إن الإحتلال الأمريكي الغربي الصليبي للعراق كان الوسيلة التوسعية السافرة لتحقيق أهداف الإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط ، والتي تمثلت في السيطرة على منابع النفط للتحكم بالاقتصاد العالمي، والإستحواذ عليه ، وضمان إستقرارها ، وإستمرار تفوقها، ونمو شركاتها ، وفرض هيمنتها على العالم، وضمان مصالحها الاقتصادية المستقبلية لكي تكون شرطي الوحيد في العالم ، إما هدفها الإستراتيجي الآخر فهو حماية مستوطنة إسرائيل، وضمان أمنها وتفوقها ، من هنا جاء التحالف المصيري بين الكياني الصهيوني والإمبريالية الأمريكية ليضع مشروعاً لتحييد العراق وثم احتلاله ، فقد كان العراق البلد العربي الأكثر أمتلاكاً لمقومات القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية بعد إنتهاء الحرب العدوانية الإيرانية ضده، كان سنداً مانعاً للدول المنطقة وأقطار الخليج العربي وللقضية الفلسطينية، فهو النظام العربي الوحيد الذي كان يعادي الكيان الصهيوني والأمريكي ومشروع العجم الإيراني في المنطقة في الوقت نفسه، ولا مناص من تصفيته والقضاء عليه ، فكان حاكم إمارة آل الصباح الصهيوني ولكن بلباس عربي أحد أدوات هذا المشروع وما زال لغاية اليوم، ثم دمرته بالحصار الاقتصادي الظالم المحكم براً وجواً وبحراً، الذي أستمر 13 عاماً والذي يعتبر أقسى حصار بالعالم ! ومن ثم سعت لدميره وإزالته كلياً بيد أذناب المحتل في منطقة الغبراء.
وهذا الأسلوب الذي يهدف إلى هيمنة الإمبريالية الأمريكية وسيطرة طبقة رأس المال العالمي والصهيونية العالمية وهذا ما يقوم به الإعلام الغربي في تشويه إجتياح الروسي في أوكرانيا التي تحصل على دعم حلف الناتو بهدف تحويل أوكرانيا إلى قاعدة أمامية لحلف الناتو على البوابة الغربية لروسيا، والهدف الإستراتيجي للإمبريالية الأمريكية وحلف الناتو هو تقسيم روسيا إلى دويلات. بعد أن فشلوا في مؤامرتهم في تقسيم العراق إلى دويلات والأنتقال في مؤامرتهم مع التنظيمات الإرهابية إلى آسيا الوسطى. ما زالت تخوض الطغمة الحاكمة في الويلات المتحدة الأمريكية بشكل هستيري، حروباً هجينة تهدف إلى الدفاع عن موقعها المهيمن في العالم، وهي إلى جانب حلفائها المتذيلين مستمرة في محاولات يائسة لعكس عقارب الساعة إستهدفت بشكل واضح الصين في أواخر عهد
أوباما ومن ثم دونالد ترامب، وحتى مع إدارة جوزيف بايدن، بأعتبار بكين المنافس الاقتصادي والتكنولوجي الرئيسي لها.
علماً أن صراعها التاريخي مع روسيا يتجدد بأوجه حرب باردة أخرى توازي في ثقلها أزمة الصواريخ الكوبية، وخطر المواجهة النووية آنذاك، على أعتبار جمهورية روسيا الأتحادية وريثة الأتحاد السوفييتي السابق، هي القوة الرئيسية المضادة للتوازن، وهي تقاتل لمنع وصول الناتو إلى حدودها، وتطويقها عبر أوكرانيا وجورجيا وبولندا. مع العلم أن الغرب إنتهك وعوداً قدمها لموسكو، إثر إنهيار وتفكيك الأتحاد السوفييتي، كانت تقضي بعدم توسيع حدود حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتشمل دول أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفييتية السابقة. والخارجية الروسية أكدت مراراً أن على الويلات المتحدة الأمريكية إغلاق الباب رسمياً أمام كل من أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف بعد تلقيهما وعداً بذلك عام 2008، لأجل المصالح الأساسية للأمن الأوروبي. وأكدت أنه من الضروري التنصل بشكل رسمي من قرار قمة حلف شمال الأطلسي عام 2008 في بوخارست. لأن الحلف عبر دعم تطلعات أوكرانيا وجورجيا وغيرهما، ينتهك المبدأ الأساسي لجميع الدول المنضوية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بعدم تعزيز أمنها على حساب أمن الدول الأخرى. ولكن يبدو أن الويلات المتحدة الأمريكية مصرة على تعزيز هيمنتها وأمنها على حساب أمن الجميع.
فقد وجد الأمريكيون ظروف مناسبة لتحقيق أوهامهم في هيمنة على العالم بعد غزو واحتلال العراق، وما خلفته من وصمة عار نتيجة ما فعله المحافظون الجدد وقتها، منظرو الحرب من صقور الجمهوريين ، بل هي سياسة ثابتة إذ كان جمهوري أو ديمقراطي في تشريعها ودعمها للحروب ومزيد إشعال فتيلها، أخذت سياستهم الخارجية تدخل حقبة من تقطيع البلدان على شكل تقطيع التفاحة إلى قطع صغيرة لسهولة السيطرة والهيمنة على العالم وبعد العراق بدأت بالدولة الروسية الأتحادية حيث أصبحت بين فكي كماشة أوكرانيا من جهة وحلف شمال الأطلسي (حلف الناتو) من جهة أخرى والمخابرات الأمريكية لكل ما يعمله ويقدمه لهم زلينسكي وحكومته والاعتداءات بالقصف المستمر على جمهوريتي دانيسك ولوغانسك ذات الحكم الذاتي والتي تقطنها أغلبية روسية، مما حدى بالقيادة الروسية تدارس الوضع الذي يشتد خطورة يوم بعد آخر، وخرجوا بقرار سمي (بالعملية العسكرية الروسية الخاصة) لذا نرى كيف تم تحريك عميلهم الصهيوني زيلينسكي وحكومته لتنفيذ مخطط الإمبريالية الأمريكية وحلفائها المتذيلين، بدوره كأداة ووظيفة، لا يمتلك خياراً مستقلاً بالخروج من عباءة نظام الإمبريالي الأمريكي وحلفائها المتذيلين وحلف الناتو، ووجوده طرفاً أصيلاً في أرض المعركة،لإضعاف وتمزيق روسيا الأتحادية وتجريدها من القوة والسلاح وبعد ذلك تبدأ بالصين بعد إضعافها وتمزيقها وتجريدها من التقدم التكنولوجي والسلاح تنتقل إلى كوريا الشمالية إضعافها وتمزيقها وتجريدها من القوة والسلاح ونهاية هذه تؤدي إلى تساقط جميع الدول كأحجار الدومينو واحدة تلو الأخرى السؤال هو: هل ستعي أقطار العربية وجامعتها العربية تلك الحقائق البسيطة أم تبقى أسيرة لإمبريالية الأمريكية؟ وبصراحة محنتنا نحن العرب مع ملوك ومشايخ الخليج وجامعة الدول العربية التي عجزت وتبقى عاجزة عن الدفاع عن حقوق العرب في كل المحافل .
الأزمة التي بدأت في أوكرانيا منذ 2014، جاءت نتيجة للعقلية الغربية التي تؤمن أساساً بأنها تمتلك العالم. ويمكنها اخبار الدول الأخرى بما يجب القيام به. ومتى أن تتفادى أمريكا عبر حلفها الأطلسي الإصطدام مع دولة نووية عظمى مثل روسيا، حينها غير تفاقم الأمور، وتوقع كل الاحتمالات بما فيها اضطرار موسكو لتفعيل أسلحة إستراتيجية خطيرة. والاحتمال الأخطر هو الصدام المباشر مع الناتو.
اليوم أوروبا بأكملها مهددة أمنياً وأقتصادياً بفعل إنجرارها في دعم سياسات الويلات المتحدة الأمريكية وصراعها مع روسيا على الأراضي الأوروبية ، الويلات المتحدة متورطة مرة أخرى في أزمة من صنيعها إلى حد كبير، وتصر على المضي في حرب بالوكالة على الأرض في أوكرانيا ضد روسيا الأتحادية، توازياً مع الحرب الاقتصادية التي تشنها على أكثر من صعيد. سواء مع الصين أو موسكو أو غيرهما. مع نشوء اتحادات سياسية، عسكرية واقتصادية. تجد الويلات المتحدة الأمريكية صعوبة في أن تهضم حقيقة تراجع تفوقها المطلق في المجال الاقتصادي، وكذلك المجال العسكري. ولا يهم واشنطن أن تستنزف أوروبا في معركة تخرج منها بحصيلة اقتصادية من شأنها التقليل من مشاكلها الداخلية ضمن إستحقاقات المنافسة العالمية مع الصين وروسيا. هذه نتيجة لعقلية الهيمنة لدى الويلات المتحدة والمعسكر الغربي كله، كل الدول في النظام الدولي الحالي تسعى لامتلاك القوة من أجل منافسة الدول الأخرى، بل يتمثل هدفها الأساسي ليس فقط في تعظيم قوتها، وإنما منع الدول الأخرى المنافسة من أمتلاك القوة، أو على الأقل إستنزافها والتقليل من قدراتها. صراع تموقع وأمتداد نفوذ يشكل هاجساً لإمبريالية الأمريكية ، لخصه جون بولتون مستشار الأمن القومي، في أيلول / ديسمبر 2018 عندما أشار إلى أن السياسة الجديدة للويلات المتحدة الأمريكية تهدف إلى تحدي ممارسات الصين وروسيا الساعية إلى الحصول على ميزة تنافسية في أفريقيا وغيرها. والتأكيد على مواصلة النهج الأمريكي المتمثل في المبادرات العسكرية والتجارية وتقديم المعونة، لتطوير شراكات اقتصادية وسياسية وأمنية في جميع أنحاء القارة الأفريقية. ولكن صلاحية مؤسسات القطب الواحد، وعصر الأمركة قد تلاشى، وفي إندحار بارز، مع ذلك يبدو أن الهيمنة الإمبريالية الأمريكية ستستمر في غطرسة أنها لا تزال موجودة، بأشكال مجنونة وأنتحارية حتى. وقد تكون المواجهة مع الصين أفدحها وأثقلها على العالم وعلى الشعوب. كأن الويلات المتحدة الأمريكية تريد أن تبقى إمبراطورية عند الطلب، على نحو التوسع والطموح الإمبريالي عبر قواعد وأشكال مختلفة لعل أبشعها إستخدام القوة المفرطة خارج معايير الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية. مثلما فعلت في حرب فيتنام ويوغسلافيا والعراق وأفغانستان وغيرها. ورغم تاريخها الأسود المشؤوم الذي يشهد على حجم هائل من الجرائم والإنتهاكات، ما زالت تتفاخر بمبادئها الديمقراطية وثوابتها الإنسانية ومواقفها المناهضة للاستعمار. وتقول بأنها تدافع عن أوكرانيا من موقع الالتزام بالدفاع عن الدول المستهدفة، وهي تتناسى أنها أكبر نظام إرهابي دموي في تاريخ العالم التي بنت على عقلية شن الحروب والعقوبات والإرهاب هل ينسى الشعب العراقي إحتلاله لبلاده من دون وجه حق وقتل ملايين من الأبرياء عندما أنهت ومحت بلد كامل عمره أكثر من 7000 سنة بحجج واهية لا أساس لها من الصحة وحتى مجلس الأمن والأمم المتحدة لم يجدوا أي مبرر لغزو العراق وأحتلاله؟!، بل أباحت للعالم كله أن ينهب ويسرق كل ما في هذا البلد من خيرات وثروات منذ الأحتلال الغاشم ولغاية اليوم !، وزرع الفتن كي يتعزز النفس الطائفي المقيت في البلاد، والحروب الأهلية والأقتتال الطائفي، و”فدرلة” العراق التي أدت لتفكيكه، وتحويل البلد إلى مقتلة بالجملة، وإلى مرعى لفساد طافح، لم يشهد العراق له مثيلاً في كل تاريخه الحديث، والأهم، أن معنى الوطن أو الوطنية في العراق، ذهب بلا عودة حتى تاريخه، وتوالت أحزاب والرؤساء ورؤساء الوزارات من عملاء وخونة ومرتزقة غير المؤهلين والفاشلين والمزورين والمحتالين والجهلة وسراق المال العام وإستكملوها بعملية إجتثاث الكفاءات الوطنية المخلصة،ضمن خطة مدروسة لمحاربة كل ما يمت للوطنية بصلة، وتحطيم الدولة وشل مؤسساتها التشريعية والقانونية. والحصيلة: إشاعة الفساد الأداري والمالي، والرشوة، ونهب ثروات العراق، وتدمير الصناعة والزراعة والتجارة، والحط من التربية والتعليم، وتردي الخدمات العامة، وفي مقدمتها الصحة والكهرباء والماء صالح للشرب، وتفاقمت معدلات البطالة والفقر والتخلف والأمية، بدلآ من إعمار البلد وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين وتأمين الحياة الحرة الكريمة والعدالة الإجتماعية. هؤلاء الحثالات الذين نصبهم الحاكم الأمريكي المؤسس بول بريمر، بلا معنى وطني جدي ملموس وحتى أخلاقي ملموس، يستنزفون عشرات مليارات الدولارات إلى جيوبهم، أيضاً تصب في خزائن نظام “آيات الفتن والشر” الصفوي الإيراني، لإنقاذه من عقوبات الأمريكية والغربية وإنقاذ حزب الضاحية الجنوبية في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، وبينما يذهب العراقيون بغالبهم إلى دوامات الفقر والخوف والمخدرات والموت والدمار، دخل طاحونة الدم ومفارم اللحم البشري، التي راح ضحيتها ملايين العراقيين، إما بجرائم القصف والقتل الأمريكي، أو باغتيالات الميليشيات الطائفية، أو بمذابح تنظيم داعش، وسواها من الدواعش “الشيعية”، ناهيك عن ملايين العراقيين الذين تركوا العراق هرباً من المذابح، فيما لم تبق للعراق من بعد 2003 أي حكم وطني أو إدارة يعتد بها، بل مجرد دكاكين تسمى نفسها ب(أحزاب وتيارات) تتشكل وتنحل وتتلون أسماؤها ودعاواها بحسب الظروف، ولا يبقى ثابتاً فيها، سوى كونها علب جاهزة لتعبئة طائفية أو عرقية أو بدوية بدائية، يندر أن تجد فيها كياناً عراقي المعنى، أو يتبنى دعوة وطنية عراقية، تؤمن بوحدة العراق الترابية والسكانية، بينما الكل يخون ويمزق ويسرق، ويدعى أصلاً بالنزاهة والطهارة والوطنية أو بالديمقراطية، التي صارت مسخاً، وأن يتشاركوا في قسمة خير العراق دون شعبه، وأن يحولوا العراق إلى ” بقرة حلوبة” أو “شركة مقاولة”، توزع فيها المناصب والغنائم بأسماء الطوائف والأعراق، ويبنى جيش الدمج من ميليشيا، ولا تبقى من مؤسسات وثوابت مرعية، إلا أن يكون كل طرف منسوباً إلى حماته وصناعه، فهذا “أمريكي الهوى”، أو “صهيوني الهوى” أو “إيراني الولاء”، أو متسللاً من جهات أخرى، تحاول أخذ قطعة نفوذ أو موطأ قدم، بينما العراق اليوم في ظل عملاء المحتل، لا يذكر إلا في جداول الدول الأكثر قتلاً وبؤساً وفساداً بإتساع المعمورة. هل نست أمريكا الشر والإرهاب أم تناست أنها قصفت القوات العراقية في معركة المطار بالقنبلة النيترونية !! قادرة على أذابة الأجساد البشرية على بعد عشرات الكيلومترات دون المساس بالممتلكات!! وهو ما حدث بالفعل للجنود العراقيين الذين دافعوا في معركة المطار!! هل نست أمريكا الشر والإرهاب أم تناست أنها قصفت القوات العراقية أثناء الإنسحاب بأسلحة فتاكة، هي ذخائر اليورانيوم المشعة، المصنعة من نفايات نووية خطيرة ، إستخدمتها وجربتها لأول مرة في ميادين القتال في حرب عام 1991، والتي سببت للمدنيين الأبرياء كارثة صحية رهيبة في بغداد ومناطق جنوب العراق لا مثيل لها في التاريخ الحديث، لتلك الكارثة الكبرى سترافق الأجيال وستؤثر على مستقبل الشعب والبلد، علاماتها أخذت تظهر من خلال الولادات المشوهة وأمراض السرطان التي أصبحت من كثرتها وكأن السرطان صار في العراق من الأمراض المعدية والكوارث البيئية والصحية الرهيبة، التي أرجعت العراق نحو قرن للوراء. هل نست أمريكا الشر والإرهاب أم تناست ما قالته الصهيونية إولبرايت عن موت أطفال العراق يشمئز له الإنسان السوي لكن من يتبع العظم الأمريكي من العملاء والخونة لا يعيرون لذلك أي أهتمام. هل نست أمريكا الشر والإرهاب أم تناست عن فضيحة وجريمة سجن أبو غريب هذا هو تاريخ نظام الأمريكي الإرهابي مع العراق والدول الأخرى وهي تفوق قذارتها ووحشيتها عن رومان ونيرون والنازية منذ تأسيسها على جماجم الهنود الحمر، وهي تتناسى أنها أكبر داعم لكيان إستعماري فاشي وإستيطاني. يستولي على فلسطين، ويقتل الأسرى والأبرياء من المدنيين، ويمارس كل الأنتهاكات العنصرية. بالمحصلة، بريطانيا سابقاً، التي أشعلت حربين عالميتين، لم تتمكن من الحفاظ على إمبراطوريتها وموقعها المركزي في العالم، بسبب تقادم نظامها الاقتصادي الإستعماري. يبدو أن مصير واشنطن سيكون الفشل هي الأخرى، خاصة أن التفكك وشيك للنظام الاقتصادي العالمي القائم على الدولار،الذي وفر الأساس للهيمنة العالمية للويلات المتحدة الأمريكية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً .
كانت عملية خلق حالة من الفوضى والأنفلات الأمني ، وجعلها حالة مستمرة ومتصاعدة في العراق، ضمن أفكار ومقترحات خزانات الفكر والسياسة الأمريكية بعد العدوان الإمبريالي الصهيو الأمريكي الصليبي الثلاثيني على العراق 1991 .
كان العراق من وجهة نظر الأدارات الأمريكية المتعاقبة يشكل عقبة دائمية ومستعصية أمام تطلعات ومصالح الغرب الرأسمالي المتوحش طالما فيه نظام وطني وقومي الإتجاه يقود السلطة، كونه مصدر تهديد أساسي للهيمنة والمصالح الأمريكية في المنطقة العربية كما كان يشكل أزمة دائمة بأعتباره قوة إقليمية متصاعدة شكل أكبر تهديد تاريخي لوجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة، لذلك كان على منظري السياسات الأمريكية والبريطانية المتصهينين للهيمنة الدائمة على المنطقة أن يكون الهدف الأول وحجر الزاوية في سياساتهم أحتواء العراق وتدميره من خلال سياسة الردع والعدوان العسكري المستمر ناهيك عن الحصار الذي فرض عليه لمدة 13 عاماً .
هو العكس تماماً حيث أصبح العراقيين يئنون من شدة الدمار والعنف والنزاعات والأقتتال بين أبناء الشعب الواحد عدا الأزمات والصعوبات الأقتصادية، وقدم العراق ملايين من الإبرياء هم الآن أما في عداد الموتى والجرحى والعوق أو مئات الآلاف من المغييبين مجهولي المصير، عدا الملايين الذي هجروا قسراً من بيوتهم ومدنهم داخل العراق وخمسة ملايين أضطروا لترك العراق وأنتشروا لاجئين في شتى بقاع الأرض، في وقت دمرت فيه العديد من المدن العراقية ، ونهبت كنوز العراقية ،ونهبت الثروات والموارد الهائلة فبدأت سلسلة الكوارث المتلاحقة والفوضى تعم العراق حيث تم تدمير التراث الثقافي والحضاري ، وتعمدوا المحتلين وعملائهم وذيولهم في أستخدام ألأسلحة المحرمة دولياً ويا للمهزلة جاؤوا من أجل قضاء على الأسحلة الدمار الشامل المزعومة وهم يستخدمون الأسلحة الدمار الشامل ضد العراق وشعبه،هذا هو تاريخ نظام الأمريكي الإرهابي مع العراق والشعوب الاخرى ، وأصبح الأعتقال الأمني اليومي سياق يتعاملون به مع العراقيين ، حيث التعذيب والأساءة لمن يعتقلونهم ، وقتل المدنيين والذبح والأساليب الوحشية، التهجير والوفيات ، الفساد والأحتيال وتثبيت قواعد عسكرية طويلة الأمد حيث وقع العميل المزدوج نوري الهالكي إتفاقيات سرية مع المحتلين تؤمن بقائهم بأساليب وطرق مختلفة لأمد غير محدد،مقابل تعهد أمريكي بريطاني صهيوني بالحفاظ وحماية النظام الهجين الذي خلقوه وفرضوه على العراقيين بعد احتلال بلدهم.
أثبتت الوثائق والحقائق بعد الأحتلال العراق ان ما تم ويتم تطبيقه بألعراق المحتل يتم بتنسيق وتوافق مع نظام “آيات الفتن والشر” الصفوي الإيراني حيث ظهر واضحاً أنها كانت ولا تزال على وفاق مع هذه الأستراتيجية لتحقيق غايات الملالي وأهدافهم في تغيير النظام في العراق وإيجاد عراق ضعيف يعيش على الأزمات والفوضى الشاملة التي تخدم الاحتلال وعملائه ويكون العراق الحديقة الخلفية لنظام طهران ، والذي تلتقي مصالحه مع الأهداف الأمريكية البريطانية الصهيونية، ووضعوا القواعد التي تمكن كلاً من أمريكا وأيران ودول أخرى من التدخل الواسع والكبير لنشر فوضى متزايدة في المجتمع العراقي متى أراد أحدهم ذلك ، وزيادة على هذه المساحة من التصرف بمقدرات العراق وشعبه لاحظنا أن نظام “آيات الفتن والشر” الصفوي الإيراني،أعتمد منذ البداية ما يسمى بسياسة الفوضى المنضبطة في العراق تحسباً من أنقلاب الأوضاع الأمنية فيه، والملفت ان هذه السياسة توافقت إلى حد كبير مع ستراتيجية الفوضى الخلاقة، الأمريكية مما فتح الباب أمام الطرفين للتفاهم في ساحة العراق ، وهذا ما تم ملاحظته من أساليب تطبيق الأستراتيجية والأجراءات التي أتبعتها كل من الويلات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالتنسيق والتخادم مع نظام “آيات الفتن والشر” الصفوي الإيراني في استمرار نشر الفوضى الخلاقة، وأبقاءها مشتعلة في عموم حياة المجتمع العراقي منذ الأحتلال -2003 ولغاية اليوم.
في أطار هذه الفوضى يلاحظ العالم ما تقوم سفير أمريكا ومثلها سفير طهران من نشاطات، ربما لا تحدث حتى في أسوء الأنظمة في العالم ، وهذه الظاهرة الشاذة في العراق المحتل لا تشابهها أية ظاهرة حتى في الدول التي يتهمها البعض بأنها منزوعة السيادة.. في ذات الوقت لا تزال المليشيات الولائية تمارس أعتداءاتها على المواطنين ضمنأ جندات خارجية حيث تقوم بحملات أعتقالات غير مبرره لا في القوانين العرجاء ولا في الدستور الهجين، الذي فرضوه بالتزوير على الشعب.
يتبع