23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

في ظل الاجواء الملتهبة في إيران وظهور ضعف وعجز النظام الايراني على أوضح مايکون من حيث قدرته وإمکانيته في مواجهة الاوضاع والامساك بزمام الامور کما کان حاله في الاعوام السابقة، فإن کل مايمکن تأکيده هو إن هذه الاجواء الملتهبة تزداد إکفهرارا وضبابية وإن حالة التخبط والتناقض تهيمن على القرارات المتخذة من جانب الاوساط الحاکمة في هذا النظام بما يٶکد إن الامور برمتها غير طبيعية بالمرة ولعل لو أخذنا الانتخابات التشريعية المرتقبة لهذا النظام مثلا فإننا نجده من حيث حالة التخبط التضارب والتناقض والقلق يجسد ماقد أسلفنا القول بشأنه.
الازمة الحادة جدا التي يواجهها النظام الايراني والتي يسعى المرشد الاعلى لمعالجتها من خلال محاولة توحيد أرکان نظامه وذلك عن طريق جعل مجلس الشورى(برلمان النظام) تحت هيمنته بعد أن أصدر أوامره لمجلس صيانة الدستور الخاضع له أساسا بإقصاء مرشحي جناح روحاني والذي يجب ملاحظته هنا هو إن خامنئي قد هدد روحاني ورفض أي انتقاد موجه لمجلس صيانة الدستور وطلب منهم التوبة عندما قال والغضب والتوتر والانفعال يبدو واضحا على کلامه:” كيف يمكنهم بسهولة اتهام مجلس صيانة الدستور بأنه رفض أهلية فلان أو قبل بفلان لغايات محددة؟ هذا اتهام وسوق الاتهامات من كبائر الذنوب التي تتطلب التوبة، ينبغي أن يتوبوا”! وهذا مايعطي الانطباع بأن خامنئي قد صمم على المضي قدما في مخططه هذا غير إن الذي لفت النظر کثيرا هو إن روحاني بادر الى الرد سريعا وفي نقد لاذع موجه لخامنئي شخصيا حينما قال:” يمكن انتقاد جميع المؤسسات. ولا توجد في البلد وفي العالم مؤسسة ومجموعة لا يجوز نقدها. وإذا كان لدينا انتقاد موجه لطرف ما، فعلينا أن نوجه ذلك”، وهو الامر الذي يٶکد مجددا وبکل وضوح على إن خامنئي کمرشد أعلى للنظام قد فقد هيبته ولم کما کان خميني إطلاقا، وهذا مايفتح الابواب على مصاريعها للعديد من التأويلات والتصورات السلبية بشأن مايمکن أن ينتظر نظام ولاية الفقيه مستقبلا.
والملفت للنظر هنا أيضا إن روحاني عندما طلب في رسالة من نائبه جهانغيري تقديم مشروع لتعديل الجزء المعني بالرقابة على الانتخابات، وهو الامر الذي أثار حفيظة رئيس السلطة القضائية، ابراهيم رئيسي، المقرب من خامنئي واالمحسوب عليه حيث رد على روحاني قائلا:” علم أو لا يعلم شاء أم أبى، إضعاف الانتخابات، الوقوف بجانب العدو”، ومصطلح العدو، يقصد به رئيسي الولايات المتحدة ومنظمة مجاهدي خلق على وجه التحديد، وهو مايظهر بمنتهى الوضوح حالة التناقض والتخبط التي يعاني منها النظام وتٶکد بأن هذه الانتخابات ونتائجها وتداعياتها ستشکل حجر عثرة جديد أمامه مع إننا يجب هنا أن لاننسى إن زعيمة المعارضة الايرانية قد ردت بقوة على تصريح رئيسي قائلة:” خوفا من المقاطعة العامة، هدد كبير جلادي السلطة القضائية للنظام بأنه كل من يشكك في الانتخابات مهما كان دافعه، يقف في جبهة العدو، فهو على حق، لأن عموم الشعب الإيراني عدو للملالي الحاكمين. مقاطعة الانتخابات واجب وطني وعهد الشعب الإيراني مع كوكبة الشهداء”، وأضافت في لهجة تحد واضحة بأن:” الشعب الإيراني الذي أدلی بصوته الحقيقي أثناء انتفاضتي نوفمبر ويناير من خلال إطلاق شعارات “الموت لمبدأ ولاية الفقيه” و”الموت لخامنئي”، يقاطع انتخابات الملالي غير الشرعية هذه أكثر من أي وقت مضى.”، وفي هذا الخضم، فإن الايام القادمة ستکون ومن دون أدنى شك حبلى بالمفاجئات على صعيد الاوضاع في إيران.