17 نوفمبر، 2024 9:56 م
Search
Close this search box.

لاغيبة على (مسؤول) !

لاغيبة على (مسؤول) !

من حسنات (الفيس بوك) انه اضفى على حياتنا الرتيبة بعض الحيوية حين منحنا فرصة التواصل مع اصدقاء ابعدتهم الظروف عن العين لاالذاكرة ، ووضع امامنا قصصا وحكايات واقوال وكتابات اعادت الينا لذة القراءة التي باتت ترفا لدى اغلبنا..ومن مساويء (الفيس بوك ) انه صار يمكن ان يصبغ نهاراتنا باللون القاتم بعد ان اصبح الاطلاع عليه ضرورة وحاجة يومية تضاهي الاستماع الى اغنيات فيروز الصباحية او الاستمتاع ببرنامج اذاعي خفيف الظل ، اذ تصادفنا فيه اخبار صادمة وصور مفجعة وقد نطلع على آخر تصريحات المسؤولين (الفايخة) ونظرياتهم اللاواقعية ويزداد يومنا قتامة حين نقرأ تعليقات القراء وماتجود به الالسنة من غث وسمين يصل احيانا الى حد الشجار وتبادل الشتائم ليعكس ماتمور به النفوس من ضغينة وألم وجهل وتبعية …
في الدول الغربية ، يتبادل المارة الابتسامات وهم يخوضون رحلتهم الصباحية الى العمل او الى اشغالهم الخاصة ايمانا منهم بثقافة الابتسام التي تجعل ايامهم اجمل ، اما اذا نظرنا الى وجوه المارة في شوارعنا فسنجد اصرارا على ممارسة ثقافة ( التجهم ) ، اذ يخوض كل منا رحلته الصباحية الى عمله او اشغالة الخاصة وقد امتلأت جعبته بهموم (عراقية ) بحتة …تأخير استلام الراتب وماسيترتب على ذلك من متاعب ..مواجهة موجة حر قاسية خلال انتظار توقيع مدير ما على معاملة دامت المراجعة لاتمامها اشهرا ..الاستماع الى اغان هابطة …سماع دوي انفجار وتوقع عدد الضحايا وتخيل الاشلاء المحترقة ..الرضوخ لانتظار ممض لزحف المركبات في ازدحامات لاتنتهي ..الاستماع او المشاركة في نقاشات عقيمة حول اوضاع البلد (المتهرئة) ..وهكذا ، تتظافر جهود (الفيس بوك) مع الهموم اليومية لتصدر الى الشارع وجوها عراقية متجهمة ومرهقة …
في الاسبوع الفائت ، اسهم (الفيس بوك) في ارتفاع نسبة التجهم والارهاق واليأس لدينا بعد ان تداولت صفحاته موضوع الامتيازات التي منحها نواب البرلمان لأنفسهم وماحفلت به من تجاهل لحاجات الشعب واستعلاء على همومه وامعان في سرقته ، اعقبها قرار وزارة التربية بالغاء معهد الفنون
الجميلة ومايقف وراء ذلك من محاولة ممنهجة للاطاحة بالتعليم والفن والابداع في العراق ، ثم تلا ذلك تلك المبادرات الاستعراضية لكشف ذمم المسؤولين واعتبارها نصرا يحسب لاصحابها بينما هي في حقيقتها واجب مفروض على كل مسؤول ، وتخلل كل هذه المواضيع تصريحات مستفزة لبعض المسؤولين منها مطالبة السيد المالكي لهيئة النزاهة بمحاسبة سراق المال العام في محاولة جديدة للضحك على الذقون رغم ان اغلب الذقون العراقية شابها الملل من ضحك المسؤولين عليها ولم تعد تصدق حكاياتهم ( الانتخابية ) ، أما من يواصل الاصغاء الى تصريحاتهم وتصديق وعودهم فهو اما من المنتفعين من استمرار تواجدهم او ممن اختار ان يكون اعمى بملء ارادته ومثل هذا الشخص لن يتبين له الخيط الابيض من الخيط الاسود حتى لو اشرقت عليه الشمس كل يوم ألف مرة ..
وبين هؤلاء واولئك ، تدور احاديث ( الفيس بوك ) ف(يرفع) المنتفع اوالاعمى من قدر المسؤول ويمنحه كل الاعذار الممكنة و(يكبسه ) المتضرراو الواعي وقد يصل الأمر حد غليان الصفحات وانفجارها بتبادل الاتهامات والشتائم ،، بينما يواصل المسؤولون بلامبالاة كاملة احصاء غنائمهم والبحث عن (زواغير ) جديدة للانتفاع وذرائع جديدة للضحك على الذقون !!

أحدث المقالات