هو العاشر من شهر الاحزان ( عاشوراء) انه يوم ليس ككل الايام ولا ككل الشهور … انه يوم وذكرى استشهاد سبط الرسول وخير خلق الله سليل بني هاشم وابن بنت الرسول الاكرم ومن ال بيته الذي ذكرهم الله بقوله ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )…فقد سقط الحسين (ع) بواقعة الطف مضرجاً بدمه وسحقت جسده الطاهر حوافر الخيول وقطع راسه وسبي عياله …انها فعلاً مأساة وفاجعة كبرى … حيث لم تجاريها اي حادثة او مناسبه او حدث منذ بدأ الخليقه … فلم يسجل التاريخ القريب والبعيد اي حادثة شابهتها انها معركة الطف٠
عاشور لاشهر كشهرك …انت بحق شهر الحزن العميق والبكاء والنحيب على ابن بنت الرسول الاكرم …وبذات الوقت انت شهر تجديد العهد لمواجهة الطواغيت والدفاع عن القيم الانسانيه …وضد كل انواع الظلم في العالم ٠
عاشور يوم للتذكير والذكرى …ففي العاشر منه وقفت مجموعة من خيرة البشر انتفضوا ضد بني امية وخبثهم بهدف تصحيح نهج دين محمد (ص) ورسالة السماء وزرع قيم الاسلام الحنيف الحقيقيه كقوله (انما جئت لاصحح دين جدي ) لقد خرج الحسين مع اسرته واهله وثلة من اصحابه ليواجهوا جيشاً كبيراً اعد لهم في منطقة يقال لها (كربلاء) … مجموعة محدودة العدد تواجه جيش كبير لكن ابن بنت الرسول لم يرضخ لمطالب ابن زياد وشروطه …لان همهم ملذات الدنيا حيث قال اباعبد الله (ان مثلي لا يبايع مثله) وبهذا فقد واجه بثبات جيش المشركين …وقبل بالتضحية كقوله ( اذا كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني ويا رماح قطعيني) هذا الامام المعصوم الذي قال عنه الرسول الاكرم (ص)( حسين مني وانا من حسين ) ( احب الله من احب حسينا) انه بضعة رسول الله الذي توقع انه سوف يقتل عندما وضع الرمل بقاروره واودعه عند زوجته ام سلمه واوصاها ( اذا تغير لون الرمل للاحمر يعني ان ولدي الحسين قد قتل )٠
يحي المسلمون في جميع اصقاع العالم هذه الذكرى الاليمه …كونها نبراس المستضعفين والمسحوقين والبؤساء وكونها تمثل قضية انسانيه عادله … لكن وللاسف فقد اخترقتها بعض البدع الضاره التي تجذرت في جسد المناسبات وكان هدفها تشويه سمعة الدين وحرف الانشطه من خلال مناسبات لا علاقة للاسلام بها كضرب الرؤوس بالسيوف ( التطبير) واستخدام الزناجيل بعد ان تثبت بها سكاكين صغيره والسير على الجمر والزحف على البطون وغيرها من الافعال الغريبه والمدانه …وكأن الدين دين بدع … لانها تهدف الى تشويه المناسبة الجليلة …وتهمش وتغيب القيم التي ضحى الحسين المظلوم من اجلها ٠
اصبح من الضروري جداً والمطلوب من المراجع الدينيه والهيئات الحسينيه ان تقوم باجراء المراجعات وتقيم المناسبات في كل عام
وتتولى تصحيح الانحرافات …للمحافظة على سمعة الدين… وتحفظ الذكرى من خلال الشجاعة والجراة والمجاهره… وباعلى الاصوات بادانة واستنكار التصرفات والافعال الغريبه …وللعلم فان جمهورية ايران الاسلاميه مع كبر حجم سكانها فان حالة التطبير لم تقام (ممنوعه)…وكذلك في يوم العاشر من محرم يذهب رجال مملكة البحرين الى المستشفيات للتبرع بالدم
وبعد ان انتشرت وتوسعت شعائر عاشوراء واصبحت تقام في جميع انحاء العالم … فقد اصبح لزاماً علينا …التحذير من الايدي الخبيبه التي تعمل ليل نهار لتشويه القضية الحسينية وعاشوراؤها … وكأنها هرطقات وقشور لا علاقه للقيم فيها وهناك حديث يقول (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب وادعى بدعوى الجاهليه )و( لا يكلف الله نفس الا وسعها) علينا التمسك بقضية الحسين الشهيد ومناسبة عاشوراء كونها قضية انسانيه تخص البشرية جميعها… انها امانه بيد المراجع والهيئات الدينيه وذوي الاختصاص من الباحثين …للمحافظه على نقاء المناسبه التي يتجاوز عمرها اكثر من (١٤٠٠) عام وتتجدد سنوياً ويتزايد عدد المساهمين بها …فلا يوم كيومك يا عاشور … ولا فاجعة ماساة كماساتك يا حسين !!!!!