19 ديسمبر، 2024 12:19 ص

لاعودة للعبث والجدل البيزنطي

لاعودة للعبث والجدل البيزنطي

عندما نقوم بعملية مراجعة لأساليب وطرق النظام الايراني من حيث تعامله مع المجتمع الدولي فيما يخص ببرنامجه النووي، فإننا نجد نفسنا أمام نظام يصافح ويوقع بيده اليمنى ويقوم بنقض ذلك بيده اليسرى. وإن لهذا النظام سجل حافل بهذا الخصوص، سجل تجد فيه کل أنواع الکذب والخداع والتحايل واللف والدوران والقفز على الحقائق وتحريفها أو تشويهها. ومع الحديث عن العودة الامريکية المرتقبة للإتفاق النووي، فإن هذه العودة لن تکون أبدا للإتفاق بتلك الصيغة التي تم التوقيع عليها في أواسط عام 2015، بل ستکون بصيغة جديدة تسد معظم الابواب والنوافذ والثغرات التي کان النظام يستغلها من أجل مواصلة مساعيه السرية المشبوهة من أجل إنتاج القنبلة الذرية.
إدارة الرئيس الامريکي الاسبق باراك أوباما عندما أبرمت الاتفاق النووي مع النظام وفي عجالة منها بسبب قرب إنتهاء ولاية الرئيس، فإنها کانت تأمل بأن هذا النظام سيکون في مستوى المسٶولية وسوف يلتزم ببنود هذا الاتفاق المرن والمائل لصالح النظام، لکن ماقد بدر من النظام من تصرفات وأفعال مخالفة للإتفاق والتي أکدت على إن هذا النظام يصر على مواصلة مساعيه المشبوهة سوف تضع إدارة الرئيس الجديد بايدن أمام الامر الواقع والذي يتجسد في أن العودة للاتفاق النووي السابق تعني العودة للعبث والجدل البيزنطي بالنسبة للمجتمع الدولي إذ أنه ليس هناك من أية نتيجة مفيدة فيما يحقق النظام الايراني أهدافه ومراميه رويدا رويدا ويسير بإتجاه تحقيق هدفه بإنتاج القنبلة الذرية، ولذلك فإنه لامناص من إجراء تغييرات على بنود الاتفاق النووي بما يمکن أن يحسم المحاولات والمساعي المشبوهة للنظام بهذا الخصوص، ولذلك يبدو واضحا من إنه ليس هناك أي أمل للعودة للعبث والجدل البيزنطي من خلال العودة للإتفاق النووي بصيغته الاولية.
الاحداث والتطورات التي تعاقبت منذ التوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015، أکدت معظمها وفي خطها العام بأن الاطمئنان للنظام الايراني والثقة به في أي إتفاق مهم وحساس مبرم معه من دون التحسب والتحوط من مساعيه المشبوهة، إنما هو مجرد هراء وجري وراء السراب، ولذلك فإننا نرى بأن المجتمع الدولي ملزم بأن لايکرر خطأ عام 2015 ويبرم إتفاقا غير متکاملا ودون الطموح، خصوصا بعد أن بات واضحا للعالم بأن هذا النظام لايکف أبدا عن مساعيه المشبوهة من أجل الحصول على الاسلحة النووية مالم يکن هناك من رادع قوي وحاسم له، ومن هنا فإن الذي يجب توقعه هو إن يتم الاستفادة من التجارب السابقة مع النظام الايراني وأن لايتکرر الخطأ الذي تم إرتکابه في أواسط تموز عام 2015!