18 ديسمبر، 2024 6:18 م

لَيْسَ عَيْبًا أَنْ يَطْمَحَ اَلْإِنْسَانُ فِي اَلتَّدَرُّجِ اَلْوَظِيفِيِّ وَلَيْسَ عَيْبًا أَنْ يُطَالِبَ بِاسْتِحْقَاقِهِ اَلْوَظِيفِيِّ اَلْمَشْرُوعِ أَنْ أَصَابَهُ غَبْنُ مَا ، لَكِنَّ اَلْعَيْبَ هُوَ اَلْبَحْثُ عَنْ أَخْطَاءٍ اَلْآخَرِينَ فِي سَبِيلِ إِقْصَاءَهُمْ وَاحْتِلَالُ مَكَانِهِمْ وَالْبَشَرُ لَيْسَ مَعْصُومًا مِنْ خَطَأِ مَا وَالْعَيْبُ اَلْأَكْبَرُ أَنَّ هَذَا اَلْإِنْسَانِ اَلَّذِي تَتَوَفَّرُ فِيهِ هَذِهِ اَلصِّفَةِ لَايْصَلْحْ أَنْ يُنَاطَ لَهُ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَسْتَحِقُّهَا لِمَا سَلَكَ هَذَا اَلطَّرِيقِ اَلْمُعْوَجِّ . قِيلَ قَدِيمًا ( أَعْرَج اَلْعَرَجِ رَكِبْنَاهُ وَرَانَا وَمَدٌّ أَيَّدَهُ عَلَى اَلْخُرْجَ ) وَهَذَا مِثْلٌ شَعْبِيٍّ دَارِجٍ وَقِصَّتِهِ مَفْهُومَةً لَدَى اَلْجَمِيعِ لَكِنْ لِلْأَسَفِ أَصْبَحَ يَحْتَلُّ مِسَاحَاتٍ شَاسِعَةً مِنْ حَيَاتِنَا بِكُلِّ تَفَرُّعَاتِهَا . إِنَّ اَلتَّعَامُلَ اَلْإِنْسَانِيَّ اَلَّذِي يُبْدِيهُ اَلْبَعْضُ تُجَاهِ مِنْ بِمَعِيَّتِهِ مِنْ اَلْمُوَظَّفِينَ يَظُنُّهُ بَعْضُ ضُعَفَاءِ اَلنُّفُوسِ أَنَّهُ ضَعْفًا بِالشَّخْصِيَّةِ وَيُحَاوِلُ جَاهِدًا بِطَرِيقَةِ أَوْ أُخْرَى اَلِانْتِقَاصَ مِنْ رُؤَسَائِهِ فِي اَلْعَمَلِ وَغَايَتِهِ هِيَ إِبْدَاءُ نَفْسِهِ كَشَخْصٍ جَدِيرٍ يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ رَئِيسًا لِلْعَمَلِ بَدَلَ اَلْآخَرِينَ . وَلَوْ تَتَبَّعْنَا بِحَقِّ صِفَاتِ هَذِهِ اَلشَّخْصِيَّاتِ لَوَجَدْتُهَا مَهْزُوزَةٌ ضَعِيفَةٌ غَيْرُ قَادِرَةٍ عَلَى إِصْدَارِ اَلْقَرَارِ اَلْمُنَاسِبِ غَيْرَ مُسْتَقِرَّةٍ اَلتَّصَرُّفَاتِ يُحَاوِلُ جَاهِدًا اَلِانْتِقَاصُ مِنْ اَلْغَيْرِ فِي سَبِيلِ سَدِّ اَلنَّقْصِ اَلْمَوْجُودِ فِي شَخْصِيَّتِهِ وَاَلَّذِي تَمَكَّنَ مِنْهُ . اَلْإِنْسَانُ وَلَيْسَ اَلْبَشَرُ يَقْبَلُ مَنْ يَمُدُّ يَدَ اَلْعَوْنِ لَهُ وَهَذَا لَا يَحْدُثُ شَرْخًا وَانْتِقَاصًا مِنْ شَخْصِيَّتِهِ بَلْ اَلْعَكْسَ هُوَ رُقِّيَ وَقُوَّةُ شَخْصِيَّةٍ ، أُمًّا حِينَمَا تَمُدُّ يَدَكَ لِغَيْرِكَ وَتَعْمَل جَاهِدًا فِي سَبِيلِ حُصُولِهِ عَلَى خِدْمَةِ مَا ثُمَّ يُقَابِلُ هَذَا اَلْعَمَلِ بِأَنْ يُكَشِّرَ عَنْ أَنْيَابِهِ وَيَعَضَّكَ مِنْ يَدِكَ اَلَّتِي سَاعَدَتْهُ فَهَذَا لَايسْتَحَقْ أَنْ نُطْلِقَ عَلَيْهِ صِفَةُ اَلْبَشَرِيَّةِ لِأَنَّهُ لَايْعَظْ إِلَّا اَلْحَيَوَانُ اَلْمُفْتَرِسَ ولَايطِعَنْ مِنْ اَلْخَلْفِ إِلَّا مَنْ كَانَ غَادَرَا وَهُمَا صِفَاتٍ غَيْرِ إِنْسَانِيَّةٍ . اِعْمَلْ وَتَعَلُّم وَخُذْ مَاتَظَنَهْ لَكَ بِجَدَارَةِ وَلَاتَجعَلْ مِنْ أَخْطَاءٍ اَلْآخَرِينَ وَظُهُورِهِمْ سِلْمُكَ اَلْوَحِيدُ لِلْوُصُولِ لِغَايَتِكَ اَلْمَنْشُودَةِ وَالْإِنْسَانِ اَلشَّرِيفِ يَسْلُكُ طَرِيقًا صَحِيحًا وَاضِحًا لِلْوُصُولِ لِغَايَتِهِ اَلْمَنْشُودَةِ . دُمْتُمْ بِخَيْر