23 ديسمبر، 2024 9:57 ص

لاحلّ لمعضلة “فهم تداخل القناعات ومتبادلاتها” إلّا بالإقرار “بانتفاء القناعة الثابتة”

لاحلّ لمعضلة “فهم تداخل القناعات ومتبادلاتها” إلّا بالإقرار “بانتفاء القناعة الثابتة”

معادلات ومناقضاتها لا يهمّهما أيّ ثابت أو موجود ما يثبت وجود لمسمّيات جميعها قذفها “الانفجار الأوّل” لمكان يتشكّل بمفهوم آخر لا مكان. أجيال لا علاقة لها بالعاطفة أو بالموروث أو بقيّة مكمّلات محمّلات وتحويلات الجاذبيّة الأرضيّة, الّتي هي سبب جميع أحاسيسنا الّتي انصهرت وذابت لولا احتمائها بعناصر اختلقتها من بين ركام عناصر وأجزاء أسّست في النهاية ضمن مفاهيم بشريّتنا شرايين وأوردة وأنسجة ومغلّفات وواقيات وأجهزة عضويّة مضادّة هي مخلوقات ومنفصلات خارج الانتظام الرقمي وفق حسابات تنفلت وتنتظم الخ تعقّدت مفاهيمها وآليّات أدائيّاتها منهجت الجاذبيّة الّتي هي “أمّ” جميع التفاعلات وأكيد لها ما يناقضها تخلق تفاعلات مناقضة وهكذا, تتفاعل هنا أقوى من تلك وتلك أقوى من هذه بحسب الفهم الكينوني للمخلوق المستنتج ودوافعه الذاتيّة الّتي استنتجت معه إثر من يناقضه “انكماشًا”. أجيال قادمة تنتظر خمود تفاعلات اعتدنا فرزها على أنّها يا إمّا خير أو شرّ فتتكشف أمامها حقائق قد تكون قد ذابت أمامها قبل تفحّصها “في خضم التحوّل اللا ضوئي” أي ما فوق مسروعاتها الّتي هي مضمّنات ما خارج “انفجار” قد يكون شضيّة من أكبر فأكبر أو أصغر فأصغر أو بلا مقاييس من الّتي نفهما أصلًا.
نتسائل: ترى من الّذي خوّلني أو منحني, وغيري صلاحيّة مقاييس فارزة للخير عن الشرّ بينما نكتشف يوميًّا واقع آخر بدا يحتل مكانه من مفهوم الخير كما ورثته أو صنّعت تضخيمه وسائط منتمية فلو تأمّلنا عدم اكتراث الناس بشكل عام “للخير” السابق كما تعوّدناه, من دلائل ذلك اعتراء إحلالي نتاج احتكاك وتجريب وأنّ “صاحب الشرّ” وفق مقاييس الحكم الّتي تحكم اليوم, يتّهم صاحب الخير, وفق نفس مقاييس الطرف الآخر.. أنا مثلًا هنا أبدو كما أفهم نفسي منتمٍ “لخير” لا زالت مفاهيمه للأغلبيّة البشريّة من معايير تفرض وجودها العام على مفاهيمي وقناعاتي المترشّحة من موروث نمت دواعيه قديمًا بظروف هيمنت حينها رؤية بقناعة موروث سالت فيها دماء الخير “من قبل الشرّ”. اتّخذت منها قوى الخير معيار. لكنّ بمعايير الشرّ ,وهو أيضًا له وجهة نظره الّتي يستوجب فهمها, طالما بدأت المجتمعات “كمشاركة في جرائم الخير بحسب وجهة نظر الشرّ” أهو المحقّ؟ وما هو مفهوم الحقّ؟, ولنطرح مفهوم الرأسماليّة عن مفهوم الحياة الّتي لا نمتلك أحاسيس بوجودها بغير تفاعلات التسوّق والسوق, كانت “الضفة الأخرى” تتّهمها ولا زالت, بالشرّ “الطبقي” وغيره, في حين تتملّك الرأسماليّة مشاعر الخير كما تدّعيها وهي تواجه تلك الضفة “الشرّيرة” بحسب وجهة نظرها خلاصتها: “أنّ الناس ليسوا سواسية إذ يتحكّم بسلوكيّاتهم ارتفاع أو انخفاض عنصر العاطفة, أي أنّ “للنار” مثلًا وجهة نظرها المحقّة باعتقادها في مواجهة شرور الماء وتسلّطه لمحقها “رغم فوائدها العميمة” بحسب وجهة نظر النار..
ومن هو الّذي على حقّ ؟ نريد انموذجًا منه منتقى من قناعة أبديّة وخلاصة خبرات ومجمع عليها بمختلف وسائل التحليل الّتي قد تمتلكها جهة محايدة لا تدور بقناعاتها صمن مسارات الأجرام والأفلاك ..ولاستحالة ذلك لا أعتقد بوجود عقل “أم” يحمل آهليّته الكاملة لوضع الموازين الأبديّة الّتي يمكن أن تقاس بها الأعمال الصالحة كما هي متّفق عليها, من الأعمال الطالحة كما اعتدنا بصورها الراسخة في أذهاننا ومتوارثة نحن “أصحاب الخير” ..الخير قد يراه من نعتقده شرّير هو خير بوجهة نظره ,وقد يكن ما نفعله من خير نعتقده كذلك هو شرّ بنظر من نصوّب نحوه قناعاتنا نعتقده أو يعتقدنا أشرار.. فقد يكن ما نعتقده جميلًا فنًّا أو سلوك جاء من “التعوّد” القديم أنقذت حالة قديمة حيالها بمال بتضحية ترسّخت لدى “الناجون” ثبتت تفاعلاته النفسيّة على أنّه الخير بينما هناك تفاعلات مناقضة أيضًا, ففي الفنّ بصريّلات متوراثة عندنا هو بصريّات “الخطّ العربي” يراه وارثوه جميلًا في حين وفق التحليل المنطقي هو جمال تعوّدنا على تكرار قناعاتنا على أنّه جميل سببه “التلقين القيمي الوراثي” في حين هو لا علاقة له ولا يمتّ بأيّ صلة لجماليّات بصريّات الواقعين الحداثيين الحسّي او الحدسي. بالتالي أنّ ما نراه “قبح” في الفنّ مثلًا هو جميل بنظر من نعتقد أو هو يعتقد أو كلانا من زاويتين مختلفتين معتقد على أنّ هذا جميل وذلك قبيح ..فالفنّ لربّما هو خير دليل على عدم استقرار قناعة احتمال شيء ما ينظر إليه جميل أو ينظر إليه نفسه على أنّه قبيح فقد يكون, وكما شخّص من قبل؛ رسم قبيح نفّذ بإتقان ودقّة اتسم لمن ينظر لقوّة الاتقان فيه على أنّه الجمال بعينه وإن ناقض مضمونه الّذي سيصبح جميل. في مكان آخر نجد البركان على حقّ لأنّه يعتقد واجبه تغيير البيئة, بينما من يقطن محيطه هم على حقّ أيضًّا ويقرّون بشرّانيّة بركانهم الّذي تهدّد حممه حياتهم ,ليمضي حولًا إثر حول دهرًا إثر دهر ويأتي أقوام امتلكوا قناعات من “علميّة” سادت ناقضت مفاهيم من قبلهم قطنوا نفس جغرافية البيئة البركانيّة ليعبدوه!: “لخيره العميم” في تخصيب تربة محيطه كأفضل قطعة أرض “صالحة للزراعة” أو المستحدث من التخلّقات.
في السياسة لا يختلف منجز اللا ثابت من المقاييس الّتي ذكرنا وحوّلناها صنفين لأجل التبسيط, فصدّام حسين مثلًا من المؤكّد يرى ما كان قد فعله من “إجرام” بحسب وجهة الطرف الأخر المحكوم أيضًّا وفق “اللاقوانين” وفق وجهة نظر محايدة بدأت تفرض وجودها ما بين الخير وبين الشرّ؛ هي ضرورات سيّقها صدّام على أنّها الحقّ, نلمس ذلك من تغيّر قناعات من قادة للخير بحسب معتقدهم؛ أنّ الشرّ الصدّامي كان خيرًا لم نستشعره إلّا بعدما فرض الخير الّذي كنّا نعتقده وننتظره؛ وجوده؟.. هنا يمكن القول أنّ المتغيّر الاجتماعي أو النفسي الفردي يجيء من تأثير المال والأموال لربّما لها عمق مفاهيمي قديم..