22 ديسمبر، 2024 11:34 م

لاخير يرجى من وراء النظام الايراني

لاخير يرجى من وراء النظام الايراني

الاوضاع الاستثنائية في إيران والتي يعاني منها النظام الايراني بعد تشديد العقوبات الامريکية وعدم وجود أية فرص متاحة له لکي يتخلص منها أو على الاقل يخفف من تأثيراتها، توحي کثيرا بأن حظ النظام الايراني في البقاء على دست الحکم قد بات ضئيلا جدا ولم تعد العديد من الدوائر والاوساط السياسية التي کانت في السابق تراهن على حتمية بقائه، تميل الى التأکيد على إن فرص بقائه باتت ضئيلة وليس هذا فقط وإنما حتى باتت تنأى بنفسها عن إطلاق أي موقف وتفضل الانتظار وترقب الاحداث مما يؤکد بأن وضع النظام قد صار أکثر من حرج خصوصا بعد أن صار المقاومة الايرانية تفرض دورها وحضورها على الاوضاع في داخل إيران، وهو ماجعلها رقما صعبا في المعادلة السياسية في إيران، وإن هذا الامر هو أکثر شئ ليس يزعج النظام الايراني وإنما حتى يصيبه بالرعب، خصوصا وإن الصراع الدائر بينهما هو صراع حياة أو موت.
مع إن للنظام الايراني عدد کبير من الاعداء والخصوم ولکل واحد منهم دور وتأثيره المحدد على النظام ولکن ليس بإمکان أي منها أن يکون لها من دور وحضور إستثنائي مشهود له کما هو الحال مع المقاومة الايرانية وخصوصا ذراعها الاقوى منظمة مجاهدي خلق والتي لوحدها تعتبر أکبر وأهم و أخطر جبهة سياسية ـ فکرية ـ عسکرية مفتوحة ضد النظام منذ أربعة عقود لأنها و منذ أن بادر رجال الدين المتنفذون في إيران بزعامة الخميني الى إعلان نظام ولاية الفقيه، إتخذت موقفا حديا رافضا بقوة لهذا النظام وإعتبرته نمطا وشکلا جديدا من أشکال الدکتاتورية والاستبداد لکن بمضمون ديني بحت، والذي ميز المقاومة الايرانية عن غيرها من الاحزاب والتيارات الايرانية الاخرى المعارضة للنظام انها الوحيدة التي لم تدخل في أية مساومة لم تقبل بمختلف عروض النظام بل ظلت تصر على حتمية وضرورة إسقاطه.
الصراعات و المواجهات الحادة بين أقطاب النظام الايراني والاوضاع المزرية التي آلت إليها إيران في ظل السياسات المجنونة والحمقاء التي إتبعها ويتبعها هذا النظام، سبق وان أشارت إليها المنظمة وتوقعتها قبل سنوات عديدة خلت وأکدت بأن النظام يسير في طريق أحادي الاتجاه لارجعة فيه، بل وانها وفي غمرة ممارسة النظام لألاعيبه المکشوفة بزعم الاصلاح والانفتاح على العالم من خلال وجوه محددة، أعلنت المنظمة مرارا و تکرارا في أدبياتها ووسائل إعلامها وتصريحات وخطب قادتها، بأن لاإصلاح ولاإنفتاح و لاأي خير يرجى من وراء هذا النظام، موضحة بأن هذا النظام ميٶوس منه وهو معادي لشعبه ولشعوب المنطقة وغير قابل للإصلاح إطلاقا وطالبت العالم بمقاطعته وسحب الاعتراف منه تمهيدا لتغييره. وهو مطلب لابد للمجتمع الدولي أن يعيد النظر فيه کثيرا خصوصا بعد التهديدات الاخيرة لرئيس النظام بتخصيب اليورانيوم بنسب أکبر من تلك المسموح بها في الاتفاق النووي الذي أبرمه مع مجموعة 5+1، ولايمکن أن يفيد أي اسلوب وطريقة تعامل مع هذا النظام سوى تلك التي تعتمد على القوة والاکراه.