19 ديسمبر، 2024 12:51 ص

لايجري على الله ماهو اجراه..غفلة الملحدين

لايجري على الله ماهو اجراه..غفلة الملحدين

عبارة يرددها فلاسفة ومتكلمو المسلمين منذ زمن بعيد ..تعني انك لايمكن ان تطلب من الخالق ان يلتزم بقوانين المخلوق ..والا اصبح منطقك عبثيا باطلا ..والملحدون طالما انكروا وجود خالق مدعين ان هذا الخالق كيف وجد من لاشيء وباي زمن …وفاتهم ان الانبعاث من كينونه مسبقه وحدود الزمن انما هي قوانين تجري بها الدنيا والمخلوقات ..وهو -مبدع الدنيا والاكوان- وضع تلك القوانين ليسير بها خلقه ..بل ولولاها مااهتديت اليه اذا كنت ذا عقل راجح …ويقولون كيف يكون ازلي او ابدي ..فليس هناك -عقليا – شيء ابدي او ازلي ! بعد ان كانوا في معرض ادعائهم ان لاخالق للكون ولعدة قرون يقولون ان الكون ازلي اي لابداية له ! ..ثم لاخالق له ..قبل ان يثبت العلم بطريقة ما نظرية الانفجار الكبير .. وهذه قوانينهم التي يريدون ان تجري على خالقهم وخالقها ..وهم يريدون ان يثبتوا بالعلم كل شيء ..وهاهو العلم منذ صار الى اليوم لم يجب على الاسئله الاهم والاكبر (لماذا نحن هنا وكيف جئنا والى اين ذاهبون وماذا بعد الموت ) وما استحصلوا ذلك بالعقل ايضا ..فعدم العلم ليس علما بالعدم ..عدم علمنا بوجود دليل على شيء ..لايعني مطلقا ان لدينا حقيقه علميه بعدم وجوده ..فكثير من الحقائق العلميه كانت (عدما) يوما ما في نظر البعض ..
الله لايشترك مع المخلوق في التكييف او الخضوع للقوانين ..”ولايحيطون به علما ” ..”وليس كمثله شيء ” ومن ذلك تكييفهم للصفات ليتخذوا منها جدلا حول وجوده سبحانه ..تقييد الله بافعال خلقه جريا على ماتظنه عقولهم …فالله يُجري في الزمان مايريد وكيف يريد ولايَجري عليه الزمن لانه خالقه ..وممن ارتد عن الدين ليذهب الى الالحاد بزعمه ، بعد ان وجد شبهات لا يصح ان تكون لله من مثل مجيئه او نزوله ليلا الى عباده ..يريدون ان يكيفوا صفة المجيء او النزول وهذا من الجهل ومحاولة الزام الله بقوانين خلقها لخلقه ..فهم يظنون ان الله عند الاديان او الاسلام ليس منزها ..فهو يجيء وينزل ..وهنا ولان المخلوقات تجيء بزمن معين فعلى الله ان ياتي بزمن معين ايضا ! فاذا قال الحديث (ان الله ينزل الى عباده في الثلث الاخير من الليل …) قالوا ولكن العلم اثبت ان الليل في مغرب الارض هو نهار في مشرقها ..فكيف ينزل الله على قوم دون اخرين !! ذاك ان الواحد منا اذا فعل شيئا في الساعة من النهار فلايمكن ان يفعل غيره في نفس الساعه في مكان اخر من اقصى الارض ..فيجرون على الله مايجري عليهم ..ولكن الله له مطلق القدرة ان يجري في الزمان ماشاء وبما شاء وكيفما يشاء ..ولايمنعه مانع ..فاذا نزل على عباده (خلقه ) في ليل فهو انما ينزل في الليل الذي هو خلقه لعباده ..وبالكيفية التي هو يعلمها ولانعلم عنها الا مااخبرنا وصدقناه ايمانا ،
إجبار الله على اتباع قوانين نعرفها ولايمكن خرقها عندنا ادى بسبينوزا ومن بعده اينشتاين الى قضية وحدة الوجود ..وان الخالق هو ذات القوانين التي تحكم الكون ..واصل عقيدة الاديان التي جاء بها الرسل ان الله منفصل عن خلقه غير حال فيهم ..ولما اثبت علميا ان الكون له بداية ، الغيت وحدة الوجود التي ادعاها هؤلاء الفلاسفه وغيرهم ..واضطر ذلك اينشتاين الى محاربة ميكانيك الكم التي تثبت للخالق انه منفصل عن خلقه ولايجري عليه مايجري عليهم ..وهو لايستطيع ان يتصوره الا باطار الحتميه وليس الاحتماليه التي تنادي بها ميكانيك الكم والتي هي عقيدة الدين حيث ان العالم احتمالي …فكل شيء محتمل (داخل نظام عام ) ولكن الذي يريده الله يُمضيه او على الاقل ان الذي يثبت هو بعلم الله وقوانينه (فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ) ..
يعتقد نيلز بور أن الطبيعة عشوائية بشكل أساسي ولذا فقد قال لاينشتاين انك لاتستطيع ان تفرض على صانع الكون كيف يتصرف بكونه على العكس من اينشتاين الذي قال مخاطبا بور إن الاله لا يلعب النرد مع الكون..لذا انكر اينشتاين الاله اخيرا ..مفضلا ان لايؤمن بنظرية الكم التي لم يكن له قبل بدحضها ..حتى عندما حرر وزملاؤه بودولسكي – روزين الذين دعموه فخسروا معه امام نيلز بور..فالناموس لايبرر ايجاد نفسه فانك ستحتاج الى فاعل له ..فاذا لم تتوقف عند موجد لايحتاج الى من يوجده ، دخلت في التسلسل العبثي الذي لاينتهي ..واذا كل شيء احتاج لموجد (كما يريدون ان يجروه على الله ) لما وُجِد شيء على الاطلاق ..ولكن الدين اجاب عن السؤال الكبير وحل المعضله التي عجزت وستعجز عنها الفيزياء ..وهو وجود خالق اول واجب الوجود ..ليوجد كل شيء كما يريد ..اما الملحدون فيقولون ان القوانين هي التي خلقت العالم بينما حتى سبينوزا واينشتاين كانوا يؤمنون بوحدة وجود على طريقة بعض الصوفية المسلمين …وحدة وجود او حلول الالوهيه في الناسوتيه او الخلق ..فلم يكونوا ملحدين بهذا المعنى ولكن ايضا عندما اصطدموا بنظرية الكم الاحتماليه قاد احدهم الامر الى الالحاد ..ذاك انه اراد ان يجري على الله ماهو اجراه .