هذه الأهزوجة، لاتنتهي وترهم على كل زمان ومكان وعلى كل شخص، لقد تعودنا على صناعة الرمز(الكارتوني)، نحن نعشق الأشخاص بينما نبتعد عن تقييم الأداء، يرتفع صوت المطبلجية والمهوسجية في الأزمات وتراهم يصنعون مايصنعون ويحولون السيء الى نبي ويحولون الأسود الى ابيض.
يدخل وزير الى مقر الوزارة التي يعمل فيها بعد يوم من استجوابه فيستقبل كالفاتح المنتصر ويردد الموظفون والعاملون في الوزارة علي وياك علي حيث يتحول الاستجواب من استجواب الوزير الى استجواب الوزارة وهذا ليس عدلا ولا انصافا ولا قانونا ان يقحم الموظفون أنفسهم في استجواب وزير فيربطون مصيرهم بمصيره! .
لن ننتهي عند ذلك، يذهب زعيم سياسي الى قرية ليس فيها ابسط مقومات العيش، فيستقبله اهلها علي وياك علي وترتفع له رايات التمجيد والتقليد والترميز وهو يدخل عليهم بقوة جرارة وجكسارات لا اول لها ولا اخر لكنهم ايضا يرددون علي وياك علي ولايفكرون ان يطالبوه على الأقل بتوفير ابسط مقومات الخدمات.
ليس هذه دعوة الى ملاحقة من يزور المحافظات او الجامعات كما ينتهج مؤيدو قوى سياسية معروفة او عدم استقبالهم ، بل ان الواقع يفرض الاستقبال الطبيعي من دون ترميز ومن دون تصنيم ومن دون أهازيج ومن دون الدعوة الى ان يقف معهم علي عليه السلام.
في المجتمعات الغربية المتقدمة عنا في الديمقراطية ليس هناك استقبال لشخص سياسي بقدر الاهتمام بخطابه وملاحظة هذا الخطاب ومدى إمكانية تطبيقه على ارض الواقع من دون مهوسجية فتجد( المواطن الاميريكي ) يحتفي بما يقوله ترامب على سبيل المثال لا بشخص ترامب.
الخطاب اهم الاشخاص، الأشخاص يذهبون وعلي لن يقف مع احد لايشبه صفاته ولا تواضعه ولازهده ولا عدالته ولانبله، علي وياك علي، علي يقف مع أبناء الصفيح الذين سرقهم كبارهم ويبكي ويتوجه قلبه على طفلة نازحة بلا حليب او لعجوز لم يحصل على راتبه التقاعدي او ليتم لم يتمكن من شراء ملابس المدرسة او لجندي يقاتل داعش او لأرملة تعمل بسرف ونقاء هؤلاء يمكن ان نقول لهم علي وياكم علي، اما جماعة الجكسارات والقصور والجوازات الدبلوماسية والساكتين في المنطقة الخضراء هولا يحتاجون ان يقف معهم علي اصلا.
علي أفضل منا ومنكم فلاتقحموه في التصابي السياسي، لن يقف علي مع احد من هؤلاء أبدا، ولاتظلموا الرجل وهو في مرقده، لايريدنا علي ان نكون (لواحيك) وماسحي اكتاف بل يريدنا مطالبين شجعان متمسكين بأخلاقه وأدبه وان تكون مطالبنا لاتخرج عن اللياقة العامة ولا عن القانون ولا نتحول الى برابرة ومشاغبين.
لاترددوا علي وياك علي لأحد لقد وقف كل العالم معهم في يوم من الايام ولم يبنوا جسرا ولامدرسة والمستشفى ولاجامعة وبقوا وراء خلافاتهم وجيوبهم لاهثين راكضين.
علي يقف مع الجباه السمر التي تحرر الارض، علي يقف مع كل متواضع حصيف مع كل سياسي يشعر بعدم راحة الضمير عندما ينام على الوسادة ويشعر بالتقصير علي لن يقف مع المترفين اكثر من المعقول ولن يكون سند الظالمين أبدا … اتركوا علي وطالبوا بحقوقكم.