بعيدًا عن الأنظار وللأبد والتمتع بالشجاعة الكافية لقول كلمة الحق بوجه الظلم وإزالة الغشاوة من العيون وقهر الخوف من قلوبهم والوقوف بوجه ميلشيات السلطة والفصائل المسلحة والجماعات المنفلتة التي تشكل الدولة العميقة في سلوكياتها وهي التي تقود عمليات القتل والقنص والترهيب والتهديد بحق المتظاهرين والناشطين والكتاب ووسائل الإعلام ومراسليهم بحجة اتهامها بالتحريض فيما هي تنشر الحقيقة وتطلع المواطنين والعالم على حقيقة ما يجري خلف الكواليس وفي الدهاليز المظلمة للجهات التي تريد قمع المتظاهرين بأي ثمن وبأية وسيلة بالرغم من تفاعل الشعب والعالم والأمم المتحدة مع الحق الشرعي لإبداء الرأي وفي التعبير وكشف الحقائق.لقد قال الشعب كلمته وهو مصدر السلطة بعد أن فقد الثقة والمصداقية بساسته وممثليه ممّن لعبوا بمقدراته وبعقله واستباحوا حقوقه المشروعة بوطن يتفيؤون تحت ظلاله الوارفة بأمن وسلام وطمأنينة. وإذْ خذلت الشجاعةُ مّن ائتمنوا على السهر على حقوق شعب العراق الطيب بطينته العروبية المجبولة بحضاراته العريقة من عهد بابل وسومر وآشور، ومرورًا بعهد إبراهيم أبي الأنبياء، فقد آن الأوان لكسر الأغلال واكتساح جحور الفساد والفاسدين والاقتصاص من كلّ مَن خرج عن طيبة عباد الرحمن وأثرى على حساب الشعب من دون وجه حق واستعادة أموال البلاد المسلوبة التي تقاسمتها أحزاب السلطة في دستور المحاصصة، ومن ثمّ استرداد الدولة لعقاراتها التي بيعت لهؤلاء بأبخس الأثمان أو سطت عليها حيتان الأحزاب والكتل السياسية وأتباعُها وأذياُلها من دون وجه حقّ. فالكلّ مثل الكلّ، عملوا في هذا الاتجاه الخاطئ وباعتراف صريح وواضح من العديد ممّن تولوا مسؤوليات في الدولة العراقية ما بعد الغزو الأميركي المقيت. فالفساد من دون شك، أصبح اليوم حديث الشارع وهمّ المواطن الأكبر الذي يتطلّع لصحوة حقيقية لأجهزة القضاء وأدواته في تشخيص الفاسدين ومحاسبة كلّ مَن تثبت إدانتُه بالأدلّة الدامغة في ضوء المتيسر والسائد والبادي للعيان من ملفات ووقائع وثراء فاحش غير مبرّر للكثيرين ممّن شاركوا أو كانوا جزءًا من العملية السياسية الفاسدة والفاشلة في عراق ما بعد 2003 وعبر تعاقب الحكومات الشيعية الطائفية المتعاقبة.إنّ صوت الحق لن يخفت بعد اليوم ولا يمكن ان يخفت البتة، طالما بقي نفر كبير من الفاسدين والمفسدين في البلاد أحرارًا من دون محاسبة ولا عقاب. أمّا محاسبة صغار الفاسدين، فلن يحلّ المشكلة ما لم تطال يدُ القضاء المستقلّ كبار الفاسدين وحيتانهم الذين يخشى البعضُ من رجاله التطرق لفسادهم وتشخيصهم والاكتفاء بتلميحات غامضة وكأنهم أشباح قادمون من الفضاء. فلو عاد حمورابي اليوم بمسلّته وقوانينه الوضعية الصارمة حفاظًا على حقوق مواطنيه، لأعاد للعراق هيبتَه وللشعب كرامته وللحكومة مصداقيتها وللمحرومين حقوقهم وللعلماء والمثقفين استحقاقاتهم المشروعة. وهذا ما نطمح إليه جميعُنا.قصارى القول، تحتاج البلاد إلى إعادة هندسة من أجل بناء دولة مدنية جديدة متطورة وفق المعايير الدولية وعلى أسس حديثة لمواجهة التحديات بالاعتماد على مهندسين أكفاء قادرين على تحمّل مسؤولية إعادة البناء الشامل، في الفكر والعقلية والتربية والعلوم، وما أكثرهم لو تمّ التعويل على كفاءاتهم الوطنية والعلمية والأكاديمية والبحث عنهم في بلدان الاغتراب وفي أسواق البلاد والساحات العامة.