23 ديسمبر، 2024 3:01 ص

لاقواسم مشترکة للمنطقة مع إيران

لاقواسم مشترکة للمنطقة مع إيران

ليست هناك من سياسة تثير السخرية و الاشمئزاز و القرف کما هو الحال مع السياسة الايرانية تجاه دول المنطقة، ففي الوقت الذي تزعم فيه طهران بحرصها على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و إلتزامها الکامل به، فإن القاصي قبل الداني يعلم بأن العامل و السبب الاکبر لعدم إستتباب السلام و زعزعة الامن و الاستقرار، يعود للتدخلات الايرانية في المنطقة و التي کان آخر من أعلن تمسك إيران بهذه السياسة و عدم تخليها عنها، الرئيس روحاني الذي کان البعض يراهن عليه بأنه معتدل و لايقبل بهذه السياسة و يسعى الى تغييرها!
إيران التي تعبث بيمناها بالسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، فإنها و من دون أي خجل تمد يسراها لدول المنطقة من أجل العمل على ضمان السلام و الامن و الاستقرار فيها، وهي بذلك تسعى لممارسة المتمويه ليس على دول المنطقة فقط وانما على المجتمع الدولي من أجل التغطية على دورها المشبوه الذي صار يثير حتى بلدان الاتحاد الاوربي التي طالبت مٶخرا إيران بالکف عن تدخلاتها الى جانب التخلي عن برامج صواريخها البالستية.
ليس أمام المرء سوى الضحك و السخرية عندما يطالع ماکان قد أکد عليه المتحدث الرسمي بإسم الخارجية الايرانية مٶخرا من أن مصر لم تلعب دورها بشکل جيد في تأمين إستقرار المنطقة واصفا سياسات القاهرة بأنها خاطئة مستطردا بأن هناك قواسم مشترکة عديدة بين إيران و مصر. هذا الکلام الذي يفتقد الى الصدق و عبارة عن کذب من أوله الى آخره، يتم إطلاقه في وقت يضيق الخناق فيه دوليا على إيران و يجري الترکيز على سياساتها المثيرة للشبهات في المنطقة و على برامج صواريخها الى جانب وضع الاتفاق النووي من جديد تحت المجهر لکون إيران لاتلتزم به.
نحن لاندري عن أية قواسم مشترکة يتحدث قاسمي هذا بحيث تجمع بين إيران و مصر أو أية دولة عربية أخرى، خصوصا إذا ماأعدنا للذاکرة ماقد فعله نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في فترة حکم الرئيس السابق محمد مرسي، حيث قام بتدخلات مشبوهة من أجل ترسيخ حکم الاخوان في مصر و هو ماأثار القوى الوطنية و الجيش المصري فألقمت النظام الايراني حجرا بأن أنهت حکم الاخوان، واليوم عندما يعود هذا النظام للحديث عن دور بلد عربي معروف بمواقفه المبدأية الصريحة من دعم الاستقرار و الامن و الاسلام في الشرق الاوسط عموما وفي الخليج خصوصا، فإنه يريد کعادته اللعب بالکلمات و ممارسة الدجل و الخداع عبثا و من دون طائل، وليس هناك أية قواسم مشترکة بإمکانها أن تجمع دول المنطقة بهذا النظام ولکن في نفس الوقت هناك الکثير من القواسم المشترکة التي تجمع بين بلدان المنطقة و بين الشعب الايراني و قواها الوطنية المتطلعة للحرية و التغيير و المتمثلة في المقاومة الايرانية، وهذه هي الحقيقة التي يجب على هذا النظام الانتباه لها جيدا!