من النواكب التي حلت في الواقع العالمي أن أصحاب القرار لا يعرفون إلا ما يبرر خطواتهم أيا كانت , فهم يتصرفون وفقا لمناهج معينة لا يمكنهم الخروج عنها , وإلا يتهمون بأنهم لا ينفذون الضوابط والقواعد السلوكية لموقعهم.
لا يعرفون الحقيقة , وعليهم تجميع ما يبرر سلوكهم مهما كان سيئا وخطيرا.
أصحاب القرار لا يريدون سيلا من المعلومات , بل معلومات محددة تعزز منهجهم وما يرومون القيام به , وللإعلام دوره في الخداع والتضليل والتمرير.
ربما سيستغرب البعض إذا قلت أن عجوزا في جبال نائية لديها معرفة وقدرة تحليلية وتبصرية , أكثر من أي فاعل في تمرير قرارات القوى الفاعلة في الأرض , لكنهم يقررون وينفذون رؤيتهم ويمتهنون الشعوب ويدمرون العمران وفقا لتبريرات منافية للواقع المستهدف , فهم يفترضون أنهم يعرفون , وهذا يعني أن الفرعونية متأصلة في دنيا البشر الذي يتسلط على البشر , وهي عاهة العصور وأم المصائب والويلات الجسام.
في مقابلة مع شخص من أصحاب القرار في إحدى الدول , أظهر أنه لا يعرف شيئا معقولا عن البلد الذي يعاديه , ويرى وفقا لنظرتهأن على البلد الفلاني أن يخنع ويركع وإلا سيباد , وكأن شعبه أرقام وليسوا من البشر.
فهل أن الدنيا بخير أم تحت سنابك الخطر؟!!
وحوش الغاب مغلقة رؤاها
إذا شاءت فلا ترحم عداها
فرائسها بها أكداس لحمٍ
تباغتها إذا جوعٌ دهاها
فمن بلغ التعنت منطواه
كأعمى في مواطنها أتاها